الفصل 30

15K 367 4
                                    

الفصل الثلاثون من " وقعت فى عرينه "

جاء اليوم المنشود يوم الزفاف
امتلأت فيلا مهران بالحركة و الكثير من الناس لذا ترك لهم مهران الفيلا و خرج بعدما هنئ أمجد و كذلك أختفى أمجد منذ الصباح
أنقسمت الفيلا ففى جانب العروس و حولها صديقاتها بداية من أسيل حتى ضحى و معهن الجدة و والدة رحمة أما شيرين فقد كانت تأتى بين الحين و الأخر ثم تذهب ففى تلك الفترة كان شغلها الشاغل هو الوصول لرقية و خوفها من أن يسبب ظهورها المفاجئ كارثة لها
و من جانب أخر هناك العريس يحيط به أصدقائه رامى و صالح
كان المشهد مضحكا نوعا ما فصالح يقف فوق السرير و ينظر لأمجد بينما رامى مختبئ خلف الستارة و امجد ينظر لهما بغضب
رامى من خلف الستارة : يا سيدى بنهزر يا سيدى ايه مبتهزرش
أمجد و هو يتجه نحو ليخرج رامى من خلف الستارة و يظل يجرى فى الغرفة و أمجد يلحق به : انت متعرفش هزارك ده عمل ايه
صالح من فوق السرير : عمل ايه ما الفرح هيتم أهو يا بيبى
وقف أمجد و نظر لصالح قائلا : بيبى ده انا هوريك
أشار له بيده قائلا : استنى استنى بس
و نزل بهدوء و أمجد يراقبه حتى وقف أمامه تمام و همس له قائلا : و انت زعلان ليه مش قولت انك مضطر تتجوزها مش حب يعنى
توترت ملامح وجه أمجد و صالح ينظر له بإنتصار هنا أقترب منهما رامى قائلا : هو فيه ايه ما تشاركونا معاك
صالح : مفيش حاجة فى هنا عريس
ثم حملوه فجأة لينظر لهما بتعجب ثم خرجا به يركضون فى الممر و ضحكاتهم تملأ المكان حتى وجدوا شيرين تقف أمامهم
ضحك أمجد لتقول شيرين و قد بدا عليها الإنزعاج : ايه شغل الأطفال اللى بتعملوه ده
مفيش وقت يلا لازم تجهز يا استاذ ياللى بتلعب
صمت أمجد و ذهبوا جميعا إلى الغرفة و هم يكتمون ضحكاتهم و ما ان دخلوا الغرفة حتى أطلقوا سراح تلك الضحكات
.................
و على النقيض فى غرفة رحمة لقد بدا الضيق على الوجه الفتيات لتقول رهف : و ليه بقى يا ست رحمة
نظرت لها رحمة بضيق فقالت رهف : هنرجع لموضوع الاسلامى و اللى مش اسلامى ده تانى
ضحى : رهف ميت مرة قولتلك..
قاطعتها رهف قائلة : بس لا تقوليلى و لا اقولك انا همشى و سيبلك الدنيا اعملوا اللى تعملوه تحطوا مكياج متحطتوش انتوا حرين بقى
ثم تحركت نحو الباب بغرفة لتذهب خلفها أسيل قائلة : استنى يا رهف و اهدوا بقى ده فرح مش غم على الصبح هو
الجدة : اهدوا يا بنات
ثم نظرت لرحمة و ابتسمت قائلة : انا عارفة يا رحمة يا بنتى نيتك و اللى بتفكرى فيه بس شويه حاجات خفيفة على وشك مش هتعمل حاجة
كانت ضحى توافق رحمة و بشدة و لكنها لم تعترض حتى لا يسوء الوضع أكثر
والدة رحمة و لا يبدو عليها انها توافق ابنها : الهانم معها حق على الأقل حاجة بسيطة
رهف هاتفة : خلاص احنا نجيب أمجد و هو يحل الموضوع ده
اتسعت عينا رحمة و قالت مسرعة قبل ان تقول اى منهن شئ : لاء
نظرن لها بتعجب حتى ضحى كذلك
أسيل بتعجب : ليه
رحمة : و ايه اللى يجيب امجد يعنى خلاص انا هحط بس خفيف خالص خالص
هنا ضحكت رهف قائلة : بركاتك يا شيخ أمجد و لله لو كنت أعرف ان ده هيحصل كنت قولت كدة من بدرى
ضحكن جميعا و رحمة تفرك يدها بغيظ و ضيق
..................................
مر يوم شاق و حل المساء
كان غياث يقف أمام مرآة غرفته يعدل من بدلته السوداء
دخلت ملك فجأة و هى تقول : غي....
صمتت و هى تنظر لأناقته بتعجب و إعجاب شديد
غياث و هو ينظر للمرآة : عايزة ايه
ملك و هى تقترب منه : ايه الشياكة دى كلها رايح فين
غياث : فرح
ملك : اها صح اللى هو بتاع ابن اخو الوزير ده
غياث : ايوة
ملك : انت مش قولت أنك مش هتروح
غياث : مش بأيدى أمجد مصر و اتصل بيا اكتر من مرة و بعدين انتى فاتحالى محضر و لا ايه
ملك بإبتسامة لم يفهم غياث سببها : طيب كنت عايزة اقولك ان عمر جاى 
الآن فهم غياث سبب ابتسامته و قال : لاء قوليله مينفعش يجى فى وقت تانى
ظهر الضيق على وجه ملك و لاحظ غياث ذلك فأقترب منها و امسك ذقنها ليزيد غيظها قائلا : وقت تانى يا ملك
ملك و هى تتبعه خارج الغرفة قائلة : انت رخم و تنح و عدو الحب كمان
لم يبالى بها بل تقدم من والدته و قبل يدها قائلا : انا خارج يا ماما و طول ما أنا بره مش عايز الباب يتفتح لحد خصوصا لو حد اسمه بيبدأ بحرف العين
قال الكلمة الأخيرة و هو ينظر لملك التى كانت تشتعل غضبا فإبتسمت والدته
أما غياث فتحرك نحو الباب ليخرج ليأتيه صوت ملك و التى كانت تتجه لغرفتها قائل : ربنا على الظالم و المفترى
ابتسم غياث و هو يفتح الباب
وصل إلى سيارته و قبل أن يتحرك أخرج هاتفه و اتصل على عمر ليجد الخط مشغول فإبتسم قائلا : اكيد الهانم بتكلمه
وضع الهاتف بجواره و حرك السيارة
..............................
كان أمجد قد تجهز تماما ينتظر إنتهاء رحمة من استعدادتها ليذهبا إلى القاعة حيث ينتظرهما الكثير من الناس
سمع صوت طرق على باب غرفته فقال : ادخل
دخل مهران ليقف أمجد بينما ابتسم مهران قائلا : مبروك يا عريس
ابتسم أمجد فحضنه مهران قائلا : النهاردة اسعد يوم فى حياتى انت و رحمة هتجيبوا السعادة للبيت ده بعد مدة طويلة جدا
ابتسم أمجد و قال : ربنا يخليك لينا يا عمى من غيرك مكنتش هبقى الى انا فيه دلوقتى
مهران : انا معملتش حاجة انت اللى عملت كل حاجة بجهدك و بإصرارك
كان أمجد على وشك الرد على عمه و لكن أسيل قاطعتها فجأة قائلة بسخرية : يااه على الحب 
نظر أمجد لها قائلا : يااه على الرخامة
اما مهران فإبتسم لقد كانت تبدو جميلة جدا
أسيل : مش هرد عليك علشان خاطر رحمة بس و يلا بقى احنا هنفضل هنا كتير
أمجد : ما انا مستنيكوا
اسيل : خلصنا خلاص
مهران : طب يلا علشان الكل تحت مستنى
نزلوا جميعا و اتجه أمجد إلى غرفة رحمة ليجد رهف تهف أمامه الباب و اسيل انضمت لها ايضا
أمجد و هو ينظر لهما : ممكن ادخل
الأثنتان فى وقت واحد : ممنوع
أمجد : نعم
ضحكتا فقالت أسيل : هى اللى هتطلع
أمجد ساخر من أسيل و قد امتلكه بعض الضيق : و ليه انا مدخلش
أسيل : لاء انت لازم تقف تستنى كدة
ضحك مهران و قال : انا هنزل بقى شكل موالك طويل
أمجد و هو ينظر لمهران الذى بالفعل قد تحرك لينزل : رايح فين يا عمى خد بنتك معاك
ضحك مهران و نزل بالفعل لتقول أسيل بشامته : محدش هيعرف يمشينا من هنا
أمجد : يعنى
اسيل : يعنى هتفضل واقف كدة لحد ما رحمة تطلع
أمجد : ولله
اسيل : ان كان عجبك
لقد ظن فى البداية انها مزحة و لكن يبدو أن الأمر جاد حقا
وقف بإستسلام يستند على حائط بجوار باب الغرفة
اقتربت رهف من أسيل قائلة : ولله حرام عليكى ده ابن عمك حتى
أسيل : احسن سبيه كدة هو الحب بالساهل و لا ايه
رهف : يا شريرة بكرة يطلعوا عليكى
أسيل : مين ده
رهف : امجد هيكون مين يعنى
أسيل : محدش يقدر اصلا
رهف : بكرة نشوف
..........
داخل الغرفة كانت رحمة قد تجهزت بالفعل و ضحى بجوارها و بعض الخادمات
تنفست بهدوء اكثر من مرة و هى تنظر لنفسها فى المرآة لم تضع سوى شئ بسيط جدا يكاد لا يرى حتى
لا يظهر فرق حتى و لكنها كانت كالبدر
كانت ضحى تنظر لها بحب و اعجاب و لا تعرف لما ظهرت لها صورة رامى فجأة فشعرت بحرارة شددة فى وجهها و لكنها كانت لا تقارن بحرارة وجهه رحمة التى كانت تفرك يدها بشدة و خوف كلما نظرت لعقارب الساعة و هى تتقدم شئ فشئ
مرت دقائق كثيرة و أمجد ينتظر خارجا بملل اما ضحى فقالت : ايه ده كله دا اسيل شكلها غير تعذب امجد ولله
ابتسم رحمة بهدوء و لم تقل شئ لتقترب منها ضحى و تحضنها قائلة : ولله انتى احلى عروسة شوفتها مبروك يا احلى رحمة
ابتسمت رحمة و قالت : الله يبارك فيكى يا ضحى و يرزقك بزوج صالح
لم تجد رحمة أكثر من هذا لتقوله فهى لا تريد لأحد ان يكون مكانها ابدا
ابتعدت ضحى و قالت : لاء انا هشوف اسيل بقى
.....
فى الأسفل
شيرين : ايه ده كله هما مش خلصوا
والدة رحمة : ايوة من زمان كمان
شيرين : اومال منزلوش ليه
والدة رحمة : مش عارفة
مهران بإبتسامة فهو أكثر الناس علما بإبنته : بيعذبوا امجد
الجدة بتعجب : ايه
كان رامى و صالح قد سمعا جملة مهران و هما يدخلان ليقول صالح  بتعجب : بيعذبوه
مهران : ايوة موقفينه على الباب و اسيل و صاحبتها واقفين قدام الباب و منعينه من الدخول لحد ما رحمة تطلع هى
والدة رحمة و هى غير مصدقة : و ده كله و رحمة مطلعتش ازاى دى خلصت من زمان
رامى : لاء يا طنط ما هى خلصت بس هما بيذلوه
شعرت والدة رحمة بالضيق من هذا التصرف فهدأت الجدة من روعها قائلة : اهدى اكيد رحمة كمان بتتعذب ده تفكير اسيل اكيد لازم ترخم عليهم
ابتسموا جميعا ليقول صالح : و احنا بنعمل ايه
نظرت شيرين له و قالت : و هتعمل ايه يعنى
صالح : نساعد صاحبنا طبعا
ضحك مهران بشدة و قال : فاكرين الموضوع سهل
رامى : معالى الوزير معاه حق صعب الفوز على اسيل
صالح : يبقى محتاجين لخطة بقى
كانت والدة رحمة تتابعهم فى تعجب لم تتوقع ان حياتهم هكذا لقد رسمت صورة أخرى لمن يعشون فى هذه القصور و هى الصورة الذى نعتقدها جميعا لم تكن لتفكر بأن هناك جو دافئ و مزحات بل و مقالب ايضا تدور فى هذه القصور
ابتسمت بتلقائية فهؤلاء الناس طيبون بحق قاطع تفكيرها صوت الجدة و هى تقول : اومال أحمد فين مشوفتوش من الصبح
بدا التوتر على وجه شيرين فهى تعلم اين يكون ابنها الآن و لكن هذا التوتر لم يدم طويلا فلقد انتهى مع قول رامى و هو ينظر الى باب الفيلا : هو جه اهو
نظرت شيرين لتراه يتقدم نحوهم
الجدة : كنت فين يا أحمد
أحمد : كان عندى شوية حاجات كدة
الجدة : حاجات ايه و النهاردة فرح اخوك
أحمد : مفيش يا تيتة انا هنا اهو
بدا فى كلامه الضيق و لم يعرفوا السبب و لكنهم تغاضوا عن الأمر اما صالح فنوعا ما كان يعلم السبب و هذا متوقع بعد ما فعله امجد معه و منعه المال عن أحمد
رامى : طب يلا بقى نساعد الولا و إلا هنفضل واقفين كدة لحد بكرة
نظر له أحمد و قال : بتتكلم عن ايه
شرح له صالح الأمر فقال : طب يلا احنا هنفضل واقفين كدة
صعدوا إلى أعلى و أحمد يتقدمها
.......
فى الأعلى
أمجد بضيق : اسيل كدة كتير بجد
أسيل : اصبر
أمجد : انا بقالى تقريبا ساعة واقف مكانى كدة و صابر
هنا نظرت رهف لأسيل و همست قائلة : هو معاه حق كفاية كدة حرام عليكى الدم هرب من عروقه
أسيل : متحاوليش يا رهف لسه مش دلوقتى
رهف : اومال امتى
أسيل : معرفش
رهف : بجد انا مش عارفة ايه كمية الرخامة اللى بقيتى فيها دى
أسيل : انتى معايا و لا معاه
رهف : انا مع رجلى اللى وجعتنى و الناس المسكينة اللى مستنين تحت و اللى مستنين فى القاعة
رن هاتف أسيل للمرة العاشرة
أسيل : يووه يا ضحى بقى
رهف : يا بنتى افرجى عنهم بقى
اسيل : لاء و الف لاء
هنا جاء أحمد لتراه رهف فيقف الكلام فى حلقها فهى لم تراه منذ مدة طويلة
نظر لها أحمد لثوانى ليظهر على وجهها الخجل و تشيح بنظرها عنه
بينما تقدم هو نحو أمجد و قال : هو فى ايه
أمجد : اسأل بنت عمك
أحمد بتعجب : و انت ساكت لهم ليه
أمجد و هو يجز على اسنانه : علشان الليلة دى تعدى
.......
فى الداخل
كان صوت امجد يصل اليهما ليزيد من إرتعاش يد رحمة و خوفها فكلما اقترب الأمر أكثر كلما بدأت روحها بالخروج من جسدها هناك شئ كبير يؤلم فى قلبها
ضحى : يووه لاء انا لازم اطلع اشوف اسيل دى بقى
تحركت نحو الباب تمنت رحمة لو توقفها و لكن بماذا ستجيب على اسئلتها بعد ذلك
ضحى و هى تحاول فتح الباب : مش معقول دى قافلة من برة
ابتسمت ضحى فجأة و قالت : دى مجنونة رسمى
لم تلق جواب لذا نظرت لرحمة بتعجب لقد كانت تشعر ان هناك شئ ما بها منذ الصباح و لكنها كانت تكذب هذا الشعور لكن الآن لا مجال لتكذيب
اقتربت من رحمة و امسكت يدها التى كانت ترتعش لتشهق رحمة بفزع فيزدد تعجب ضحى و قلقها و تقول : مالك يا رحمة ف ايه
رحمة محاولة الابتسامة : مفيش بس هى ايدى كدة بقالها فترة
ضحى : الموضوع مش ايدك بس الموضوع انتى كلك انا ملاحظة انك متغيرة من الصبح و خايفة
رحمة بإبتسامة : لا ابدا يا ضحى بس متوترة شوية
ضحى : هحاول اصدقك رغم انى شايفة غير دة
هنا فتح الباب فجأة لتدخل رهف قائلة : يلا اطلعوا بسرعة بقى قبل اسيل ما ترجع و تحبسكوا تانى
أمسكت ضحى بيد رحمة و خرجتا
صدمت ضحى عندما رأت رامى امامه و بدا عليها الخجل و بالطبع لاحظ رامى ذلك فهو لم يحرك نظره عنها منذ خرجت
أما صالح فقد كان يراقب وجه أمجد الذى تغير تماما بعدما رأى رحمة لقد كانت جميلة حقا
تغير ذلك الوجةالعابس لوجه مبتسم بدات عليه السعادة
كانت رحمة تنظر للأرض لم ترد ان تراه حتى و كم ازعاجه هذا فهو لا يستطيع رؤية عينيها
صالح و هو يقترب من اذن امجد : انت عايز صورة حلوة حالا علشان تصدقنى لما اقولك انت كداب
اكتفى امجد بالنظر له فقط فهو لا يريد حديثه الآن و لا حديث اى شخص اخر  فقط رحمة و لا شئ سواها  نظر صالح للباقى و قال ليخرجك كلا منهم من عالمه : مش يلا بقى و لا ايه  تحركت ضحى و امسكت بيد رهف بعدما لاحظت نظراتها لأحمد و قالت و هى تجذبها : يلا يا رهف  تقدم صالح من رامى و احمد و نزلا ايضا  شعرت رحمة انها وحيدة الآن فرفعت رأسها لتتأكد و بالفعل رأتهم جميعا ينزلون لأسفل  شعرت بقرب امجد منها فإزدادت رعشة يدها وحرارة خديها حتى اصبح يقف امامها تماما
وضع اصبعه على ذقنها ليرفع وجهها له فأغمضت عينيها ابتسم بهدوء و ظل يتأملها قليلا ثم قال : من غير مكياج بردو
ربما عليها ان تتحلى بالقوة قليلا فهى الآن اضعف من اى وقت مرة فى حياتها
فتحت عينيها و نظرت له قائلة و هى تبعد اصبعه : دى حاجة ترجعلى و قولتلك كدة مرة
ابتسم امجد و هو ينظر لأصبعه التى دفعته لتوها و فى قلبه ألم كبير لأول مرة يحب شئ بشدة و لا يستطيع الحصول عليه
أمسك بذراعها ليجدها تحاول ان تخلص ذراعها من مسكته فيقول : هننزل
هدأت و قد فهمت ما يقصد فضم ذراعها بذراعه و نزلا سويا  و الجميع ينظر لهما
ابتسموا جميعا و علت اصوات التهانئ و اقتربت أسيل منهما قائلة : الف مبروك رغم انكم زبالة
ضحكوا جميعا فلقد خدعوها قائلين بأن الجدة قد تعبت مستغلين حب اسيل الشديد لها و ذلك حتى يبعدوها عن الباب
خرجوا جميعا متوجهين إلى القاعة بينما أحمد يأتى فى المؤخرة و هو يتكر أخر مشهد له مع شادى قبل دقائق
....................
قبل دقائق
كان أحمد يغلق باب شقته و شادى بجواره يقول : كدة كل حاجة تماما لما تقربوا تجوا ابقى قولى
لم يجبه أحمد فقال شادى ليحثه اثر على فعل ما يريد : احمد دى فرصتك الوحيدة و مفيش غيرها و لو ضاعت هتفضل طول عمرك ندمان عليها
وضع أحمد المفاتيح فى جيبه قائلا و قد تملكه شيطانه : معاك حق
ابتسم شادى بمكر و قد رأت أحمد مستسلم لأفكاره
.................
الحاضر
ركب أحمد معهم و ذهب كذلك
تجنب أمجد الحديث مع رحمة رغم رغبته الشديدة فى أن يحدثها و لكنه كان يعلم انها لن تجيبه و كم كانت تزعجه ارتعاشة يدها تلك و خاصة عندما يرى انها تحدث بسببه
...................
دقائق و وصلوا القاعة ليدخل العروسان بطريقة مبهرة عمل عليها الكثير من المبدعين
بينما جلست العائلة على أول طاولة و التى كانت تكفى لهم جميعا بما فيهم صديقات رحمة و والدتها هكذلك
جلسوا على الكرسيين المخصصان لهما مع ابتسامات الجميع و السعادة التى تملئ المكان
.......................
كان حدث يسير على ضوء كاشف خافت داخل مكتب أمجد فى الشركة
يبحث فى جميع اوراقه حتى توقف و على وجه ابتسامة لقد كان ملثم لذا لم تظهر تلك الابتسامة سوى فى عينيه ، يبدو انه  وجد ضالته اخيرا
امسك احد الملفات و توجه نحو الباب ليخرج كما دخل
.................
دخل غياث إلى القاعة و هو يرى السعادة منتشرة فى المكان رأه أمجد فلقد كان يرقص مع اصدقائه الذين لم يتركوه و شأنه ابدا فأشار له ليتقدم
تقدم غياث نحوهما ليحضن امجد قائلا : مبروك يا امجد
ابتسم أمجد قائلا : الله يبارك فيك و عقبالك
ابتسم له غياث و بقى معهم
اما أسيل فلقد كانت تجلس مكان أمجد بجوار رحمة و يحيط بهما رهف و ضحى و والدة رحمة التى كانت سعادة لتوصف
كانت رحمة تبتسم لأجلها هى فقط
.........
اما شيرين فلقد كان هاتفها يرن كثيرا لذا نهضت بضيق و هى تتجه إلى الحمام فهناك فقد لن يسمعها أحد
لقد كان الرقم غريب و لكنها توقعت انه لرقية بالتأكيد
ذهبت شيرين أمام نظر مهران و الذى كان يقف مع بعض رجال الدولة
ظل يراقبها بعينيه حتى اختفت ، كانت نظراته لها نظرات شك فهو يشعر ان هناك شئ ما يحدث و هو لا يعلم و لكنه يعلم انه ليس خير ابدا
هنا تذكر ذلك الرجل فى الصباح و الذى قدم له ملف كبير يضم كل شئ عن رقية كما طلب منه مهران و لكنه لم يستطع قراءته بسبب كل تلك الاعمال حوله و لكنه الآن يود لو كان هذا الملف معه لكان قرأه فى الحال
......
كانت اسيل تبتسم و تمازح رحمة
اما رحمة فقد كانت كدمية تبتسم فقط و بداخلها هناك حزن كبير
كانت رهف تحمل هاتفها فى يدها وهذا ما ساعدها على سماع رنين تلك الرسالة لتفتحها
أنها من أحمد يطلب منها الخروج ليراها
لا تفهم لما و لكن ذلك العقل الكبير الذى فى رأسها لا يتستطيع التغلب على ذلك القلب الصغير الذى حتما سيقودها للهلاك
خرجت وهى تنظر حولها خشية ان يراها أحد فتوقفت عندما رأت أحمد لقد كان يدخن سيجارة بشراسة كبيرة
اقتربت منه فإستدار عندما شعر بوجودها ليقول و قد بدا عليه الغضب : كنتى قافلة تيفونك امبارح ليه
تعجبت من غضبه هذا لتقول هى الأخرى بحدة و هى ترى ان ذلك الغضب من حقه هو : و انت مكنتش بترد عليا ليه
أحمد : جاوبى على سؤالى
رهف : جاوب انت على سؤالى
أحمد : كنت فى شغل
رهف : و انا تيلفونى كان فاصل بعد ما فضلت اتصل بحضرت قد كدة و انت معبرتنيش
لمس أحمد فى كلامها غضب وحزن شديد والذان انتصرا على غضبه فلانت ملامحه و اقترب منها قائلا : انا أسف
ابتسمت و لكن ابتسامتها لم تدم فلقد أخذت تسعل على أثر دخان سيجارته
وضعت يدها على فمها و اليد الاخرى أخذت منه السيجارة و القتها بعيدا و هى تقول : ارمى الزفت ده
نظر لها أحمد قائلا : ايه اللى عملتيه ده
رهف و كأنها لم تسمعه : متشربش القرف ده تانى
كان ينظر لها كتائه لا يعلم ما تفعله بها ، يتسائل لما لا تشبه الأخريات فلقد رأى الكثير و لكنه لم يرى مثلها ابدا ، لا يعلم ما هذا السحر الذى لديها
قاطعت شروده قائلة : انت بتبصلى كدة ليه
أحمد : مفيش
رهف : طب كنت عايز ايه
أحمد : كنت بطمن عليكى بس
ابتسمت بخجل فقال و هو يراقب وجهها : تصدقى شكلك حلو كدة خليكى زى ما انتى
أخرج هاتفه و هى تنظر له بتعجب بينما التقط لها بعض الصور قائلا : تماما  كدة
رهف : ايه اللى انت عملته ده يا مجنون
أحمد : و لا حاجة كنت بصورك علشان لما اقول انى شوفت ملاك يبقى معايا الدليل
ابتسمت بخجل و بداخلها سعدة كبيرة و لكنها فجأة تذكرت كلمات والدتها و كلمات ضحى ايضا فأختفت ابتسامته الجميلة و تغيرت ملامحها السعيدة مما اثار تعجبه
رهف : عن اذنك
ثم همت بالذهاب
أحمد و هو يمسك يدها : رايحة فين
رهف و هى تبعد يده : لو سمحت يا أحمد بيه سبنى امشى

وقعت فى عرينه ( كاملة)Where stories live. Discover now