الفصل 39

14.5K 383 11
                                    

الفصل التاسع و الثلاثون من " وقعت فى عرينه "

انهى امجد المكالمة التى كان يجريها ثم اعاد هاتفه إلى جيبه و استدار لينظر إلى عمه الذى كان يجلس على كرسى مكتبه و يبدو عليه الأرهاق و الشرود يسند رأسه بيده و لا يبدو عليه المبالاة بما يدور حوله
قال أمجد بوجه يخلو من أى تعبير ، وجه جامد صلب : الصور هتتنشر على طول
الجدة و التى كانت حاضرة معهما : يعنى موضوع الصحافة ده هينتهى
أمجد : تقريبا بس لسه هنشوف
الجدة : طب يلا لازم ننام بعد اليوم الطويل ده
لم يكن أمجد يفهم جدته كيف تنام و أسيل فى بيت جديد مع رجل غريب لا تريده و هى التى تحب أسيل اكثر من اى شخص
نهض مهران بتثاقل يحرك كرسى أمه التى ربتت فى حنان على يده فهى تعلم بتلك الصراعات التى تدور بداخله كما تعلم انه المهزوم على غير العادة
استدارت برأسها لأمجد و قالت : و انت يا أمجد الوقت اتأخر يلا علشان تنام انت كمان لازم ترتاح

لقد كان يتجنب رحمة فى اليومين السابقين و لا ينام فى غرفته بل كان يغرق نفسه فى أعباء العمل حتى يملك الحجة فى تجنبها امام الجميع دون ان يشك احد و لكن الآن وضعته جدته أمام أمر واقع فإن رفض أحاطه الشك لذا تبعهما إلى الأعلى
................
كان أحمد فى شقته يجلس أمام البار يناول الكأس تلو الأخر و هو يرى صورة رهف أمامه
ابتسامتها و خجلها لا يفهم لما هى دونا عن الكثيرات من جعلت قلبه يثور هكذا و لكنه كان غاضب
غاضب لما وصلت إليه الأمور ، غاضب و هو يتذكر الدبلة فى يدها ، غاضب و هو يتذكر ابتسامتها لذلك الذى يدعى محمد
كيف حدث هذا
نظر لهاتفه باشتياق لقد كان فى مثل هذه الأوقات يحدثها و يضحك معها
كان لا ينام كى يبقى يحدثها حتى أنه احيانا كان لا يخرج مع اصدقائه فى السهرات حتى يحدثها
توقف عن الذهاب إلى أى ملهى ليلى بعد ما حدث لها فى المرة الذى أخذها إلى هناك
ابتسم بحزن على هذه الذكريات الجميلة فالآن هاتفه صامت لا رسالة لا مكالمة و الأكثر حزنا لا رهف
لابد أنها الآن تحدث خطيبها ذاك الذى جاء و سلبه حق محادثتها بل و سلبه رهف ايضا
نظر للكأس فى يده ليتذكر قولها له ذات يوم : الخمرة دى حاجة مقرفة جدا انا مش عارفة ازاى بتشربها و هى حرام
ابتسم بسخرية ثم ألقى الكأس بغضب على الأرض و أمسك بهاتفه يقرأ محادثتهما الأخيرة و هو يتجه نحو الأريكة ليلقى بجسده عليها و هو يقرأ بإستمتاع
تقف قليلا يفكر ثم أرسل لها قائلا : هتفرحى لو قولتلك أنى هبطل الخمرة
.....................
من جهتها هى فلقد كانت تنهى الحديث مع محمد على الهاتف و التى اعدت لها جميع الأعذار الممكنة كى لا تحدثه
هو شخص جيد و لكنها تشعر بالاختناق و هى تحدث و ما يزيد اختناقها و ضيقها أنها ترى أحمد فى كل فعل يفعله محمد
فعندما يبتسم تتذكر ابتسامة أحمد حتى عندما يحدثها على الفيس تتذكر محادثات أحمد التى سبق و ان محتها حتى لا يبقى لقلبها منفذ يحن منه إلى أحمد الزاهر و لكن مع ذلك يحن
وضعت الهاتف بجوارها و أخذت تفكر بأسيل المسكين و ما قد يحل بها الآن قاطع افكارها صوت وصول رسالة
تأفأفت بضيق و هى تمسك بهاتفها ظنا منها بأن المرسل هو محمد
فتحت الرسالة لتتسع عينيها بغير تصديق ثم تعتدل فى جلستها و هى تقرب الهاتف منها
أنه هو الحبيب الخائن الذى كان يعبث بمشاعرها و لكن أيعقل أنه سيترك الخمرة حقا ليته يفعل ذلك
و لكن مهلا انتظرى يا رهف الغبية لما تبتسمين أنها حيلة أخرى لتقعى فى مصيدته و مع ذلك مازالتى غبية تصدقين
ظهر الضيق على وجهها ثم أغلقت الهاتف تماما و أستلقت على سريرها لتنام
............................
دخل أمجد إلى غرفته بضيق ليجدها تجلس حزينة
نظرت له فور دخوله و لكنه تجنب النظر لها و أتجه نحو الدولاب ليبدل ملابسه بعد يوم شاق
أخرج هاتفه  و وضعه بعيدا
نهضت من على السرير و ذهبت إليه قائلا : أمجد ....
قاطعها و هو يستدير قائلا : مش عايز أسمع أى حاجة عن أسيل ماشى
ثم و قبل ان تقول شئ أخذ ملابسه و أتجه إلى الحمام
أخذت تراقبه حتى دخل 
تعلم أنها أخطأت فى حقه و لا تنكر بأنها سعدت بوجوده هنا اليوم و لكنها تعجز فهمه حتى صارت لا تفهم نفسها أيضا
رن هاتفه فنظرت له بتردد أ تجيب أم لها و لكنها قررت أمرها سريعا و أمسكت بالهاتف لتجد ان المتصل مسجل بأسم عم فؤاد
تعجبت و لكنها اجابت ليأتيها صوت رجل عجوز يقول : مبروك يا أمجد بيه للهانم و مبروك كمان للنجاح اللى حصل الصفقة تمت بنجاح و رجعت للشركة مكانتها و احسن مكان
مكنش حد يصدق أن شركات الرحمة هترجع تانى و تشتغل زى الأول
العمال مبسوطين جدا و هبقى اقدم ليكى التقرير النهائى

وقعت فى عرينه ( كاملة)Where stories live. Discover now