الفصل 34

13.5K 347 4
                                    

الفصل الرابع و الثلاثون من " وقعت فى عرينه "

ربما كان يوم صعب و لكنه مر سريعا ليأتى اليوم التالى و هو ما يمكن أن يقال عليه أنه أصعب يوم ستواجهه أسيل
خرج أحمد مبكرا إلى الشركة فموضوع الملف المختفى هذا يثير الكثير من الضجة
اما أسيل فلا يمكننى ان اقول أنها نامت تماما فلقد كانت تفكر فى المستقبل و ما سيحدث لها بعد رفض مهران لطلب أحمد
لم تكن لتتخيل أنها قد تقبل الزواج من أحمد ابدا
سمعت صوت جدتها من خلف باب غرفتها و الذى يقول : اسيل يا بنتى اقدر ادخل
نهضت أسيل تفتح لها الباب و أكثر ما يؤلمها انها تحتاج جدتها كثيرا و لا تستطيع ان تخبرها ذلك
دخلت الجدة و على وجهها ابتسامة فحركتها أسيل بالكرسى نحو سريرها و جلست هى على طرف السرير فقالت جدتها : انا مش هتكلم فى اللى حصل امبارح انا عايزة سعادتك انتى بس مش مرتاح يا أسيل فى حاجة فيكى متغيرة و كمان بتخبى عليا
ظهرت الدموع فى عينيها و قالت و هى تبتسم : لاء يا تيتة مفيش حاجة بس كنت تعبانة مش أكتر
الجدة : بردو مش عايزة تقوليلى مالك
صمتت أسيل فمن تخدع أنها جدتها من ربتها منذ الصغر و أكثر من يعرفها فكيف تخدعها ؟
.........
فى مكتب مهران
كان مهران يتطلع إلى إحدى الملفات و فى الحقيقة هو شارد فى أمر أسيل و أحمد لم يعتد ان يجبرها على شئ لا تريده و لكنه لا يفهم كيف حدث هذا الحب المفاجئ بينهما و كيف أتفقت مع أحمد حتى
و كذلك كان يفكر فى أمر أخر و هو الميراث لابد ان يفكر فى هذا الأمر فعلى الرغم من كل شئ إلا انه يعلم ان لشيرين رغبة شديدة فى أمواله مهما حاولت ان تتظاهر بالعكس و فى النهاية أحمد يكون إبنها و الادهى أنها تأثر عليه كثيرا لذا لا يمكنه الوثوق فى أحمد مهما حدث
دخلت إحدى الخادمات و قالت : معاليك الظرف ده وصل ليك من شوية و الهانم قالتلى شوية و ابقى ادخلهولك
انتبه مهران لصوت الخادمة و أشار لها بأن تأتى له بالظرف
أخذه منها و عادت هى لعملها
و الآن مهران يحمل الإجابة على كل أسئلته السابقة
فتح الظرف بملامح عادية و عدم اهتمام و لكن ما رأه جعله يشك فى صح رؤيته ليحدق بقوة فى تلك الصور فيتأكد من أن رؤيتها كانت صحيحة من البداية
برزت عروق وجهه و رقبته و خرج اللهب من عينيه و غلت الدماء فى عروقه و هو يرى تلك الصور فالأولى كان بها أحمد هو يحتضن أسيل فى شقته عندما جعلها تسكر و الأخرى و هم على السرير سويا و اخرى و هو يحتضنها فى وضع بشع و باقى الصور تحمل الكثير من القذارة
خرج مهران بغضب من المكتب و هو يحمل الصور فى يده و صرخ مناديا لأبنته ليرتجف هذا البيت أرتجافا شديدا
تعجبت الجدة عندما وصلها صراخ مهران بهذا الشكل بينما شعرت أسيل بأن ملك الموت يقف فوق رأسها
تحركت مع جدتها إلى الأسفل بينما خرجت شيرين من غرفتها و قد كانت أقلهم فزع فهى تعلم ما يحدث تماما و كذلك والدة رحمة خرجت مسرعة
نزلوا لأسفل لتفزع الجدة من هيئة ابنها فلم يسبق أن رأته هكذا من قبل و هذا ما جعلها تقول : مهران مالك فى ايه
كان نظره مثبت على أسيل فلاحظت الجدة ذلك لتنظر لأبنها و تقول مجددا : مهران فى ايه
ألقى مهران بالصور أمامهن و قال صارخا : عايز تفسير للصور دى
نظرت الجدة للصور الملقاة امامه لتشهق بفزع لقد توقعت الكثير و لكنها ابدا لم تتوقع هذا و كذلك كانت صدمة والدة رحمة شديدة اما شيرين فقد كان لها جانب التمثيل و التظاهر بالصدمة
ثم التفت الأنظار لأسيل بتسائل يخلع القلوب اما هى فلقد كانت على وشك السقوط أرضا من فرط ما تحمله لم تتوقع ابدا ان تكشف الحقيقة بهذه السرعة و بهذه الطريقة
هزها صوت والدها القائل و هو يقترب منها و كانت أول مرة تخشاه فى حياتها : ردى عليا
أمسكت الجدة و هى تتحرك كرسيها بصعوبة بيد مهران و قالت فى محاولة منها لتهدأت الوضع : مهران استنى بس
ثم نظرت لأسيل و قالت : اسيل يا حبيبتى أكيد الصور دى مش حقيقية
وصلتها دموع أسيل الغزيرة لتجعل الإجابة مخالفة لأمنية جدتها فمع كل الذى حدث مؤخرا لا مجال لتكذيب تلك الصور
مهران و هو يمسك يدها بقوة : ردى
أسيل و هى تبتلع ريقها فى حسم فلقد أكتفت تماما لن تستطيع التحمل أكثر : ايوة صح و الصور حقيقية
لم تشعر بشئ بعدها سوى بتلك الصفعة القوية على وجهها و التى جاءت من جبل صلب دمره قولها هذا
شلت ألسنة الجميع و كانت الجدة الأكثر صدمة و لكن مع ذلك كانت تشعر أن الأمر وراءه شئ غير معروف فمستحيل ان تفعل صغيرتها شئ كهذا
أمسكت الجدة بيد مهران خشية أن يفعل شئ أخر بأسيل أما شيرين فقد كانت تتابع و بداخلها ابتسامة تتسع شيئا فى شئ
الآن ترى ذلك الأسد القوى يزئر ألما
مهران صارخا : سيبى ايدى يا أمى انتى سمعتى اللى قالته
لم تعرف والدته بما تجيبه و لكن عينيها أتجهت بتلقائية إلى شيرين و هى تعلم أن لها يد فيما يحدث بالتأكيد
مهران : أحمد فين
هنا شعرت شيرين ببعض الخوف
أما أسيل فمنذ الآن لم تعد تسمع شئ و حتى لا ترى سوى ظلام شديد تبعه سقوطها فهذا الجسد لن يتحمل أكثر من هذا
صرخت والدة رحمة و هى تركض نحو أسيل و كذلك فزعت الجدة أما مهران فرغم ما فعلته به إلا أنها ستظل قطعة من قلبه لا يمكنه أن يخسرها ابدا
لذا صرخ فى الخدم و الذين كان يتصنتون قائلا : اتصلوا بالدكتور بسرعة
ثم حملها و صعد بها إلى غرفتها
تبعته شيرين و والدة رحمة التى كانت تعتبر أسيل مثل رحمة تماما
ذهبت والدة رحمة خلفه بينما دخلت شيرين غرفتها و أخذت هاتفها و أرسلت رسالة لأحمد تحذره من المجئ إلى الفيلا فى هذا الوقت
أما فى الأسفل فلقد كانت الجدة هائمة حقا و لأول مرة لا تستطيع أن تفهم ما يدور حولها و لكنها على يقين أن صغيرتها ما كانت لتفعل شئ كهذا برضها و لكن هى الآن عاجزة و لن تستطيع إيقاف مهران
لا تريد فعل هذا و لكن لابد من أن يعود أمجد الآن فهو وحده من يمكنه كبح غضب مهران عن أسيل
نزلت والدة رحمة فقالت لها الجدة : اتصلى برحمة و قوليلها اللى حصل و خليها تقول لأمجد علشان يرجع
والدة رحمة : ايوة فعلا لازم امجد يرجع هو هيعرف يتصرف
اومأت لها الجدة فأخذت والدة رحمة تبحث عن هاتفها
...................
كان أحمد مع صالح فى الشركة فى اجتماع دام لثلاث ساعات
استطاع أحمد أن يعرف فيه الكثير عن الشركة و ما يحدث و قد تعمد صالح أن يخبره بتاريخ الشركة من البداية و بما فعله أمجد ليشعر بعظمة المكان الذى يديره و كذلك ما قابل أخوه من مصاعب بينما كان هو يلهو و بالفعل نجح صالح فى إيصال هذا الشئ لأحمد
انتهى الإجتماع و خرجوا جميعا
ليقول أحمد لصالح : عملت ايه فى موضوع الملف
صالح : ولله مش عارف يا أحمد بس بفكر اقول للبوليس
أحمد : مش هينفعنا فى حاجة
صالح : ليه
أحمد : لاننا مهندناش اتهام و لا دليل ان حد سرق الملف و كمان انت قولت بنفسك ان مفيش حد غيرك انت و أمجد كان يعرف موضوع الصفقة ده و بكدة معندناش مشتبه فيهم
صالح : معاك حق بس هنعمل ايه
صمت أحمد فالأمر صعب حقا و لكن صوت هاتفه جعله يؤجل التفكير قليلا
اخرج الهاتف بخوف خوف من أن تكون رسالة من رهف فهو حقا لا يعرف كيف يجيبها و لكنه وجد رسالة من والدته تغير لها ملامحه و ظهر عليه الفزع
نظر له صالح بتعجب و قال : مالك يا أحمد فى حاجة
أحمد بتوتر : لاء لاء مفيش عن اذنك
اومأ له صالح فذهب أحمد إلى مكتبه و عندما رأته رهف ابتسمت و لكن زالت ابتسامتها عندما رأت ملامحه الفزع تلك و هو يضع هاتفه على أذنه
سار إليها الخوف من حدوث شئ سئ له و تمنت أن تكون الأمور بخير ففى الأيام الأخيرة تشعر بأنه متوتر و تائه و كذلك يتجنبها
...
داخل مكتب أحمد
قال و هو يحدث والدته على الهاتف : فى ايه يا ماما
قصت عليه ما حدث و بالطبع نهرته على فعله و صرخت به كثيرا لتحكم تمثيلها
اضطرب أحمد و هو يسمع ما تقوله فوالدته فأى صور تلك التى تتحدث عنها والدته و لكن لم يكن هذا ما يشغله كثيرا فالآن مهران علم بكل شئ لقد انقلب كل شئ عليه و فسدت خطته و لكنه لم يكن يعلم أن خطة والدته تنجح تماما
خرج من المكتب مسرعا و قد كانت رهف على وشك الدخول اليه و لكنها تعجبت من خروجه السريع ليزيد القلق فى قلبها
خافت من أن يكون هناك شئ سئ حدث لأسيل أو لأحد من عائلته لذا أخرجت هاتفها و اتصلت بأسيل و لكنها لم تجبها و هذا ما جعلها تقلق بشدة لذا استأذنت من عم كامل و خرجت من الشركة متجة إلى فيلا مهران
.............
اما هو فقد كان يقود سيارته بجنون و هو يحدث شادى فى الهاتف صارخا : يعنى ايه اللى بتقوله ده انت مقولتليش على حكاية الصور دى
شادى : أحمد اهدى و انا هفهمك
أحمد بغضب : اهدى ايه انت عارف ايه اللى بيحصل دلوقتى
شادى : تعال بس نتكلم
أحمد : ما انا جاى فعلا
قال جملته الأخيرة ثم اغلق المكالمة و القى بالهاتف بجواره
و من جانب شادى فقد لقنته شيرين ما سيقوله لأحمد
.......................
كانت رحمة تنظر إلى المياة أمامها بحب شديد لا تعلم كيف علم أنها تحب البحر كثيرا
تجلس على الشاطئ تتأمل هذا الجمال و هى تتجنب كثيرا التفكير فيما قاله لها أمس
أما هو فقد كان يسبح فى المياة و هى ما كانت تنزل المياة ابدا و خاصة وسط هؤلاء الأجانب
و لكن كان يزعجها نظرات الإعجاب التى تراها على وجوه بعض الأجنبيات و هن ينظر له كما كان هو يغيظها و هو يستعرض جماله فى المياة و كذلك عضلاته التى كانت تسحرهن نوعا ما
لا تعلم أ هو يتعمد فعل ذلك أم لا و لكن الأمر يثير ضيقها حقا
كما أنها لا تفهم من وسط كل هؤلاء الرجال الأجانب ذوى العيون الملونة و الشعر الأشقر و الذين يشبههن كثيرا يختاروا أمجد ذلك العربى المختلف
كانت تراقب بهدوء و هى تحاول ان تقنع نفسها أن الأمر لا يهمها
و لكن طفح الكيل حقا عندما رأت تلك الفتاة الشقراء تتجه نحوه بإبتسامة مغرية و ما زاد ضيقها هى ابتسامته العذبة لتلك الفتاة
كانت تراقبهما و هما يتحدثان بود وسط المياة
الآن حقا لقد أخذت قرارها بصفعه
اتسعت عينيها و هى ترى تلك الفتاة تضع يدها على صدره العرى و ابتسامتها تتسع
هنا نهضت رحمة فلقد فاض بها الكيل و لن تصمت أكثر من ذلك و ذلك المسمى أمجد الزاهر لا تعلم ما سبب إبتسامته تلك و كيف يسمح لها بفعل شئ كهذا
لم تكن المياة عميقة لذا وصلت لهما رحمة سريعا و نظرت لأمجد بغضب بينما ابتسمت بتكلف لتلك الفتاة و قالت متحدثة بالإنجليزية :  Hello اهلا
ابتسمت لها الفتاة لتجد رحمة تمسك بيد أمجد الذى كان ينظر لها بتعجب ثم و بحركة سريعا ازالت يدها عن امجد و هى تقول :  this is my husband
هذا زوجى
ابتسم أمجد بسعادة لأول مرة يشعر بهذه السعادة و يشعر أنها تكن له و لو شئ بسيط من الحب
اما رحمة فقد كانت على العكس تمام و قد وصلت ملامحها الغاضبة إلى تلك الفتاة الاجنبية سريعا و التى أخذت تنظر لملابس رحمة و خمارها و كذلك نظراتها الغاضبة فقالت بإبتسامة بسيطة : Excuse me
معذرة
ثم ذهبت و رحمة تتابع خطواتها بغضب لتستدير بعدها لأمجد الذى لم ينجح كثيرا فى إخفاء ابتسامته ثم قالت : انا ما وفتش انسان زيك ابدا
اقدر افهم ايه اللى كان بيحصل من شوية ده
أمجد : و انتى يهمك فى ايه اللى حصل و بعدين مضايقة كدة ليه
افاقت رحمة اخيرا لتدرك ما فعلته و ما وصله بالطبع من أنها تغير عليه و على هذا فهى تحبه و لكن هذا ليس صحيحا بالنسبة لرحمة و مع ذلك عليها ان تهرب من نظراته التى تتهمها بالحب لذا قررت ان تستخدم استراتجيته فقالت : لأنى زى ما أنا  مدام رحمة الزاهر و بقيت ضمن ممتلكات الزاهر بالصفة دى فأنت كمان بقيت ضمن ممتلكاتى بنفس الصفة بردو
رفع أمجد أحد حاجبيه بإعجاب و هو ينظر لها أنها سريعة التعلم حقا
اكملت رحمة قائلة : و انا مبحبش حد يلمس حاجة بتاعتى كما انك المفروض رجل مسلم و مينفعش تسمح لها بأنها تحط ايدها عليك بالشكل ده و كمان مينفعش يا أمجد بيه تنزل البحر بالشكل ده و فى ستات موجودة و كمان غض البصر
ضحك أمجد بشدة حتى أنه لم يستطع قول شئ من فرط ضحكه أما هى فقد كانت تنظر له بتعجب و بداخلها منزعجة لا تفهم ما سبب ضحكه هذا
أما هو أحاط خصرها بيده و قربها منه قائلا و دون أن تلاحظ طبع قبلة خفيفة على جبينها فأتسعت عينيها بصدمة
لا تصدق ما فعله لتو ثم سمعته يقول : حاضر
ابتسمت لا تعرف لما ثم ابتعدت عنه و قد احمرت وجنتيها بخجل ثم تحركت مبتعدة عن المياة و عنه بينما بقى هو يبتسم
وصلت إلى حيث كانت تجلس لتسمع صوت هاتفها يرن أمسكت به لتجد أن والدتها هى المتصلة ردت عليها لتجد صوت أصابه الفزع و الخوف و كلمات متلاحقة لم تستطع فهمها جميعا فقالت بخوف : ماما اهدى بس و فهمينى ايه اللى حصل و أسيل مالها
كان أمجد وصل إليها عند هذه الكلمة فقال بخوف : أسيل
أما رحمة فقد اتسعت عينيها بصدمة و هى تسمع ما تقوله والدتها و رغما عنها وقع الهاتف من يدها و هى تقول غير مصدقة : لاء مش معقول
كان أمجد يراقبها و قد زاد فزعه فأمسك بذرعيها قائلا : رحمة فى ايه و ايه اللى حصل
عجز لسانها عن النطق و عقلها لا يستوعب بعد
انحنى أمجد و ألتقط الهاتف ليسمع صوت والدة رحمة القائل : و معاليه متعصب جدا بس قاعد معاه فوق و دكتور لسه ماشى من شوية
أمجد بخوف : دكتور ايه يا ماما و ايه اللى حصل بالضبط
لم تعرف كيف تخبره بما حدث و لكن الجدة انقذتها عندما أخذت منها الهاتف و اخذت تشرح لأمجد ما حدث و هو كرحمة بل اشد غضبا لا يصدق ما حدث
انهت الجدة كلامها قائلة : امجد يا ابنى تعال بسرعة انا معرفش مهران ممكن يعمل ايه و لازم انت تبقى موجود
أغلق الهاتف و نظر لرحمة و قد برزت عروق يده و هو يشد على قبضته فى غضب ثم قال : يلا احنا لازم نرجع
تبعته فى صمت و اخيرا بكت بشدة
لا تصدق ان أسيل قد تفعله شئ كهذا و قد ترتكب أثم كهذا
................
كان أحمد يصرخ فى شادى قائلا : كان لازم تقولى
شادى : ما تهدى بقى يا عم أحمد و بعدين مكنش فى طريقة غير دى انا كنت متوقع ان عمك مش هيوافق علشان كدة خدت الصور دى لانى كنت عارف انك مش هتعرف تروح تقوله
أحمد : كان لازم تقولى بردو و تقولى قبل ما تبعتهم كمان
شادى : اهدى انت بس انا عارف انها مصيبة بس هى الحل مفيش غير كدة و دلوقتى انت هتفضل هنا معايا لحد بكرة لأن عمك أكيد عارف مكان شقتك و ممكن يبعت اللى جيبك
ظهر الخوف على وجهه و هو يعلم أن ما يقوله صديقه حقيقى لذا كان عليه أن يستجيب له فهو من أغرق نفسه فى هذا الوحل من البداية
...............
فى غرفة أسيل
كانت أسيل تبكى بين أحضان رهف و بالطبع قد أخبرتها بكل شئ لأنها صديقتها لم تكن تعرف أن كلماتها تطعن قلب صديقتها امتلئت عين رهف بالدموع و الغضب كذلك
لم تكن تتوقع أنه حقير هكذا
كان يخدعها هى الأخرى ، كانت هى ضحيته التالية ، على كيف يوقعها فى شباكه
نظرت لأسيل بإشفقاق تحمد الله أنها لم تصل لهذه المرحلة
و هنا قفز إلى عقلها ما قالته والدتها مسبقا عن أحمد لترى كيف أن والدته تكون المحقة دائما رغم كل شئ
لا تعلم لما يتقطع قلبها أ حزنا على حالها أم قهرا على صديقتها التى ترتجف بين ذراعيها
جاء صوت والدة رحمة التى كانت معهما فى الغرفة و قال : مكنش يصح يا أسيل تروحى معاه شقته ابدا
زاد بكاءها لانها تعلم ان ما تقوله والدة رحمة صحيح و كيف لا تعلم و هى فى الساعات الأخيرة كانت تتمنى لو لم تكن تفعل ذلك
نظرت رهف لوالدة رحمة و اشارت لها بأن تكف عن اللوم الآن فحالة أسيل صعبة
.................
أما الجدة فقد كانت فى غرفتها تفكر و تفكر و لكن صداع شديد يغزو رأسها و منظر صغيرتها الباكية يقطع قلبها و ابنها هذا الذى خرج و لا تعلم إلى اين و التى المصيبة التى نزلت فوق رأس تلك العائلة الكبيرة
ثم جاء فى ذهنها صورة شيرين انها لا تشك بل هى  على يقين من أن كل هذا حاكه عقلها الشيطانى
هنا نهضت بغضب من فوق كرسى و أخذت تسير فى الغرفة
نعم أنها ليست مشلولة و كذلك تستطيع السير كما السابق
لن تسمح لشيرين أن تنتصر ابدا و لكن كيف ليس هناك حل الآن سوى الزواج
زواج أسيل من أحمد
و لكن هكذا تتحقق رغبة شيرين و هذا ما لا تريده الجدة
دخلت خادمة شيرين و التى تدعى سعاد فجأة و قالت : يا هان...
و لكنها صمتت عندما رأت الجدة تسير على أقدامها
فأغلقت الباب بقوة و اقتربت من الجدة قائلة : ايه ده يا هانم كدة ممكن حد يشوفك و اللى بتعمليه كله يتهد
الجدة : اعمل ايه يا سعاد انتى مشوفتيش المصيبة اللى احنا فيها
سعاد : عارفة بس بردو ده مش الحل
أخذت سعاد بيد الجدة و اعادتها للكرسى مجددا و قالت : مش لازم تقومى كدة تانى
هزت الجدة رأسها فقالت سعاد بإشفاق : انا هنزل اعملك عصير يهدى اعصابك بس اوعى تقومى تانى
اومأت لها الجدة فخرجت سعاد و اغلقت الباب خلفها
نعم فسعاد لم تكن يوما خادمة شيرين فوالدتها كانت خادمة مخلصة للجدة منذ زمن و بعد وفاتها صارت سعاد تحل محلها و عندما أخبرتها الجدة بتودد لشيرين حتى تصبح خادمتها الخاصة وافقت على الفور و من هنا كانت الجدة تعلم كل شئ تقريبا عن خطط شيرين و كذلك علمت بخدعة الدواء اللى قامت بها شيرين و كانت تعلم أن شيرين لن تتركها و شأنها لذا وصت سعاد بأن تبقى مع يرين كثيرا و بالفعل طلبت شيرين طلبها من سعاد أخيرا و هو دفع الجدة من فوق السلالم بهدف موتها
فما كان من الجدة سوى التمثيل مع بعض الصبغات الحمراء على الأرض و صرخة قوية منها و تمثيلها السقوط
بينما كانت قد اتفقت مع الطبيب مسبقا بما سيقوله
فعلت ذلك لتحد من ذكاء شيرين فعندما تراها عاجزة ستحرك عن ذكاءها قليلا و تتصرف بحرية أكثر و عند هذا ستقع فى أخطاء أكثر وقتها يمكنها جمع تلك الأخطاء و صنع طوق من الأدلة التى تدينها
لقد أقسمت أن تحمى إبنها من شر شيرين و لكنها لم تكن تعلم أنها حقيرة لتلك الدرجة بل و أسقت ابنها بعض من حقارتها
منذ زمن و هى تريد لو تفضح خططتها و لكن دائما ما تظهر أمامها صورة صغيرها أمجد و التى تعلم كم يحب والدته
فلم ترضى له الكسر ابدا
و لكن الآن كسرت حفيدتها الوحيدة و قرة عينيها لقد سبق و قتلت تلك الأفعى والدتها و الآن قتلتها و هى على قيد الحياة
يجب أن تفعل شئ و لكن لأول مرة تنفذ حيل الجدة و لا تجد مخرج لهذه الورطة فأسيل حفيدتها و أحمد حفيدها و ما حدث لا يمكن إصلاحه ابدا مهما فعلت
و لكن سعاد محقة لا يجب ان تقع فى مثل هذا الموقف او تخرج عن حذرها لأنها هكذا لتعطى لشيرين حرية أكبر
.........................
فى منزل ضحى كان كل شئ نظيف و لامع و سعادة طاغية
صراحة لم يكن الأمر غريب بالنسبة لها فلقد اعتادت عليه الآن تجلس تنتظر ذلك العريس المنشود و بعد دقائق ستدخل والدتها و تخبرها ان تضع بعض مساحيق التجميل فترفض ذلك و هكذا تدخل فى شجار مع والدتها ثم يأتى أخوها الصغير و يقول بسعادة لقد وصل العريس فتخرج والدتها و هى تحذرها من التأخير فى الخروج إلى العريس
لتخرج هى و تجلس و تراه و يتحدثا و لا يعجبها فترفضه
و بالفعل حدث ما توقعته تمام مع تعديل بسيط فى أخر جملة
خرجت ضحى بعدما خرجت والدتها بفترة
دخلت إلى الصالون و هى تحمل العصير كما هى العادة التى لا تعلم من أخترعها
و بالطبع كان والدها يجلس مع العريس المزعوم
أخذت منها والدتها الصينية و وضعتها على الطاولة أمامهم فتحركت ضحى و هى مازالت لم ترى العريس لتجلس على الكرسى الذى اشارت عليه والدتها و كالعادة لقد اختارت لها والدتها العريس المقابل لكرسى العريس تماما
ثم وصلت النظر إلى السجادة الجميلة أمامها و التى حفظتها من كثرة التأمل و هى تسمع والدها يرحب بهذا الشاب و لكن الصوت التالى لم يكن فى حسبنها لذا رفعت رأسها لترى هل ما سمعته حقيقى هل هذا هو أم هى ما اصبحت تتوهم به كثيرا منذ اعطته عنوان و رقم والدها
رفعت رأسها لتتأكد ظنونها حقا و هى ترى رامى أمامه لوهلة شعرت أنه غير حقيقة و لكنها رأت ابتسامته لها فأشاحت بوجهها فى خجل لقد أصابها بالتوتر
والدة ضحى : بس انت يا بنى جاى لوحدك يعنى
رامى بإبتسامة : انا يا طنط معنديش غير والدتى و هى ست كبيرة و بيبقى صعب عليها تخرج كتير علشان كدة انا اتفقت مع عمى انى اجى لوحدى الأول و لو حصل قبول ان شاء الله هجيب ماما و اجى تانى
ابتسمت له والدة ضحى و هى تراه ابن بار بوالدته فلقد اعجبها منذ حدثها زوجها عنه خاصة تلك الكلمات عن أخلاقه و مستواه المادى كما علمت أن زوج خالته هو الوزير مهران الزاهر
والدة ضحى : ربنا يخليهالك يا ابنى
نظر والد ضحى لزوجته نظر ذات معنى فقالت : طب انا هطلع اشوف حاجة و هرجع
كانت ضحى تعلم هذا السيناريو ما سيتبعه من خروج والدها ليدع لهما الفرصة للحديث و لأول مرة لا تريد ان يحدث هذا
و لكنه حدث بالفعل
نظر لها رامى بإبتسامة و قال : ازيك يا أنسة ضحى اظن دلوقتى من حقى اتكلم معاكى صح
نظرت له ضحى أخيرا و قالت و هى تحاول ان تفعل كما فعلت مع من سبقوه : و انت جاى تتقدملى بقى علشان تتكلم معاى و تحقق هدفك
ابتسم رامى و قال : ايوة طبعا
نظرت له بتعجب فأكمل و هو يضحك : بهزر معاكى فى ايه انا اصلا جيت اتقدمتلك لأنك رفضتى تكلمينى و دى اول مرة على فكرة
ضحى : اها يعنى حضرتك بتاع بنات
رامى ضاحكا : لاء ابدا ولله بس تقدرى تقولى انى خضت الكثير من تجارب الأرتباط الفاشلة
ابتسمت ضحى رغم انها لم تكن ترد ذلك و لكن عليها الأعتراف أنه يختلف عمن سبقوه كثيرا
رامى : نقول مبروك بقى
ضحى : ايه اللى بتقوله ده انا لسة معرفش حاجة عنك
رامى : انا رامى مهندس شاطر جدا و عندى بيت معقول يعنى و بيقوله عنه حلو و معايا والدتى و رضاها عندى اهم حاجة و زى ما انتى شايفة وسيم شويتين
ابتسمت ضحى و هى توجه نظرها الأرض حقا لا تعرف ما هذا الشئ ثم قالت : نسيت حاجة
نظر لها منتظر التكملة فرفعت رأسها و قالت : و مجنون
رامى : هو بصراحة محدش قالى كدة قبل كدة بس و لا يهمك و مجنون مفيش اى مشكلة
ابتسمت ضحى و قالت : طب يا استاذ رامى اتشرفت بحضرتك جدا
رامى : و انا اتشرفت من زمان بس أهو مستنى اخره الشرف ده
  ابتسمت ضحى مجددا بينما كانا والديها يراقبان ما يحدث بتعجب فهذه أول مرة يحدث ما يحدث هذا كما أن أسئلتها اللاذعة عن الدين و التدين قد أختفت تماما و حل مكانها المزاح
ابتسمت والدتها و هىتدعو الله ان يتم بينهما على خير
.........................
رأيكم
دمتم سالمين ❤️❤️
#إيمان_أحمد

وقعت فى عرينه ( كاملة)Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt