العاشر

5K 162 5
                                    

الفصل العاشر

#الكوافيرالمقاتل

#هناءالنمر

وقفت ملك أمام المرآه بعد أن أغلقت على نفسها الباب فى الحمام خاص بالضيوف المتصل  بالغرفة التى تم تقديم العشاء فيها  ،
وقفت تتأمل ملامح وجهها خوفا من أن يظهر الغضب والحزن الذى تحمله داخلها بعد ما فعلته ميرنا بها  .
الآن لن تستطيع ابدا الهجوم عليها ثانيا بعد أن  قالتها ميرنا أمام الجميع ،
إنها تهاجمها فقط بسبب أخوها زين الذى تركها مرتين  .

زين الشاذلى ،، الاسم الذى لم ولن تنساه ابدا ، ولا تعلم لما ؟  هل بسبب اهانتها بهجره  لها من أجل فتاة أخرى  ، فقيرة ، لا تقارن بها ،
أم لن تنساه بسبب أنها قد تكون أحبته فعلا ، رغم أنه كان واضحا تماما معها من البداية  ، خاصة فى المرة الثانية حين وضح تماما وقالها مباشرة انه لا يحبه وان زواجه بها من أجل ارتباط مصالح العائلتين فقط ، وهى لم تمانع ابدا ، المهم انها أرادت امتلاكه فقط .

زين الشاذلى ،، الابن الوحيد فى عائلة الشاذلى مع الفتايات التسع ، والوريث الوحيد لاسم العائلة وشركتى الاستثمار المعروفة ،
الوسيم صاحب الملامح الأوروبية التى تشبه والدته وبريهان ابنة عمه ، والبقية ذات ملامح مصرية عربية .

كان قد تركها للمرة الأولى ايام الجامعة  وأنهى علاقته بها نهائيا  بعد أن تعرف على زميلة لها كانت تعمل لدى والده  كسكرتيرة فى مكتبه من أجل تحسين دخلها والإنفاق على دراستها .

جملة لن تنساها ابدا ، كلمات خرجت من فمه ، تبدوا فى ظاهرها عادية  لكن بالنسبة لها كانت كنصل سكين يقطع قلبها :

... انا اسف ياملك ، متزعليش منى أرجوكى ، انا  حاولت والله لكن مش قادر ، مش قادر ارتبط بيكى اكتر من كدة ، قلبى مش ملكى ،   أرجوكى سامحينى ،  أن شاء الله تقابلى اللى احسن منى   ، سلام ....

و المرة الثانية كانت بعد الأولى  بثلاث سنوات حين حضر والده وطلب يدها رسميا من  والدها  له ، ووافقت رغم أنها تعلم أنه مجبر عليها وأن والده قد ارغمه على ترك فتاته الفقيرة وصمم على تزويجه بها هى ، ولكنها لم تهتم ، لم تهتم بقلبه القابع داخله أخرى ، لم تهتم بإجباره عليها وعينيه المشبعة بغضب وحقد دائم ، لم تهتم بقوله لها صريحة ، وأنه لن يستطيع ابدا ان يحبها ، كل ما أرادته واهتمت بالحصول عليه هو عودته كإعادة لكرامتها التى أهدرت فى المرة الأولى ،
ليفاجئها هو وللمرة الثانية ، قبل ارتداء خاتم الخطوبة رسميا  ،  بنفس الجملة الأولى  التى لم تكن رحلت من ذهنها  ،
ثم رحل زين دون عودة ، ولم يظهر من وقتها حتى الآن ، حيث قال الجميع أنه يعيش فى جنيف  ويعمل فى أحد الشركات هناك وقد وصل لمكانة جيدة ،
كل ما كانت تعلمه ومع مرور الوقت تأكدت منه تماما ، أن ميرنا قد كانت المحرض والمشجع الوحيد لأخوها على إتباع مشاعره وتركها هى ،  رغم أن ميرنا كانت تعد صغيرة فى مثل هذا الوقت فهى تصغرها وزين بأكثر من سنتين ،  لهذا لم تنسى لها هذا حتى الآن حتى بعد مرور سنوات .

بكل هذا كانت غاصت ملك  بين أمواج ذكرياتها للحظات وحين عادت اقسمت وهى تعيد تجديد زينة وجهها أنها لن تمرر ما قامت به ميرنا ابدا ، وأنها سوف ترد الصاع ثلاثة إن لم يكن عشرة ، لكنها تحتاج لبعض الذكاء لتفعل ذلك ، فقد أصبح الأمر مكشوفا أمام الجميع ولن تستطيع المجاهرة بعداوة ميرنا بعد الآن .

.............................................................................

كانت قد غادرت الواقع لبضع لحظات مغمضة العينين  ، جالسة على حافة رخامية عالية تطل على منظر رائع فى الحديقة ،  لتعيش داخل عالم خاص بها  ، لا يشاركها فيه أحد   ، تعيد فيه ما فعلت فى شتى المواقف التى عاشتها  ، تراجع تصرفاتها وردود افعالها  ، أحيانا تمدح نفسها على ما فعلت وأحيان أخرى تندم وتنهر نفسها ،

  أما هو ، فبعد ان تأملها طويلا ، يعجبه سكونها بهذا الشكل  ، تبدوا أليفة ومسالمة وهى هكذا ،   قرر محادثتها لتنتفض هى حين سمعت صوته يقول
... مش برد شوية عليكى كدة  ؟

اعتدلت وأخذت تعدل هندامها الذى تخيلت أن بضع لحظات من الخيال قد أثرت فيه  ،قالت ...  أوقات الطاقة اللى جواك بتسيطر على جسمك كله ، وتخليك مش حاسس بدرجة الحرارة اللى برة جسمك  ، حر أو برد ...

إقترب وجلس بالقرب منها بعد ترك لها مسافة معينة وهو يقول
... وانتى جواكى طاقة مدفياكى ؟

... تفتكر ايه  بعد اللى حصل جوا ده ؟

ابتسم  وهو يقول وهو ينظر لها ...   انتى مجنونة وجريئة اوى ياميرنا  ...

.. ودى ميزة ولا عيب ؟

... مش عارف ، كل صفة فيهم فى حد زاتها كويسة ، لكن الاتنين مع بعض يتجمعوا فى واحدة زييك  ، كدة خطر اوى  ...

سكتت لثوانى وهى تحاول التمعن فى وجهه  لتصل لما يقصد بما قال
ثم سألته  ... تقصد إيه  بواحدة زييى   ؟

هذه المرة ظهرت ضحكته واضحة وهو يقول
... يعنى مش فارق معاكى الخطر ، اللى فارق واحدة زييك ...

... لأ ، كلمة واحدة زييك لما تقولها ، مع

الكوافير المقاتل      ،،،،   هناء النمرWhere stories live. Discover now