الفصل 45

16.4K 419 25
                                    

الفصل الخامس و الأربعون من " وقعت فى عرينه "
كانت تكتم ألم يدها التى يقبض عليها هو بقوة كانت تزداد تدريجيا كلما اقتربا من الوصول إلى السيارة
كادت تسقط أكثر من مرة و هى لا تستطيع مواكبة حركته السريعة
ربما الآن و لأول مرة تشعر بأنها على بعد خطوة من موتها أما هو فما فارقته صورتها و هى تحتضن أمجد ، لم يكن لديه شك فى علاقتهما و لكنها تبقى زوجته والأدهى وجود كل هؤلاء الناس و أيضا عدم استماعها لتحذيره ، هو لا يخسر ابدا و بسببها اليوم خسر اهم شئ لديه و هى كلمته المعروفة بأنها كسيف متى نطق بها نفذها و لكن سيف كسر اليوم و هى وحدها السبب
خرج من شروده على صوت صرختها بعدما دفعها بقوة إلى داخل السيارة فنظر لها بغضب لو كانت أى شخص اخر لقتله الآن
كانت ترى شخص آخر غير غياث التى تعرفه حتى فى اسوأ تصرفاتها معه لم ترى منه هذا الشكل ابدا لقد اعتادته حليما صبورا و لم تضع فى اعتبارها المقولة القائلة : " اتقى شر الحليم إذا غضب "
انتبهت ليده التى امتدت إلى جيبه فإبتلعت ريقها بخوف فربما سيقتلها الآن و لكنه وجدته يخرج هاتفه
لقد جاءته رسالة و لكن همها كان أكبر من أن تسمع تلك الرسالة
كانت تهدأ نفسها بأنها فور وصولها لمنزله لن يستطيع فعل شئ لها لوجود أمه و أخته بالطبع
نظرت له مجددا لتجده يمد لها يده بهاتفه تعجبت فى البداية و هى تنظر ليده الممدودة فجاءها صوته القائل : و دى اللى حايشنى عنك
أمسك بالهاتف بيد مرتعشة و قلب أصابه الرعب على أثر جملته تلك حتى أنها كادت تسقط الهاتف
نظرت للهاتف لترى رسالة ثم بدأ فى قراءتها لتتسع عينيها و يطير السبب الوحيد لطمئنتها فلقد كانت الرسالة من ملك تخبر فيها غياث أنها ذاهبة مع والدتها إلى منزل خالتها لسبب ما
لقد أرادت الأم أن تترك لهما الحرية ظنا منها أن تلك الليلة ستزيد من حبها ، لم تكن تعلم أنها تضع الحبل حول عنق أسيل بهذه الطريقة
نظرت أسيل لغياث هى فى الحقيقة لا تجد مبرر حتى لما فعلت ربما تساهله معها دائما جعلها تظن أنه لن يفعل شئ مهما فعلت هى
لم تكن تعلم بحجم الحرب التى كان يقودها لإسكات غضبه عليه و لكن الآن انفلتت زمام الامور من يده
تحركت السيارة بينما جذب هاتفه من يدها و هى تنظر لها برعب ثم نظرت للطريق لترى كم اصبحت قريبة من موتها
كان صامتا طوال الطريق فقط يضغط بغضب يزداد مع الوقت على عجلة القيادة و وجهه غاضب بشدة
وصلا إلى المنزل لتشعر أسيل بتثلج قدميها أما هو فنزل سريعا و اتجه إلى جانبها و فتح الباب ثم أمسك يدها بقسوة مجددا جعلت الدموع المتجمعة فى عينيها تسقط بهدوء على خديها
ظل يسحبها خلفه حتى وصلا إلى الباب ، فتح الباب ثم دفعها بقوة إلى الداخل
سيطرت على توازنها بصعوبة و إلا لكانت ملقاة فى الأرض الآن أما هو فكان يقف خلف الباب ممسكا قبضته بقوة و كأنه يحاول السيطرة على الوحش بداخله
استدار لها لتشعر بشلل فى أطرافها حتى أنها أرادت التحدث و لكن عجز لسانها
كان يقترب منها أكثر و كلما اقترب كلما شعرت هى بإختفاء الأكسجين من الجو
كانت تنظر لكل تفصيلة فيه و جميعهن أكدن أنه لا ينوى خيرا
الآن اصبحت تسمع نبضاته و تشعر بأنفاسه الحارة على وجهها حتى أنها ترى جحيمها فى عينيه ، عينيه التى ظلت تنظر لها بتأمل فرغم جمالها إلا أنها كانت نارية تسعى لإحراقها
كانت عينيه اخر شئ تراه قبل أن تظلم الدنيا و تسقط على الأرض فما حيلة الحمل الضعيف أمام الليث المفترس
أحاط خصرها قبل أن تقع تماما و هو ينظر لوجهها الذى شحب و حمرة وجنتيها التى اختفت تماما كما لمس بعض البرودة فى لمسته ليدها
حملها و هو يتنفس بضيق فهى تنوى إصابته بالجنون أو قتله بأفعالها
لايفهم لما اشفق على وضعها هذا رغم ما فعلته ، هناك شئ فى قلبه يؤلمه لرؤيتها هكذا لقد اعتاد على قوتها و مجادلتها له و مقالبها كذلك
وضع رأسها بهدوء على وسادة سريره و هو يتأمل وجهها من يظن أن هذا الوجه الملائكى يخفى لسانا سليط خلفه
ابتسم و هو يتمنى لو تظل دائما نائمة
مد يده إلى حجابها يزيله كى ترتاح فى نومها ، وضع الحجاب إلى جانبه ثم عاد لوجهها مجددا ليرى بعض الخصلات قد تمردت على وجهها فصارت تغزوه
مد يده بتلقائية يبعد الخصلات عن وجهها برفق ربما استطاع الحمل نيل شفقة الليث أو ربما حبه
لقد اصابته بحيرة كبيرة ، لا يعلم ماذا يفعل معها
ابتسم ساخرا منها فمن يراها و هى تجادله و تتطاول فى حديثها عليه و يرى تصرفاتها التى تثير غضبه و كم الغرور و العناد فى عينيها لا يراها و هى تسقط مغشى عليها من خوفها و لا يرى هاتين العينين و هما ترمشان خوفا و رعبا
ابتعد عنها بعدما القى عليها النظرة الاخيرة ليذهب هو إلى النوم أيضا
...................
فى فيلا مهران و خاصة فى غرفة أمجد
رحمة : امجد اهدى مش هيحصل حاجة
كان غضب شديد يبدو على وجهه لاحساس بالعجز عن إنقاذها من يد غياث و هو الذى كان دوما ظهرها الذى يحميها من كوارث الدهر
كانت رحمة ترى أن كلامها لا يجدى نفعا فهو لا يهدأ و لا يتحدث
ابتسمت و قد تذكرت شئ ثم اتجهت إلى حقيبتها و أخرجت هاتفها و عادت له
جلست بجواره على السرير و وضعت الهاتف بجوارها الآخر ثم مدت يدها و أمسكت يده برفق لينظر لها فيجد ملجأه الذى اضحى يلجأ إليه مؤخرا فقالت بهدوء و ابتسامة خفيفة : عارفة إنك بتخاف على أسيل جدا و خايف دلوقتى من اللى ممكن يكون بيحصل معاها بس صدقنى لما قابلت أسيل حسيتها اتغيرت عن الأول و اتغيرت للأحسن و اللى انت فاكره غلط هى مش تعيسة فى عيشتها و تقريبا حبت غياث مع الوقت زى ما أنا حبيتك بردو ، كان لازم تشوفها و هى بتحكى عن مامته و اخته دى مكنتش عايزة تبطل كلام عنهم و كانت مبسوطة جدا
نظر لها أمجد و كأنه يسألها هل حقا ما تقوله صحيح فإبتسمت له رحمة ثم امسكت بهاتفها و قالت : حتى شوف ده فيديو أسيل طلبت منى اوريهلكم و خصوصا عمى
أخذ أمجد الهاتف من يدها بسرعة ليرى هذا الفيديو و لكنها اوقفته قائلة : لاء استنى متقدرش تفتحه
أمجد بتعجب : ليه
رحمة : لأن أسيل موصيانى ان الفيديو ما يتفتحش غير قدام معاليه
أمجد و هو يمسك بيدها : طب مستنية ايه يلا على تحت
.......................
كان أحمد فى شقته يجلس أمام البار يتذكر ما حدث منذ ساعات و كيف أخذ غياث أسيل خلفه و ذهب و كيف كان غاضب ليجد أن كل ما تقاسيه هى هو جراء أفعاله
مد يده على الكأس ليشرب و الشعور بالذنب يقتله و صورة أسيل لتفارقه منذ تلك الليل و صراخها ثم ما حل بها من الوهن حتى حالتها منذ ساعات
كان على وشك شرب الخمر عندما روادته صورة أخرى ، تذكرها لينظر للكأس و يتذكر كم تكره هى الخمر و يتذكر كم يحبها هو لذا يلقى الكأس فى الأرض بغضب
فحتى هى لا يمكنه الحصول عليها و هذا بسبب افعاله أيضا فما الذى جناه جراء تلك الخطة بل لقد خسر الكثير و إن افصح عن الحقيقة لخسر الأكثر فرهف لن تحبه لو علمت نيته من هذه الفعلة و أسيل لن تسامحه لأنه استغلها و خدعها بهذه الطريقة بل و جعلها تقاسى أيضا و عمه لن يتركه يحيا بعدما يعلم بأنه كان يسعى خلف ثروته
.............................
فى فيلا مهران كانوا جميعا أمام شاشة عرض كبيرة يرقبون بعضهم بتعجب و بعضهم بالهفة و الخوف لرؤية الآتى و لكن رحمة كانت على يقين بأن هذا الفيديو سيحمل شئ مطمئن للجميع
كان مهران يجلس على كرسى خاصة به لا يفهم ما سبب تواجده هنا و ما هذا الشئ الذى ترغب رحمة فى أن تريه لهم أما الجدة و والدة رحمة فقد كانتا فى حالة حيرة و هما لا تفهمتا ما هذا الشئ الذى لابد من رؤيته و فى هذه الساعة المتأخرة بينما أمجد متلهفا لرؤية ما يحتويه هذا الفيديو
دقائق توجهت انظار الجميع نحو الشاشة و تحركت رحمة الى جانب أمجد
أتسعت عينا مهران و هو لا يصدق فرؤية وجه أسيل كان أخر شئ يتوقعه
ظهرت ابتسامة خفيفة على وجه و هو يرى ابتسامتها مجددا و لكنه أخفى هذه الأبتسامة و أظهر الجمود و لكن لم يستطع كبح اشتياقه لها و لهفته لرؤيتها من أن تظهر جلية على وجهه
كانت الجدة أيضا سعيدة برؤية أسيل و ما أسعدها أكثر هو ملامح مهران
كانت أسيل تلقى عليهم العبارات الترحيبية و هى تصور نفسها فى منزل غياث
كانت تتحرك فى كل غرفة و هى تشرح لهم غرفة من و ماذا يحدث هنا ثم ظهرت فتاة غريبة بجوارها بدت لهم مرحة و لطيفة فقالت أسيل بسعادة بدت جلية على وجهها : و دى ملك أخت غياث و زى ما انتوا شايفين معيشانى فى فيلم كوميدى
بدأت ملك تتحدث كعادتها بمرح تقدم نفسها معبرة عن سعادتها بوجود أسيل

وقعت فى عرينه ( كاملة)Where stories live. Discover now