الثالث عشر

5.1K 179 15
                                    

الفصل الثالث عشر

#الكوافيرالمقاتل

#هناءالنمر

كانت ليلة المراقبة والتأكيد قبل ليلة التنفيذ . خرج ليتأكد من كل شئ بنفسه ، أراد أن يكون كل شئ بموضعه  ، لكنه لم يحاول الإتصال بأى من الأطراف التى ستعمل معه ، سواء كانوا من الطرف الآخر ، أو حتى ممن سيقومون بحمايته  ،
عاد قبل اول شعاع ضوئى يخترق السماء الملبدة بالغيوم ، وبالطبع دخل كما خرج  دون أن يراه أحد ،
وأول ما قام به هو فك الجهاز الذى برمج عليه الهاتف بعد أن استمع لمكالمة ميرنا  ،
تحمم وحاول أن يرتاح لبعض الوقت استعدادا لنهاره القادم الطويل  وليلته الأطول  .
فتح عينيه فى التاسعة على رنين الهاتف ، ليوقظه عامل الاستقبال بناءا على طلبه ليلة أمس .

تجول بعينيه فى صالة الاستقبال يبحث عنها ولم يجدها ، سأل عنها عامل الاستقبال فأخبره بمكانها ، خرج للحديقة التى تتقدم الفندق ليجدها جالسة على أحد الطاولات  ترتشف قهوة صباحية وتبدوا من بعيد متجهمة وشاردة تماما ،
بالطبع أرجع سبب غضبها الذى بدا له واضحا  وهى يتقدم ناحيتها  لمكالمة منتصف الليل .

... صباح الخير ..  قالها وهو يجلس  على الكرسى الخالى المقابل لها على الطاولة

اجابته ببرود  ... صباح الخير ...
ثم بدأت بصب كوب من الشاى له 
فقال ... بس انا جعان ، مش هنفطر الأول ...

.. هنفطر فى مقر المؤتمر  ، عاملين فطار جماعى الساعة عشرة ونص ، يعنى يادوب تشرب الشاى ونروح على طول ...

مد يده يتناول كوبه ، فيما فتحت هى مفكرة خاصة بها وبدأت فى سرد الأحداث المجهزة لليوم كله ،  وهو يتابعها ويتأمل ملامحها وهى تتحدث  ،
هى جميلة حقا  ، ملامح وجهها تلائم كل منهم الآخر   ، لكن لا يعلم لما تصر دائما على رفع شعرها من الخلف و تجميعه من الجانبين ، فهذا لا يلائم وجهها  ، فوجهها مستطيلى أكثر يحتاج للشعر القصير المفرود على الجانبين .
بعدما انتهت  ، رفعت عينيها له لتجده ينظر لها  بتركيز ، لكنه لم يحاول أن يتدارك نفسه أو يبعد عينيه حين رأته  ، فهو يتعامل معها بالمثل ،
الجرأة والمواجهة هى أفضل طريق  ،

تجاهلت ذلك  وسألته  ...   كلمتك  اللى هتقولها جاهزة   ، دى بإسم الاطباء العرب ، يعنى مهمة جدا  ...

ابتسم بجانب وجهه وقال .. اول مرة تحضرى المؤتمر ده  وبتعدلى عليا  ؟

ارتبكت لبرهة لكن تمالكت نفسها بسرعة وقالت
... مقصدش طبعا يادكتور  ، انا بس بتكلم على أساس انى مساعدة حضرتك  ...

... طيب ، متقلقيش يامساعدة حضرتى ،  انا كلمتى بتبقى مباشرة ، مش متجهزة  ،
إلا قوليلى ياميرنا ، انتى مبتفكيش رباط شعرك ده خالص ؟

اندهشت تماما من مباشرة السؤال ومفاجأته والتى لم يكن ابدا محور للحديث أو حتى مجاله ، ارتبكت واتسعت عينيها  ،
وقفت وحملت حقيبتها  وهى تقول ... بفكه بس لما أكون هنام  ، غير كدة لأ  ، عن اذنك ، هعمل مكالمة بسرعة ، تكون خلصت شاييك ونمشى ...

الكوافير المقاتل      ،،،،   هناء النمرDonde viven las historias. Descúbrelo ahora