الفصل 46

15.8K 377 15
                                    

الفصل السادس و الاربعون من " وقعت فى عرينه "
حل صباح جاهد الظلمة لتشرق شمسه التى لمسات وجهها مداعبة لتتقلص ملامحه قليلا و تبدأ هى فى فتح عينيها بهدوء
ثوانى صغيرة لم تكن تعرف فيها أى شئ ثم بدأت باستعادة وعيها لتمر عليها أحداث ليلة أمس فتنهض فزعة تنظر بجوارها على السرير فلم تجده و لم تجده فى أى مكان ثم توقفت عن النظر فى كل انحاء الغرفة و ثبت نظرها على السرير لتدرك أنها نامت هنا
ابتلعت ريقها ببطئ و عقلها لا يفكر سوى فى ذلك السؤال عن أين نام هو ليلة أمس ؟
حاولت أن تهدأ من روعها عندما تذكرت ملامح غياث الغاضبة ليلة أمس هى لا تذكر شئ بعد عودتهما سوى أن المنزل بدا باللون الأسود ثم لا شئ
نهضت تبحث فى أرجاء الغرفة كالمجنونة و لم تجده
تنفست بهدوء و راحة و لكن مازالت قلقة عما حدث ليلة أمس و هى فاقدة الوعى
كان التفكير يقتلها و لكن لأول مرة لم يصاحبها صداع الصباح خاصتها الذى كان يلازمها منذ موت أمها و لكن الحقيقة تقال لأول مرة تهرب الكوابيس من أحلامها و لأول مرة تنعم بنوم هادئ
لا تعلم السبب
وقع نظرها على صورتها المنعكسة فى المرآة لتدرك متأخرة أنها لا ترتدى حجابها التى كانت ترتديها أمس
زادت دقات قلبها و زاد القلق اكثر و بقى السؤال القاتل لها حول ما حدث ليلة أمس ؟
...................................
فى المستشفى
رحمة و هى تمسك بيد أمجد : الحمدلله الحادثة كانت بسيطة و طنط بخير و محصلهاش حاجة
اهدى انت بقى
أمجد و القلق على وجه : اهدى ازاى بس يا رحمة
رحمة بإبتسامة هادئة : مش الدكتور طمنك و احنا شوفنها بنفسنا كانت كويسة و هتروح معانا كمان
أمجد : مش ههدى قبل ما اعرف مين اللى ورا الحادثة دى
رحمة بتعجب : و ايه اللى خلاك تشك ان حد ورا الحادثة دى
أمجد : الشرطة بتحقق هناك و لسه عمى مكلمنى و قالى انهم لقوا دليل فى مكان الحادثة و انها بفعل فاعل
كانت رحمة تفكر فى كلامه و لا تعرف ماذا تقول حتى قال و هو يطبع قبلة خفيفة على جبينها : انتى روحى فى العربية مع ماما و مامتك و أحمد
رحمة : احمد راح الشركة
أمجد : امتى
رحمة : من شوية صالح اتصل بيه و بعدين لقيت أحمد طلع بسرعة و مقلش غير انه رايح الشركة
أمجد و هو يضع راحة يده على رأسه و كأنه تذكر شئ : نسيت الاجتماع صحيح
رحمة : خلاص روح شوف الاجتماع الأول و انا هرجع مع ماما و طنط
أمجد بضيق : و هسيبكم لوحدوكم ازاى
رحمة و هى تربت على يده بهدوء : متقلقش علينا الحراس موجودين
أمجد : ازاى مقلقش بعد اللى حصل ده انا هقلق على طول
رحمة و هى تتقدم لتقف امامه : و بعدين معاك بقى هتفضل معطل نفسك كتير كدة و بعدين ما انا معاهم اهو و انت عارفنى
ابتسم أمجد رغم ما به و قال : هو انا قلقان إلا علشان انتى معاهم
رحمة بيق مازحة و هى تدفعه بيدها : طب يلا يا امجد بقى على شغلك
امجد : خلاص خلاص ماشى بس خلى بالك من نفسك و تيلفونك فى ايدك دايما متقفلهوش
رحمة مطمئنة : حاضر
ودعها أمجد و ذهب و قبل أن يصل إلى سيارته أتته رسالة من صالح يخبره فيها بأن يطمئن فهو و أحمد يديران الوضع فى الشركة جيدا
اطمئن أمجد قليلا بعد هذه الرسالة ثم ركب سيارته قاصدا موقع الحادث حيث الشرطة تحقق
.......................
فى موقع الحادث
كانت الشرطة فى كل مكان و التحقيقات جارية بشكلها الروتينى العادى غير أن كان هناك غياث يجلس بجوار عمر صامتا يراقب كالليث و لا يتحدث
يرى عمر يتحرك يمينا و يسارا ، يمشى هنا و هناك يلقى بعض الأوامر ، يفكر كأى رجل شرطة فى مكانه
كان غياث يراقب و ذلك الطوق فى يده و الذى كان ينظر له من حين إلى أخر
عاد عمر و جلس بجوار غياث بتعب قائلا : انا اللى جبته لنفسى حد كان قالى انقل شرطة
غياث : ليه مش ده كان حلم حياتى
عمر : بلا حياتى بلا نيلة بقى
ابتسم غياث ثم نظر للطوق فنظر له عمر قائلا : و انت هتفضل باصص للطوق ده كتير كدة مش ناوى تساعدنى فى أى حاجة
غياث : مش الطوق ده هو الدليل اللى حول الحادثة من حادثة عادية لشروع فى القتل
عمر و هو يأخذ الطوق من يد غياث : ايوة بس ايه الفايدة فى انك تفضل باصص له كدة
أكمل عمر و هو يقلب الطوق فى يده : ثم انى معتقدتش انه لواحدة ست
غياث : ده طوق رجالى
عمر ساخرا : فى رجالة بتلبس طوق
غياث : حظه بقى علشان يتمسك
عمر : قال يعنى وصلنا لحاجة بالطوق ده هعمل بيه ايه يعنى هفضل الف على كل بيت و قول الطوق ده وقع من مين ثم انك تعرف فى كام طوق زيه فى البلد اصلا
غياث بملامحه الباردة و هدوءه المريب : واحد بس
نظر له عمر بعدم فهم ثم ضحك بسخرية قائلا : لاء انت بقيت ضعيف فى الحساب اوى
غياث : مش زى ضعف نظرك
تنهد غياث ثم نظر للطوق فى يد عمر و أكمل : يمكن فى زى الطوق ده كتير بس ده الطوق الوحيد اللى فيه خرذة ناقصة
نظر عمر لطوق فى يده ليتأكد من كلام غياث بالفعل كان محقق فقال عمر : فعلا انا ازاى مخدتش بالى
شوفت علشان تصدقنى لما اقولك انك هتنفع شرطة ولله و سيبك من شغل الحراسات اللى مبيجبش غير الخطر
ثم ابتسم عمر بخبث قائلا : هو يعنى بيجيب حاجات حلوة احيانا
ابتسم غياث ساخرا بداخله فآه لو يعلم عمر كيف تبدو حاجاته الحلوة
عمر : المشكلة انها مرات اخو معالى الوزير و ابنها من اكبر رجال الأعمال فى البلد يعنى قايمة المشتبه بهم لا حصر لها
تفتكر مين اللى عمل الحادثة دى
غياث : قصدك صاحب الطوق و لا اللى وراه
لم يقل عمر شئ بل بدا عليه التعجب ليقول : و ايه الفرق
غياث : الفرق كبير صاحب الطوق انا عارفه و ده اللى انت بدور عليه اما اللى وراه فأنا معرفوش و ده الى انا بدور عليه
اتسعت عينا عمر بتعجب و لكن لما العجب فهذا هو غياث
عمر : عارف و سيبنى تايه من الصبح
غياث : و انا مالى ده شغلك انت
عمر : على الأقل لان القضية تخص نسيبك و حماك
غياث : طب روح كلم نسيبى بقى علشان بيدور عليك
تعجب عمر ثم نظر إلى حيث ينظر غياث فرأى أمجد الزاهر و قد نزل من سيارته و يتحدث مع بعض افراد الشرطة
نهض عمر متجها نحوه و لكنه توقف عندما رأى أمجد الزاهر يأتى اليه
كان أمجد يتقدم و هو يرى غياث بجوار عمر و لا يعرف سبب تواجده هنا و لكنه تذكر امر اسيل و لكن لم يكن هذا هو همه الأكبر الآن
عمر : امجد بيه
مد امجد يده ليصافح عمر بينما غياث يجلس مكانه و هو مازال يراقب ما يحدث و عقله يضج بالكثير
أمجد : ممكن اعرف الوضع يا حضرة الضابط
عمر : اكيد احنا لسه بنحقق و ان شاء الله نمسك المجرم فى اقل وقت بس حضرتك ممكن تساعدنا فى حاجة
أمجد : ايه هى
رفع عمر يده بالطوق قائلا : انت تعرف الطوق ده قصدى شوفته قبل كدة
امسك أمجد بالطوق و هو يتفحصه بعينيه و يقلبه بين يديه ثم قال : لاء معتقدش
عمر : الطوق ده بيرجع للمجرم و ده دليل كويس هيسهل المهمة
أمجد : ياريت المجرم يتقبض عليه فى اسرع وقت و لو مش هضايقك انا هتابع القضية اول بأول
عمر : ابدا ده حقك
هنا جاء أحد العساكر و اخبر عمر بشئ فذهب عمر معه مستأذنا
ليبقى ليثان فى مواجهة قوية
نظر أمجد لغياث الذى كان لا يبالى فقال : صدقنى لو كنت زعلتها فأنا هخليك تندم و جدا
ابتسم غياث بهدوء و قال : اسيل تبقى مراتى و انا بعرف اعامل مراتى كويس حتة لو كانت طيشة و تصرفاتها مستفزة
تذكر امجد ملامح اسيل السعيدة فى الفيديو فهدأ و قال : أسيل غالية جدا بغض النظر عن تصرفاتها
ابتسم غياث قائلا : و انا هادى جدا لأنى بغض النظر عن تصرفاته
ابتسم أمجد ابتسامة خفيفة و هنا جاء عمر فأستأذن أمجد لأن لديه عمل مهم و ذهب
................................
فى منزل غياث

وقعت فى عرينه ( كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن