الفصل 26

14.1K 332 8
                                    

الفصل السادس و العشرون من " وقعت فى عرينه "

كان أسيل تبحث فى ذلك المكان الذى أثار اشمئزازها و لكنها لم تكن تبالى سوى بصديقتها و الخوف من حدوث مكروه
كانت تنظر فى ارجاء المكان تتحامل على تلك المشاهد ، لا تفهم لما جاء أحمد برهف إلى مثل هذا المكان
و اثناء بحثها افزعها الشعور بيد تمسك يدها فأستدارت ليأتيها صوته قائلا : بدورى على حاجة يا حلوة
نظرت له بغضب و اشمئزاز فهو أحد حثالة هذا المكان و لم تكن أسيل بالشخص الذى أعتاد الخوف ، لا تشبه رهف فى هذا الأمر
نظرت له بإحتقار و سحبت يدها بقوة قائلة : ملكش دعوة
أبتسم إبتسامة شيطانية و قال : ليه كدة ده انا كان قصدى أساعدك
أسيل : مكنش حد طلب مساعدتك اصلا
ابتسم مجددا و قال : انتى شرسة كدة ليه ما تهدى شوية
زفرت بحنق و هى مازالت ترمقه بإحتقار و استدارت غير مبالية به ليمسك يدها مجددا قائلا : طب نتفاه...
و قبل أن يكمل جملته كان ذلك الكف الصغير قد نزل على خده بقوة محدثا صوتا دوى فى المكان كله حتى أنه اجتاز طبقات الموسيقى الصاخبة ليلتفت أغلب المتواجدين إلى مصدر الصوت
أما هو فقد ظهر الشر فى عينيه و هو ينظر لها ليرفع يده قاصدا صفعها و لكن حائط ما منعه فهى الحقيقى لم يكن حائط بما تعنيه الكلمة بل كانت يد غياث التى تلقت يده و منعتها من الوصول إلى وجه أسيل ثم ضغط على يده بقوة و هو ينزلها أما أسيل فكانت مصدومة بوجود غياث ليمر على عقلها نفس السؤال من إين يظهر لها ذلك الغياث فى كل مرة ؟
ازداد غضب الشاب و قال و هى يجذب يده بقوة : انت مين
غياث : ملكش دعوة
كان الشاب على وشك الحديث و لكن عمر تتدخل سريعا فى خوف من إفساد خطتهما و قال : خلاص يا جماعة محصلش حاجة ده احنا جايين ننبسط
ثم اقترب من غياث يبعده عن الشاب فلقد كانت نظرات غياث الحادة تكاد تلتهمه اما الشاب فقد آتى بعض رفاقه و أخذوه بعيدا
نظر عر لأسيل و هو يشعر انه رأها من قبل ثم اقترب من غياث و قال هامسا : اهدى شوية كدة هتعمل قلق و هتبوظ الشغل
كانت أسيل تنظر لعمر ايضا و لكنها على عكسه تعرف تماما اين رأته و مما حدث أستنتجت أنه خطيب أخته و لكن لم يكن هذا فقط ما يشغلها بل نظراتها المستحقرة لغياث فهو ممن يأتون إلى مثل هذه الأماكن القذرة و أنها كانت محقة فى نظرتها له فهو ليس بتلك المثالية التى يتحدث عنها الجميع
تحرك عمر مبتعدا عن غياث ليستدير غياث و ينظر لأسيل ثم قال : اتفضلى معاليك
أسيل : اتفضل فين
غياث و هو يتمالك غضبه : اتفضلى بره المكان هنا ميلقيش بمعاليكى زى ما شوفتى
أسيل : و انت مالك شئ ميخصكش يا حضرة الضابط و بعدين منتش ولى امرى
جز غياث على أسنانه و قد كان على وشك الرد عليها عندما جاءت إحدى الفتيات و وضعت يدها على كتفه قائلة بدلال : اهدى خلاص محصلش حاجة
ثم نظرت لأسيل قائلة : شكلها غالية عندك بس عايزة اقولك ان الحلوين هنا كتير
نظرت أسيل لها باحتقار أما غياث فلو كان بيده لكان لقن تلك الفتاة درسا و لكن بالنظر إلى عمر الذى كانيسير مع إحدى الفتيات و ينظر له مشيرا بأن يجارى تلك لفتاة تنفيذا للخطة
لذا اضطرى غياث أن يبتسم للفتاة لترمقه أسيل بإحتقار و تذهب أما الفتاة فلقد تشبثت بذراع غياث قائلة : تعالى نشرب حاجة
إبتسم غياث لها و تحرك معها اما هى فإستدارت بوجهها دون ان يشعر و نظظرت لذلك الشاب الذى صفعته أسيل و ابتسمت بخبث ثم غمزت له ليبتسم هو ايضا
تحركت مع غياث اما من ناحة الشاب فقد كان ينظر لبعض رفاقه قائلا و هو يضع يده على خده حيث اثر صفعتها : عايزاها تحت رجلى
ثم أخرج بعض الأموال و أعطاهم لهم ليبتسموا فى خبث و يخرجوا من هذا المكان
جلس غياث أمام البار و بجانبه تلك الفتاة التى كانت تتحسسه أما غياث فلم يبالى بها بل كان يبحث عن هدفه لتقع عينيه على تلك النقود التى أخذت لتوها و هؤلاء الرجال الذين خرجوا و ايضا ذلك الشاب و الذى هو نفسه
أثار الأمر شك غياث و لكنه قرر تجاهله فهو هنا من أجل عمل و خطأ واحد سيدمر كل شئ
أما الفتاة فقد التصقت به أكثر و هى تضع يدها على صدره قائلة : مش هتقولى أسمك ايه
...........................
كان القلق و الخوف يحوم خلف الجدة فور سماع ذلك من الخدم لتصيح فى الحراس : و انتوا واقفين تعملوا ايه خدوا عربية و اطلعوا وراها 
حركوا روؤسهم و خرجوا مسرعين و الجدة على كرسيها تتدعوا الله بألا يحدث مكروه لصغيرتها
هنا جاء صوت إحدى الخادمات قائل : طب يا هانم نقول لمعاليه هو اكيد هيتصرف
صاحت الجدة قائلة : لاء اياكم تقولوا حاجة لمهران فاهمين و يلا روحوا شوفوا شغلكم
تحركن بسرعة لتأتى خادمة أخرى و لكنه معروفة و هى سعاد و تقول : يا هانم
نظرت لها الجدة و قالت : فى ايه
سعاد : انا خايفة من شيرين هانم و اللى ممكن تعملوا فيا
الجدة : انا مش قولتلك تنكرى و تقوليها انك معملتيش حاجة و بعدين قولتلك انا اتصرفت و صحيح عملتى ايه فى اللى قولتلك عليه
سعاد : كله تمام يا هانم و عرفت خطة شيرين هانم
الجدة : و الست اللى قولتلك عليها بعتلها الرسالة اللى قولتهالك
سعاد : ايوة يا هانم و كمان الرجالة بعتهم
الجدة : طب كويس خشى انتى شوفى شغلك و بعدين تمشى زى ما قولتلك قبل ما شيرين ترجع
سعاد : حاضر يا هانم
ثم ذهبت بينما بقت الجدة لا تعلم بمن تشغل بالها الآن بأبنها ام بإبنته
تحركت بكرسيها و هى تعلم فى أمر مهران قد فرغت منه و لكنها لا تضمن تلك الأفعى اما أمر أسيل فهو ما يثير الرعب فى جسدها
..........................
فى المستشفى
كان أحمد يقف أمام باب الغرفة ينتظر خروج الطبيب بقلق قلق و جسد متوتر و ضمير يأنبه على فعلته
خرج الطبيب لينهى تلك الحالة الرهيبة التى اعتلت أحمد فأسرع أحمد نحوه قائلا : هى عاملة ايه يا دكتور
الدكتور مبتسما : اهدى مفيش حاجة الموضوع بسيط إنخفاض فى ضغط الدم و ارهاق بس حالتها النفسية وحشة شوية شكلها اتعرضت لموقف صعب
زاد تأنيب ضميره فكل هذا بسببه و لكنه نظر لدكتور قائلا : يعنى هى كويسة دلوقتى
الدكتور: ايوة متقلقش
أحمد : ممكن اشوفها
الدكتور : ايوة طبعا و ممكن تخرج معاك كمان
اومأ له أحمد ثم أتجه إلى الغرفة فتح الباب بهدوء لا يعرف كيف سيواجهها
أعتدلت فى جلستها فور دخوله رغم ما بها من ضعف و عينيها التى مازالت ممتلئة بالدموع التى تجاهد حتى لا تظهرها
أخذ كرسى و وضعه امام سريرها ليجدها تحاول النهوض فقال : اهدى انتى لسه تعبانة
رهف : انا لازم امشى ماما اتصلت اكتر من مرة و زمنها هتتجنن دلوقتى
كان يرى وجهها الذى تحاول أخفاءه عن نظره و لأول مرة يشعر بألم فى قلبه تفنن فى صنعه تلك القطرة التى تسقطت متمردة من عينيها ليقول بندم : أنا أسفة بجد مكنش قصدى و مكنتش اعرف انك هتخافى كدة
رهف و هى تنظر لأحمد : استاذ أحمد انت عايز منى ايه و بتعمل معايا كدة ليه
لم يكن ليعترف على نفسه لذا قال : اسف بجد صدقينى شادى كان فى مشكلة و علشان كدة اتأخرت
نظر له بتصديق قليلا فلقد كان جيد فى التمثيل فسقطت دموعها رغم عنها
لا يعلم كيف و لا حتى متى و لكنه وجد نفسه بجوارها يضمها إلى صدره بحنو و كذلك هى لا تعلم لما و لكنها شعرت ببعض الأمان و الهدوء فى هذا المكان
...................................
كانت شيرين سعيدة و هى ترى الفرص تقربها أكثر من مهران و لكنها لا ترتاح للأمر كيف تغير مهران هكذا فجأة
و لكن يبدو ان هذه السعادة لن تكتمل بعد سماع ذلك الصوت الأنثوى و التى تعرفه شيرين جيدا و لكنها تمنت ان تكون مخطئة فأستدارت ليصيبها القلق و الخوف فور رؤية تلك السيدة و التى كانت تبدو فى مثل عمرها و لكن بملابس مثيرة لتقول شيرين مصدومة فلم تتوقع ان تلقها بعد هذه السنوات الكثيرة : رقية
ابتسمت السيدة و هى تقترب اكثر من شيرين قائلة : كويس انك لسه فاكرانى
ابتسمت شيرين بتكلف قائلة : ايوة طبعا هو حد ينسى صاحبة عمره
رقية : طب كويس انك لسة فاكرة انى صحبة عمرك
ثم غيرت رقية بصرها و صوبته نحو مهران و قالت : مكنتش مفاجأة ليا لما عرفت ان مهران بقى وزير بس المفاجأة بجد انك داخلة النهاردة و ايدك فى ايده
هنا اعادت النظر إلى شيرين و اكملت : شكل اللى فشلتى فى تحقيقه زمان قربتى تنجحى فى تحقيقه دلوقتى
تنهدت شيرين و حاولت ابتلاع خوفها فظهور رؤية فى هذا الوقت سيثير ضجة كبيرة و سيفسد كل مخططاتها
شيرين : رقية انتى عايزة ايه دلوقتى
ابتسمت رقية و قالت : بعض مما عندكم و لا قليل علي كاتمة اسرارك و المساعدة بتاعتك زمان و لا نسيتى
لمحت شيرين نبرة التهديد فى كلمات رقية لذا قالت : عايزة كام
رقية : يااه يا شيرى لسه بتفهمنى زى زمان بس زمان كنا حاجة صغيرة اما دلوقتى انا شايفة انك ما شاء الله بقتى حاجة عالية اوى
و طبعا لازم تعلى لان فلوس مهران الزاهر اكيد اكتر من فلوس صفوان الزاهر
نظرت شيرين حولها ثم قبضت على يد رقية جاذبة إياها إلى الخارج و هى تقول : طب تعالى نتكلم بعيد
سارت معها رقية و لم تلحظ شيرين ذلك الرجل الذى كان يراقبهما و كذلك تلك السيدة التى كانت بجوارهما و سجلت حوارهما هذا
هنا تحرك الرجل صوب مهران بينما تحركت السيدة نحو الشرفة تراقب شيرين و رقية  ثم دقائق و اعطت اشار لرجل فتقدم اكثر من مهران و همس بشئ له فبدا التعجب على  وجه مهران و قال : حد مين
الرجل : معرفش معاليك هو قال انه عايزك بره
اومأ مهران برأسه ثم استأذن ممن كان يقف معهم و ذهب الى الخارج حيث اشار له الرجل أما الرجل فخرج من البوابة الأخرى تاركا الحفلة تماما
خرجت مهران ينظر حوله و بقت السيدة تراقب حتى رأت ان عينيه وصلت للمكان المنشود و فى الوقت المناسب ايضا حيث كانت شيرين تخرج بعض الأموال و تعطيها لرقية و التى كان يعرفها مهران جيدا فهى ايضا كانت تعمل فى شركته و قد كانت صديقة مقربة لزوجته هدى و لكن لما تأخذ الأموال من شيرين
و من جانبهما
رقية و هى تنظر للأموال : ايه دول ملهمش لزمة دول
شيرين : اقولتلك مش معايا غير دول دلوقتى و يومين و هجبلك الباقى
رقية : اما اشوف يا شيرين بس هما يومين بس
شيرين : ماشى و دلوقتى امشى بقى قبل ما حد يشوفك
تحرك رقية الى الخارج و هى تودع شيرين قائلة : باى باى يا شيرى اشوفك بعد يومين
زفرت شيرين بعد ذهابها و اخذت تسبها و تلعنها اما السيدة فقد تحركت نحو مهران و قالت : معاليك طالبينك جوا
نظر لها مهران و يبدو ان عقله مازال يعمل على ما رأه فقالت السيدة : اتفضل معاليك
دخل مهران لتختفى السيدة سريعا قبل عودة شيرين و تخرج هى الأخرى من الحفلة تماما و تلتقى بذلك الرجل الذى كان ينتظرها بالسيارة لتجلس بجواره قائلة : كل حاجة اتنفذت بالضبط
هنا اخرج الرجل هاتفه و اتصل على شخص ما و بعد ثوانى قال : كل حاجة تمام يا هانم
و هكذا يمكننا ان نقول ان خطة الجدة تركض نحو النجاح و تسير على ما يرام
..................................
وقف أحمد بسيارته أمام العمارة التى تسكن بها رهف لينظر لها قبل ان تنزل و يقول : انا اسف بجد
نظرت له لرى بعض الدموع تنزل على خديها اما هى فقالت : محصلش حاجة خلاص
اقترب منها و مد يده إليها وجهها يمسح تلك الدموع برفق فأغمضت هى عينيها على اثر لمسته ثم قال : امال الدموع دى ايه
نظرت له و قالت : مفيش بس الموقف كان صعب عليا
لا يعلم لما و لكنه كان يحدق بها كمراهق مازال فى الثامنة عشر ثم اقترب منها بهدوء ليأخذ قبلته بنفس الهدوء أما هى لا تعلم لما لا تقاومه ربما هى اضعف من ذلك او ربما احبت ذلك ابتعد عنها و هو مازال ينظر لها هذه المرة لم يكن يمثل ابدا هكذا اخبره شئ ما بداخله
كان أحمد على وشك قول شئ بينما هى قد استفاقت و ادركت ما حدث و لكن قاطعهما صوت رنين هاتفها لتخرجه مسرعة فقد ظنت انها والدتها و لكنها كانت أسيل لقد نست أمرها تمام لتقول رهف : اسيل
نظر لها أحمد و قبل ان تجيب رهف انقطع الأتصال فجأة
أحمد : أسيل مالها
رهف : انت لما اتأخرت انا اتصلت بيها علشان تجى تاخدنى من المكان ده بس انت جيت قبلها و انا نسيتها خالص
أحمد بفزع : ايه يعنى اسيل راحت هناك
رهف : ايوة روح لها
قالتها رهف ثم نزلت من السيارة لينطلق هو مسرعا بينما صعدت رهف إلى شقتها و هى خائفة على أسيل من ذلك المكان
........................
من ناحية اسيل فبعدما خرجت ظلت تبحث كثيرا عن رهف و لكنها لم تجدها و هنا قررت أن تتصل بها غير مبالية بإتصالات جدتها الكثيرة فلقد قررت ان تتصل برهف و بعد ذلك تتصل بجدتها لتطمئنها و لكن هذا لم يحدث فقبل ان تجيب رهف جاء أحدهم و سحب الهاتف من يدها بقوة و اغلقه
نظرت أسيل خلفها لتجد ثلاثة رجال بحجم كبير يقتربون منها
نظرت فى عينيهم و لم ترى سوى الشر و بالنسبة لحجمهم بالضبط ستكون هى سهلة لهم لذا قررت الهرب فأسرعت نحو سيارتها و لكن قبل ان تصل إليها أمسك أحدهم بيدها قائلا  : رايحة فين يا حلوة
و فى نفس الوقت داخل الملهى كان غياث مازال يبحث بعينيه عن خالد و لكن وقعت عينيه على شئ اخر لقد وجد الشاب يخرج من الملهى هنا زاد شك غياث حقا خاصة مع ابتسامة ذلك الشك ليعود لذهن غياث صورته و هو عطى بعض الرجال الأموال ثم صورة أسيل و هى تخرج ثم تلك التى تجلس بجانبه
و بعقل اعتاد التفكير فهم اللعبة فنظر للفتاة و أمسك بيدها التى كانت تتحسسه قائلا : هيعمل ايه
الفتاة بتألم : هو مين
غياث بحدة : اللى ادكى الفلوس علشان تمثلى التمثلية دى
ظهر الخوف على وجه الفتاة و لكنها قالت : فلوس ايه
هنا جذبها غياث من شعرها بقوة قائلا : انتى هتستعبطى يا بت
الفتاة : انا مليش ذنب ولله هو اللى قالى اعمل كدة و الهيك و ابعدك عنها علشان يعرف ينتقم منها
اتسعت عينى غياث فترك الفتاة و ذهب مسرعا الى الخارج كان عمر يراقب ما يحدث بتعجب مما حدث لغياث لينظر حوله حيث كان قد وقعت عينيه على الهدف تماما ليجده اختفى ليضرب بيده على الطاولة فى غضب ثم ينهض ليرى ما سيفعله صديقه غير مبالى بتلك الفتاة التى كانت تجلس معه
.....
أسيل : سبنى
هنا جاءه صوت أخر يقول : ازاى لسه فى حساب بينا لازم نخلصه
نظرت أسيل حيث مصدر الصوت لترى ذلك الشاب الذى صفعته منذ دقائق و شر كبير فى عينيه هنا نظرت حولها لتدرك ان لا أحد سيساعدها و ان شجاعتها الآن لن تنفعها فظهر على وجهها الخوف فأقترب منها الشاب و وضع يده على وجهها قائلا : ايه ده يا حلوة انتى خفتى هو احنا لسه عملنا حاجة
حاولت اسيل ضربه بيدها الأخر و لكن ذلك الرجل أمسك بها و هكذا يكون قيدها تماما
اشار الشاب الرجال الثلاثة ليحملوها إلى سيارته صرخت أسيل قائلة : ابعد عنى انت و هو انتوا متعرفوش انا بنت مين
ضحك الشاب و هو يراهم يحملوها إلى السيارة ثم قال : ما احنا هنعرف بعدين
وصل الرجال إلى السيارة فوقف الأثنان و تقدم الثالث و الذى كان يحمل أسيل و قبل أن يدفعها داخل السيارة تلقى ضربة قوية فى منصف بطنه ليترك أسيل على اثرها و التى كانت على وشك السقوط و لكن غياث امسك بيدها يخفيها خلف ظهره و لتجد نفسها بتلقائية تحتمى فيه
تقدم الرجال من غياث و كان أحدهما على وشك لكمة و لكنه تجنب لكمته ليصوب غياث قبضته نحو فك ذلك الرجل فيختل توازنه قليلا
لم يتركهم غياث بل ظل يتجنب ضرباتهم تارة و يضربهم تارة اخرى  و بالطبع رغم حجمهم إلا انهم لم يصلوا لشئ من مهارته و سرعته و كذلك قوة ضرباته
هنا جاء عمر ليتولى أمر هؤلاء الرجال ثم اشار للرجال الذين معه فى المهمة ليخرجوا
أما غياث فأسرع يلحق بذلك الشاب الذى ركض مسرعا و لكنه لم يكن اسرع منه لذا أمسكه غياث وأخذ يسدد له اللكمات حتى خرجت الدماء من فكه هنا تقدم عمر و أخذ يبعد غياث عن الشاب فلقد كاد يقتله
عمر و هو يبعد غياث : غياث اهدى خلاص الواد هيموت فى ايدك
هدأ غياث قليلا و ابتعد و هو يرمق الشاب بإحتقار
.................
فى المستشفى كانت رحمة متوجهة إلى غرفة والدتها و لكنها وقفت عند رؤية أمجد
لتقول : امجد
تقدم منها امجد قائلا : تعالى نتكلم
رحمة : لو سمحت انا مش عايزة اتكلم معاك و ياريت تطلع بره
امسكها أمجد بيدها يجذبها إلى احد المقاعد بينما هى تحاول التخلص من قبضته
أجلسها أمجد لتقول بغضب : ايه اللى بتعمله ده حد قالك انتى طفلة صغيرة علشان تجرنى وراك كدة و بعدين لو سمحت يا أستاذ أمجد اطلع بره أن مش عايزة اى شوشرة هنا
أمجد و كأنه لم يسمع ما قالت : سبتى البيت ليه
رحمة : دى حاجة ترجعلى اسيبه و لا أفضل فيه أنا حرة و اظن ده حقى و لا حضرتك هتجبرنى المرة دى كمان
أمجد : رفضتى ننقل مامتك للمستشفى اللى انا قولت عليها ليه
رحمة : متشكرة جدا لزوقك بس أنا مش بحاجة لخدماتك و ماما مرتاحة هنا
أمجد : قاعدتى مع المحامى و خلصتى موضوع الورث
رحمة : حضرتك بتسألنى ليه هو الشخص اللى انت مخليه يراقبنى مقلكش على الحتة دى و لا ايه
لمح أمجد السبب فى نبرة كلامها ثم أكمل هى بحنق : أستاذ امجد ما هما كنت مين فى الدنيا فمش من حقك تمشى ورايا اللى يراقبنى و لا من حقك تراقبنى اصلا
أمجد : لاء من حقى
رحمة : و مين بقى اللى اداك الحق ده
أمجد : قسيمة جوازنا يا مدام رحمة
رحمة : حتى دى متدكش حق انك تراقبنى
أمجد : لاء تدينى قدام مراتى بتتصرف بمزاجها من غير ما تقولى
رحمة : أستاذ أمجد سبق و قولتلك أنى بعمل كل ده علشان ماما و بس و انا لا يمكن اقبل بيك زوج ابدا و لا يمكن اقبل بأن تراقبنى تانى
أمجد و هو ينهض : ماشى يا رحمة أنا هسيبك و مش هراقبك كمان بس ده لمدة 5 أيام بس لان بعد 5 أيام هتكونى مراتى فعلا و بجد
قال جملته و ذهب غاضبا اما تلك الكلمة الأخيرةفى على أثرها أبتلعت رحمة ريقها فى خوف من نواياه ليأتيه صوته قائلا : و لما تحبى تقوليلى غياث كان هنا الصبح وليه و كان عايزك فى ايه تبقى تكلمنى
ثم ذهب هذه المرة حق لتجلس بوهن و تقول و هى تنظر لأعلى : يارب ناجينى من اللى بيحصل ده
................................
توجه غياث نحو أسيل بوجه غاضب ليمسك يدها بقوة و هو يسحبها نحو سيارتها : ياريت معاليكى تروحى و كفاية كدة بقى
أسيل : انت بتكلمى كدة ليه و كأن انا اللى غلطانة
غياث و قد فقد سيطرته : ايوة انتى اللى غلطانة ايه اللى جابك لمكان زى ده و ايه اللى خلكى تفضلى هنا رغم انى قولتلك امشى ، هو مغلطتش من الأول لان فيش واحدة محترمة تجى مكان زى ده هنا مبيدخلش غير الزبالة اللى متعرفش تربيه و مبيفضلش فيه غير اللى بتبيع نفسها
جاءت تلك الصفعة على وجهه بغضب شديد فلقد كان وجهها يغلى على اثر كلماته الحادة تلك اما هو فقد كانت هذه هى صفعته الثانية و لكن هذه المرة أمام الجميع
عمر الذى اتسعت عينيه بصدمة و باقى الرجال و الذين و من حظ غياث لم يكونوا يعرفوه جيدا و لكن هذا لا يمنع ان الجميع شهد ذلك ذلك
توجه عمر نحو غياث خشية ما قد يصدر منه اما غياث فلا يعرف كيف يتمالك نفسه هكذا
كانت هناك حرب بين عينيه الغاضبة و عينيها الغاضبة ايضا و لكن من جهتها كان هناك ألم كبير فى قلبه كيف استطاع ان يقول هذا ؟ كيف شبهها بالعاهرات و فتيات الليل ؟ كيف أهانها هكذا ؟ لقد كانت كلماته برق صعق قلبها 
اقترب عمر و قبل ان يقول شئ ذهب غياث بغضب بينما هى تراقبه و للمرة الثانية لم يتخذ أى ردة فعل أمامها
هنا تحدث عمر بغضب قائلا : انتى ايه ازاى تعملى كدة
أسيل : انت مسمعتش هو قال ايه
هنا تذكرها عمر أنها إبنة الوزير مهران الزاهر ليقول : سمعت و شوفت كمان بس اللى انتى متعرفهوش أن بسببك احنا دلوقتى هنرجع بفشل كبير و أولنا غياث لأنه علشان ينقذ حضرتك من الناس دول ضحى بالمهمة اللى جنا علشانها و دخلنا مكان زى ده بسببها و ياريت معاليكى تفكرى فى شكرا اللى قولتيها له
استدار عمر ليجد أحمد وراه و الذى تقدم من أسيل التى تجمدت مكانها لم تكن تعلم أنها سببت له كل هذا لقد أساءت الظن به و لكن مع هذا فليس هناك شافع لكلماته تلك
أحمد : اسيل انتى كويسة
أسيل : ايوة
أحمد : ايه اللى حصل هنا
عمر : مفيش حاجة شوية عيال و أحنا علمناهم الأدب
أحمد بغضب : عيال هما فين دول خ..
قاطعه عمر قائلا : أحمد بيه كل حاجة تمام و احنا مش هنسيبهم و هناخدهم على القسم أنا المقدم عمر صابر
أحمد : تمام يا حضرة الضابط و انا برضو مش هسيبهم
ثم نظر لأسيل و أخذ بيدها إلى السيارة أما عمر فكان لابد ان يبقى لينهى هذا الأمر و ايضا كان لابد ان يذهب خلف غياث و لكنه فكر فى تركه قليلا وحده
...................................
رأيكم❤️
دمتم سالمين 💚💚
#إيمان_أحمد

وقعت فى عرينه ( كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن