الفصل 15

15.7K 383 4
                                    

الفصل الخامس عشر من « وقعت فى عرينه »
لم تكن ضحى تعلم إلى أين يأخذها أحمد لكن رغم أن الأمر مخيف إلا أنها كانت على أمل فى إيجاد رهف و قررت أن ترى تلك الأفكار بعيدا فهى ليست مستعدة لخسارة صديقتها لأجل تلك الأفكار
أما أحمد فلم يعد يفهم حقيقة شعوره أهو الآن خائف عليها أم مشفق على صديقتها التى بجواره و عليها أيضا
و لكنه عاد ليقول أنه أحمد الزاهر فمنذ متى و هو يشفق على أحدهم خاصة و إن كان قد سبق و رفضه
كانت الدوامة كبيرة و هو قرر أن يستسلم لها غير مباليا بالسبب فالهدف واحد و هو إيجاد رهف
وصل أحمد إلى وجهته أخيرا فخرج من السيارة و خرجت ضحى أيضا و لكنها توقفت عندما رأت ذلك المكان المهجور لقد تملكها الخوف عند هذه النقطة
الخوف من أن تكون ظنونها حقيقة ، ماذا إن أراد بها هذا الرجل سوء ففى النهاية هو ليس مضمون لذا أبت قدميها الحراك أما هو فكان متقدم ظنا منه أنها تتبعه و لكن ذلك الفراغ من حوله جعله يشك فى ظنه هذا لذا استدار ليجدها مازالت تقف عند السيارة نظر لها بتعجب و لأنه خبير بالنساء و أستاذ فى قراءة الملامح علم ما يجول ببالها
تنهد بسخرية على أفكارها فلديه الكثير من الفتيات ليفعل ما يريده لما هى خاصة كما أنه لو أراد به السوء لفعل من البداية
نظرت أمامها لتجده ينظر لها و يتقدم نحوها زاد خوفها و لكن مع اقترابه لم تكن ترى شئ فى عينيه لم ترى الشر مطلقا و تأكد لها ذلك عندما قال : عارف انتى بتفكرى فى إيه و علشان كدة خليكى انتى هنا و أنا هدخل اجيب رهف و أطلع
اومأت له بالموافقة فذهب إلى الداخل أما هى فلا تعلم تشعر بوجود شئ جيد بداخله
...........
دخل أحمد و هو يتعجب من ذلك المكان
و فى إحدى الغرف كان وائل يقطع الحبال التى تقيد رهف بعدما إزالة ما كان على عينيها
لتقول رهف بإمتنان شديد و هى تنهض : شكرا جدا ليك بس أنت مين و مين اللى كان خاطفنى
وائل بإرتباك : اللى خطفك يعنى.....
هنا دخل أحمد لتتسع عينى رهف و يبدو الضيق و الغضب عليها و هى لا تصدق ما تراه حقا لقد ظنت أنه هو من خطفها لذا اقتربت منه بغضب و هو ينظر له بتعجب لتصفعه بأقصى ما لديها من قوة قائلة : أحمد بيه حياة الناس مش لعبة فى ايدك و لو فاكر أنك كدة بتخوفنى يبقى أنت غلطان و غلطان جدا كمان دلوقتى بس شوفتك على حقيقتك و صدقنى انت أحقر شخص شوفته فى حياتى

أسقطت عليه نيرانها و خرجت و هى لا تصدق أن حقارة البشر قد تصل لتلك المرحلة كما لا تصدق كيف لشخص مثله أن يكون إبن عم لأسيل
اوقفها رؤية ضحى التى أسرعت نحوها و احتضنتها بقلق لتبادلها رهف الحضن بدموع فقالت ضحى بخوف : رهف انتى كويسة
رهف : أنا كويسة بس انتى جيتى هنا ازاى
ضحى : هو كان معايا و جينا....
اوقفتها رهف ظنا منها أن الضمير هو يعود على وائل الذى فك قيدها لذا قالت : انتى إللى جبتيه
ضحى : اعمل إيه من خوفى عليكى و يلا علشان مامتك قلقانة جدا و لسه متصلة من شوية و قولتلها اننا لقنكى و فهمتها أن كان فى جماعة خاطفينك بس الحمد لله انقذناكى
ذهبت رهف معها و هى تفكر فيما كان سيحدث لو لم تنقذها ضحى
...........
أما وائل فقد كان يقف مصدوما مما حدث
إنها أول فتاة تصفع أحمد الزاهر جميعهن يتمنين نظرة منه و لكن دون أن تشعر هذه الفتاة حازت على إعجاب وائل الذى رأى فيها الأمل لإصلاح حال صديقه ربما هى تستطيع أن تنقذه و لكن بالنظر إلى وجه أحمد المحتقن بالدماء و غضبه المرعب فربما هى تستطيع أن تنقذه إذا استطاعت أن تبقى على قيد الحياة
نظر أحمد لوائل قائلا : مين اللى كان خاطفها
وائل بتردد : أنا معرفش ليه هو عمل كدة
أحمد صارخا : هو مين
وائل بخوف : شادى
تعجب أحمد مما قاله وائل فلما قد يفعل شادى شئ كهذا
قرأ وائل الحيرة على وجه أحمد و لكنه لا يستطيع أن يفعل شئ فهو أيضا ليس بأقل منه حيرة
وائل : بص انا بعد ما أنت كلمتنى كنت لسه هكلم شادى لقيته جه و قبل ما اقوله حاجة تيلفونه رن فخرج يرد على اللى بيتصل و أتأخر و أنا من كلامك حسيت أن الموضوع مهمة علشان كدة طلعت اشوفه سمعته بيقول و هو بيتكلم في التيلفون
هنا تذكر وائل مشهد شادى و هو يقول : ( يعنى إيه ، لازم تسيبوها ، أنا قولت محدش يدخل للى إسمها رهف دى و لا يتكلم معاها حتى ، سيبوها تعمل اللى تعمله ، دى اوامر الهانم و لازم تتنفذ ، طيب أنا جايلكم )
ثم أكمل وائل قائلا : افتكرت أن البت كان إسمها رهف بردو فمشيت ورا شادى لحد ما جيت هنا و شوية و لقيته طالع و ركب عربيته و معاه اتنين كمان
أحمد بنبرة متعجبة : الهانم
................
فى فيلا مهران كان أمجد سعيد بلقاء أسيل و تناولهم الغداء سويا و لكنه كان شبه يأكل شارد فى الكثير
أحمد و ما يفعله و كلام الحاج كامل و الطريقة الصحيحة التى يمكنه توبيخ أحمد بها دون أن يحدث فجوة بينهما
و من جهه اخرى تلك الفتاة التى كانت معه و التى تبدو مألوفة لأمجد و أيضا تلك رحمة الذى لا يفهم لما كان يريد أن يقابلها و بشدة و لما تضايق مما فعله صالح رغم أنه الصواب و لكن قد يكون هذا لأنه لا يصدق ما قاله ذلك الرجل من شركتها
كان مهران يرى حال أمجد و يتفهم شروده بالأعمال تزداد و حمل عليه وحده لأنه يعلم كم هو عنيد و يرفض مساعدته عندما يتعلق الأمر بشركته
..............
كانت رحمة فى المستشفى و من كلمات الطبيب يبدو أن حالة والدتها لا تتحسن و كيف تتحسن و ذلك حسن و والدته يحدثنها دائما و يأكدان أنها ستفلس قريبا و يصوران لها النتائج الوخيمة لذلك
أ لا يكفيها إسم مهران الزاهر لترتجف
كانت رحمة تعلم أن ما يحدث هو السبب في مرض والدتها و لكن ماذا تفعل لا يمكنها أن ترى والدتها هكذا و لا يمكنها أن تنسى اهانته لها ، لقد سقط من نظرها سقطه لا يمكنه الارتفاع بعدها أبدا
و لكن حياة والدتها و صحتها أهم لذلك قررت أن تبتلع المر و أخرجت هاتفها متصلة بأسيل
كانت أسيل فى غرفة جدتها تعطيها الدواء و الممرضة تنظر لها و لا تعلم ماذا تفعل بعدما أخذت أسيل دورها
رن هاتفها فإبتسمت لكون المتصل رحمة لقد اشتاقت لها حقا لذا أجابتها بسعادة فقالت رحمة : أنا كويسة المهم جدتك عاملة إيه
اسيل : كويسة الحمد لله
كانت رحمة خجلة و متوترة و لا تعرف كيف تقول هذا شعرت أسيل بتوترها لذا قالت : رحمة مالك فى حاجة
رحمة : أسيل ممكن رقم  أمجد
اندهشت أسيل و كادت تكذب اذنيها و قالت : أمجد إبن عمى
رحمة و قد زاد خجلها : أيوة أصل حسن إبن عمتى كان عايزه فى شغل و معرفش يجيب رقمه
ابتسمت اسيل لتوتر رحمة و قالت : طب أهدى شوية و خدى نفسك إيه المشكلة يعنى و لو أنتى اللى عايزاه أنا معنديش مانع
رحمة : أسيل أنا مش بهزر
أسيل ضاحكة : و لا أنا على فكرة بس على العموم ماشى
اعطتها أسيل الرقم فشكرتها رحمة و ودعتها سريعا حتى لا تسمع المزيد من تلميحات أسيل
ضحكت أسيل بتعجب و هى تنظر للهاتف فقالت جدتها : فى إيه يا أسيل
أسيل : تقريبا يا تيتة الفارس أبو حصان أبيض صاحبتى لقيته
ضحكت الجدة و قالت : عقبالك أنتى كمان
أسيل و هى تنظر لجدتها : أصلا الفارس بتاعى هيكون حاجة كدة محصلتش حاجة لطيفة و جميلة و كيوت و بيسمع الكلام و بيخرج معايا دايما
تفاجئت بصوت أمجد الذى سمع ما قالته و قال : و ده عريس ده و لا كلب
ضحكت الجدة كثيرا و نظرت له أسيل بضيق و قالت : اها يا تيتة و يكون شكل أمجد كدة
ضحكت الجدة مجددا و قالت : عجبك كدة اهى كسفتك
أسيل : ما هو اللى استفزنى
أمجد : لأنك مستفزة بصراحة
أسيل : هو أنا كلمتك أصلا و لا جيت جمبك
أمجد : لاء بس كلامك مستفز إيه جميل و كيوت و يخرج معايا و يسمع كلامى هو الجنى اللى طلعلك من المصباح علشان تشتغلى طلبات إيه حرام عليكى ده بنى آدم برضو و فى الآخر يقوللك العنوسة بتزيد ليه
ضحكت جدته فتقدم أمجد منها و قبل يدها فقالت أسيل : شايفة يا تيتة رخمته
الجدة : ما هو برضو معاه حق
أسيل : أصلا هو مش هيلاقى واحدة تبصله
رفع أمجد إحدى حاجبيه بإستنكار و قال بغرور : متأكدة
نظرت له بغضب فهى تعلم أن ما قالته ليس صحيح من تلك المجنونة التى لن تقبل بالزواج من أمجد الزاهر
.......................
و من ناحية أخرى كانت المجنونة أقصد رحمة تموت و هى تفكر فى كونها مضطرة أن تحدثه فهذه هى المرة الخامسون التى تقرر أن تتصل بالرقم و تتراجع و لكن هذه المرة لا تراجع
كانت مشاكسات أمجد و أسيل مستمرة و الجدة تضحك بسعادة
اما شيرين فقد كانت فى طريقها للخروج عندما رأت ذلك و لم يعجبها كثيرا بل نظرت للجدة بغضب تتوعد تلك العجوز بأن سعادتها لن تدوم و لكن أولا عليها أن تنهى ذلك الأمر الذى بدأته ثم تتفرغ لتلك العجوز
رن هاتف أمجد فتعجب لأن الرقم غريب و لكنه استغل فرصة انشغال جدته مع أسيل و خرج ليجيب قائلا : الو
جاءه صوت رحمة قائلة : حضرتك أمجد الزاهر
أمجد بتعجب لهذا الصوت الانثوى الذى يبدو مألوف له يشعر أنه سمع هذا الصوت من قبل : أيوة حضرتك مين
رحمة و هى تنذكر إهانته لها فى مكتبه لتقول بغضب ظهر بوضوح فى صوتها : أنا رحمة مديرة شركة الرحمة اللى أنت رافع عليها قضية
هز أمجد رأسه و لكنه استنكر عليها غضبها و قال : و أنتى عايزة اية بقى
رحمة و هى تجبر نفسها على الحديث : نتقابل
أمجد ضاحكا : بجد تصدقى فكرة و جديدة كمان
رحمة بغضب : أنا مبهزرش معاك و مش ممكن أفكر إنى اهزر مع واحد زيك و ياريت تجوبنى أيوة و لا لاء
لم يأتى صوته بشئ ، لا تسمع شئ بالطبع سيرفض يا رحمة و خاصة بعد ما قولتيه و لكن ماذا بيدك
بعد دقائق شعرت فيها بأن أنفاسها تخرج منها جاءها صوته يقول : موافق بكرة فى شركتى الساعة 9
ثم أغلق الهاتف لتتعجب رحمة كثيرا لم يكن هذا ما توقعته و لكن لا يهم لابد أن تهدأ حتى تستطيع أن تحدثه غدا و لكن كيف و مجرد سماع إسمه يذكرها بإهانته فتغضب
أما من جهته فلقد كان جامد الوجه لا يفكر ابدا بتلك الطريقة و لكنه طول حياته لم يهنه أحد كما فعلت تلك الفتاة
و الآن لا مفر من أن يتخلى عن بعض أخلاقه فى تعامله معها
............
كان أحمد و وائل مع شادى
الذى يبدو من آثار الضرب على وجه أن أحمد رسم عليه لوحات فنية رائعة
شادى : ولله مامتك اللى قالتلى كدة
أحمد بغضب و هو يمسك بشادى : و ماما هتقولك كدة ليه
شادى : معرفش هى كانت بتسألنى عن اخبارك دايما و لما قولتلها عن رهف و عن اللى بتعمله طلبت منى اخطفها و ادتنى فلوس و هى اللى أتفقت مع الرجالة حتى
كان أحمد على وشك لكمه مجددا و لكن وائل منعه و أخذ شادى من بين يده و الذى كان يقول : ولله يا أحمد ما كنت عايز أعمل كدة بس مامتك هى .....
صاح أحمد قائلا : أسكت مش عايز اسمع صوتك و اطلعوا انتوا الإتنين بره مش عايز اشوف حد
خرج شادى مستندا على وائل الذى كان يسير على مهل حتى لا يؤلم شادى
و بقى أحمد مع غضبه و عدم فهمه ، لما تفعل والدته هذا ؟ و فيما كانت تفكر ؟
لقد زاد الأمر عليه و ذلك القلم الذى تلقاه اليوم لا يمكن أن ينساه
كان يوم شديد ، أفكاره تتقاتل و جهله يشعره بالعجز يشعر و كأن جسده يشتعل
لذا توجه إلى الحمام و خلع قميصه و وقف تحت الدش بعدما فتحه مستنجدا بالمياة الباردة تهدأ من ثورة غضبه و تخمد البركان الثائر فيه
............
أما فى الخارج فلقد أخرج شادى هاتفه متصلا على شيرين ، مستغلا ذهاب وائل ليحضر له شئ يشربه و ضمادات
شيرين بغضب : ما بتردش علي تيلفونك ليه
شادى : مش بإيدى أحمد عرف كل حاجة و أنقذ البت كمان
زاد غضب شيرين و قالت : ازاى يعنى و أنت كنت فين ياربى بعتمد على متخلفين
لم تنتظر رده و اغلقت الهاتف بغضب
.............
أما فى منزل رهف كانت ضحى قد أنهت مكالمتها مع والدتها و طمئنتها عليها و على رهف و أنها ستعود بعد دقائق
دخلت رهف لتسمع ذلك وتقول : مش معقول هتمشى استنى ناكل الأول
ضحى : لاء لازم أرجع الوقت أتأخر و ماما قلقت اوى و كمان بابا قرب يرجع من الشغل
رهف : بجد شكرا يا ضحى بس أنتى عرفتى ازاى مكانى و مين ده اللى كان معاكى
نظرت لها ضحى بتعجب و عدم فهم لما تقوله : هو إيه ده إللى كان معاكى ، هو انتى متعرفيش أحمد الزاهر يعنى
ظهر الغضب على وجه رهف و قالت : للأسف طلعت فعلا معرفوش و اللى بيتقال عنه ده و لا حاجة طلع إنسان حقير بجد
لا تفهم ضحى ما تقوله رهف لذا قالت : ثانية بس ايه اللى انتى بتقوليه ده أحمد أصلا هو اللى جابنى لعندك و هو اللى انقذك
رهف بذهول : إيه
ضحى : اللى سمعتيه
رهف : مش فاهمه ايه احمد اللي انقذني دي مش هو اللي كان خطفني
ضحى : خاطفك ايه إن كان هو أصلا اللى ساعدنى علشان اوصلك
ثم بدأت تقص عليها ما حدث معها منذ ذهبت إلى الشركة و حتى وجدتها
وضعت رهف يدها على فمها بفزع و أخذت تعض على اناملها و هى تتذكر صفعتها له قائلة : ياربى إيه اللى انا عملته ده و مين اللى كان هناك ده
ضحى بتعجب : كان هناك
رهف : أيوة كان فى واحد فكنى قبل ما يجى أحمد
ضحى : ممكن يكون صاحبه اللى كان بيكلمه
رهف : يالهوى
كانت ضحى متعجبة من ردة فعل رهف و تهويلها للأمر و لم تستطع أن تفهم منها شئ لذا حاولت أن تهدأها و لكن بلا جدوى
..................
كان غياث سعيد و هو يرى أخته سعيدة بجوار خطيبها و الذى كان فى نفس الوقت صديقه
حان وقت تلبيس الدبل
كانت والدة غياث سعيدة جدا و لم يكن المدعوين كُثُر أقترب غياث قائلا لأخته : مبروك يا عروسة
نهضت و احتضنته بشدة قائلة : أحلى غياث فى الدنيا
كان سعيد لها كثيرا تركها ليبارك لعمر صديقه أيضا و لكنه نظر له بتوعد قائلا : فكر بس أنك تزعلها
عمر مدعيا الخوف : أزعل مين يا عم هو انا مستغنى عن عمرى و بعدين بيقوله إن أخوها ايده طرشة و جبار و أحنا غلابة ولله
ضحكت والدة غياث و التى تدعى إحسان و كذلك ملك أخته فقال غياث : أيوة أنت كدة فاهم
ملك : غياث اخويا ده عسل أصلا أنت تعرف تبقى زيه
عمر : هو فى حد زى اخوكى ده و بعدين لما هو عسل أنا أبقى ايه
غياث و هو يقبض على يد عمر بقوة : أهدى يا حلو أحسن اعرفك أنا أنت تبقى إيه
كان عمر يتألم من قبضة غياث لذا نظر لملجأه الوحيد ، إلى الشخص الوحيد الذى لا يرفض له غياث طلب مهما كان ، إلى إحسان والدته و قال بصوت يكاد يبدو باكى : طب يا طنط قولى حاجة
والدة غياث : غياث سيب عمر
ترك غياث يد عمر قائلا : علشان الغالية بس
أمسك عمر يده يتفقدها ثم أقترب من والدة غياث و قبل يدها قائلا : ربنا يخليهالى من غيرها مش بعيد القيك واكلنى فى يوم من الايام
ملك مدافعة : متقلش عن أخويا كدة
ثم اقتربت من أخيها و قبلته على خده قائلة : ربنا يخليه ليا
نظر لها عمر بيأس و إلى غياث بحقد قائلا : طول عمر بحسد اخوكى و خصوصا على الخمس دقايق إللى فاتوا
ضحكوا جميعا و قالت إحسان : مبروك يا عمر عقبال الفرح و عقبالك يا اللى فى بالى
نظر لها غياث مدعيا أنه لم يسمع شئ بينما قال عمر : هو اللى فى بالك ده يا طنط حاجة كدة طول بعرض و عضلات ما شاء الله مقوية قلبه و عليه بصة كفيلة ترعب كتيبة بحالها و رخم كدة
والدة غياث : أيوة يا عمر يا بنى هو كدة بالضبط تعرفه
عمر : أعرفه ده أنا حافظه صم ده أنا بشوفه أكتر ما بشوف أمى و ياما طلعنى مهمات بس مقلكيش مهمة كمان و أرجع مقتول
كان على و شك أن يكمل عندما رأى نظرات غياث النارية له فقال : بس مقولكيش واد كدة عسل و طيب و شعره أحلى من حياتى أصلا
هنا انتقل ببصره إلى ملك و أكمل و هو ينظر لها : و لا عيونه يا لهوى على عيونه و جمالها تسحر بلاد و خدوده بقى حاجة كدة ملهاش وصف و شفايفه بقى
كانت والدة غياث تبتسم و هى ترى إتجاه بصر عمر و وصفه الدقيق لملك
أكمل عمر : مش عارف أقولك عليها إيه يا طنط
كان غياث يراقبه أيضا و يعلم مقصده لذا تقدم ليقف أمام اخته يقطع عليه الرؤية و يحجبها عن عينيه ليخفى قمره المنير فلم يعد عمر يرى سوى ظلام بدلة غياث السوداء بعدما كان يرى القمر ليظهر الحزن على وجه و يقول : و فجأة يا طنط يطلع الوحش من حيث لا ندرى
ضحكت إحسان و ملك أيضا التى كانت متحمسة لترى وجه عمر الآن
أما غياث فأمسك بيد عمر بقوة قائلا : طب تعال بقى احكيلك قصة الوحش
عمر و هو يحاول التملص : لاء ما أنا عارفها
غياث و هو يجذبه معه بشدة : معلش أعرفها تانى
لا يجد عمر مفر من الذهاب معه و هو يجذبه بتلك الطريقة ليذهب معه و هو يقول : أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمد رسول الله
ضحكت ملك و إحسان و غياث يسحب عمر إلى حديقة المنزل
ملك : أنا بدأت أخاف على عمر يا ماما
إحسان : ما هو هيحيكله حكاية الوحش
ملك : طب ما تنقذيه يا سونة
إحسان : أنا مالى مش هو اللى مغرم صبابة
و قبل أن تقول ملك شئ أقبلت عليهم إحدى السيدات قائلة : إحسان هانم بقالى كتير مشفوتكيش
ثم نظرت لملك قائلة : مبروك يا ملوكة و عقبال غياث
ملك : الله يا يبارك فيكى يا طنط نجوى
نهضت والدة غياث و سلمت على نجوى و يبدو أن الكلام سرقهما لتذهبا بعيدا
يبدو ان نجوى مازالت تحاول فى أمر غياث و ابنتها على أمل فى تزويجهما و من ناحية إحسان فهى لا تعترض و لكن كيف تقنع ذلك العنيد
ظلت ملك وحيدة تنظر نحو الحديقة علها تجد عمر عائدا
قطع نظرها صوت رنين هاتف و لكنه لم يكن هاتفها بل كان هاتف غياث الذى يبدو أنه نسيه على الطاولة أمسكت بالهاتف لتتعجب من اسم المتصل قائلة بتعجب : المجنونة
ردت ملك بفضول لتجد سيل مندفع من الكلمات بلا توقف حيث أسيل التى قالت فورا و كأنها تخاف أن تهرب الكلمات منها : بص انا مش بتكلم علشان حاجه ماشي انا غلطت بس برضو ده مش معناه انك مش غلطان بس انا اسفه ما كانش قصدي حلو كده انت معاك حق بس انت بارد وتنح كمان وانا مش بتتصل علشان اعتذر بس تيتة قالتلي اني لازم اعتذر فاعتبره زي ما تعتبره بقى
لم تفهم ملك شئ و عن أى شئ تتحدث تلك الفتاة و من تكون فى الاساس
أيعرف أخيها فتاة و لم يخبرها بذلك
قالت ملك بعدما توقفت أسيل عن الكلام : حضرتك أنا مش غياث
تعجبت اسيل عندما سمعت هذا الصوت الأنثوى ولكنها بالاستناد إلى ما تسمعه من ضوضاء و بتذكر تلك المكالمة التى سمعتها منه فى الرحلة خمنت أن من اجايتها هى خطيبته و أن هذا هو يوم الخطبة
أسيل و قد ملكها الضيق تريد أن تنهى هذا الأمر حتى لا تشعر بذنب تجاه ذلك الغياث : و غياث فين
ملك : هو بره اقوله مين
أسيل : مفيش داعى
ملك : بس....
أغلقت أسيل المكالمة و يبدو أن جدتها سمعت تلك المكالمة فإبتسمت إبتسامة ذات معنى
أسيل بضيق : عجبك كدة يا تيتة انتى السبب انتى اللي قولتلي اني غلطانه و لازم اعتذر
جدتها : أنا قولت إنك غلطانة و قولت كمان إنك لازم تعتذرى بس مقولتش تكلميه
أسيل : اومال كنت هتعتذر ازاى و أدى الست خطيبته اللى ردت و شكلى بقى وحش بسبب الزفت ده
ضحكت الجدة بملامح يائسة و قالت : خاطب
أسيل : أيوة و بعدين أنتى زعلانة كدة ليه
الجدة : كان عندى أمل
أسيل : احلمى يا تيتة أنا قولتلك إن مستحيل أعجب حتى بواحد زيه ده بارد و متخلف و زفت
الجدة : خلاص أهدى ما هو طلع خاطب
.............
عاد عمر و غياث ليجد ملك و إحسان مكانهما و قد عادت إحسان بعد إنهاء حديثها مع نجوى
عمر : ايده تقيلة ما شاء الله كنتوا بتأكلوه كويس فعلا
ضحكت ملك بينما نظرت إحسان إلى غياث بلوم
فأشار لها مدعيا البراءة و انه لم يفعل شئ بينما قال عمر لملك : و انتى خليكى اضحكى كدة
إحسان : معلش بيا عمر استحمل
جلس غياث بجوار أخته التى كانت تنظر له بإبتسامة لا يفهمها حتى رأها تقدم إليه هاتفه قائلة : إلا مين المجنونة دى
تعجب غياث فى البداية لذا فتح هاتفه ليجد أن وردته مكالمة من أسيل ففهم ما تقوله أخته و قال و هى يمسك خدها : شغل يا حشرية
ملك و هى تبعد يده فى ضيق : متأكد
غياث : مبتثقيش فى اخوكى
ملك : ماشى يا سيدى ربنا يخليك الشغل
هنا قال عمر : إلا ما تشاركونا معاكم شوية و بعدين هو أنا العريس هنا و لا غياث
نهض غياث من مكانه و هو يقول : و لا تزعل يا سيدى
فرح عمر اخيرا سيجلس بجوار ملك و يحدثها و هم بالذهاب إلى جوارها فعلا و لكنه سمع غياث يقول : خمسة و راجع و إياك القيك قومت من مكانك
تجمد عمر مكانه و هو ينظر لغياث بضيق بينما غياث يذهب و هو يبتسم
..................
رأيكم 💕💕
عايزة كومنتات طويلة شبه الحلقة كدة و جميلة شبهكم 😍😍
و بكرة إن شاء الله فى فصلين و لو الكومنتات بقت حلوة كدة فى مفاجأة بكرة 🌸
#إيمان_أحمد

وقعت فى عرينه ( كاملة)Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin