الفصل الثانى والاربعون (الجزء الاول)

10.8K 216 1
                                    

بعد مدة ليست بالقليله فى ميناء الاسكندرية :
ذهبت سيلين الى الميناء لتطمئن على احوال البضاعه .. فـهى لم تطمئن لهذا الفؤاد فهى علمت ان الصفقه التى اتمت قبل الحادثه ببضع ايام كانت معه ايضا وتم التلاعب بها ولكن لم تعرف لمن ؟! .. لم تعرف سوى بضع معلومات عنها وامرت احد الموظفين بالتحقق من هذه المعلومات .. وقفت امام بعض الرجال يجتمعون امام البضاعه .. وعندما نظرت فى اتجاه البضاعه اكتشفت انها تخصها .. ونظرت حولها لم تجد ايا من رجالها .. اقتربت منهم بكل شجاعه .. نظر لها احدهم بطرف عينيها وعلم من هى على الفور فهى صاحبه البضاعه .. غمز بطرف عينيه لزملائه فعند اقترابها منهم تجمع الرجال وبدأ عليهم التوتر ولكن معظمهم اخذوا قرارهم .. اقتربت ووققفت امامهم بثبات وشده

سيلين بقوة : ايه دا ؟؟
رجل منهم بتوتر : دا البضاعه يا فندم
سيلين بحده وشك : اه ما انا عارفه .. انتوا مين بقى ؟؟!
رجل بغمزه لرجل اخر وهو يتحدث معها : احنا المسئولين عن البضاعه

فالتفتت خلفها وبعدها لم تشعر بشئ .. سوى شخصا يحملها .. وسقطت فى بئر عميق مظلم ليس له نهايه تاهت فيه ولم تعد ترى او تسمع اى شئ ..

شعور بعدم الاتزان .. صداع لا تستطيع تحمله .. لا تتذكر اي شىء .. حاولت فتح عينيها ولكنها أبت ان تفتح .. تشعر بثقل عليهما .. حاولت ان تتذكر كيف اصبحت هكذا .. ظهر امامها بعض المشاهد صور عن اناس غريبة حاولت وقفهم وتحدثت معهم .. تشعر بأحد خلفها .. فتستدير لتواجهه يقوم بمسكها ووضع منديل مبلل بالماء او هكذا ظنت .. حاولت الصراخ ولكنها وقعت فى الحال من أثر المخدر .. علمت الان انها مخطوفة .. حاولت فتح عينيها ثانية ولكنها لا ترى شيء .. حاولت اكثر من مرة .. واخيرا استطاعت فتحهم .. وجدت الاضاءة منخفضة و امامها شخص لا تتبين ملامحه .. اقترب منها عندما احس باستيقاظها .. رمشت عدة مرات لتتضح الرؤية امامها .. رأت رجلا فارع الطول لم تستطيع تبين ملامحه الا عندما نزل لمستواها فحدق فيها بتمعن ليري رد فعلها عند علمها بمن هو ؟! ..
لتنصدم هي .. بالفعل احست بمعرفته ولكن عندما اقترب منها علمت من هو في الحال وكان هو اخر توقعاتها .. فتحت عينيها و فمها علي اخرهم و احست بان عينيه ستخرجان من مقلتهما .. وتابعت بثقل و صدمة لم تعهدها و المخدر مازال مفعوله ساري : ا .. حـ ..مـ ..د

في مكتب سيلين :

سارة هاتفيا : الحق
المتصل : ايه .. في ايه ؟؟!
سارة : سيلين راحت المينا لتستلم البضاعة بنفسها
المتصل : نعم ؟! .. ازاى تروح هي ؟!
سارة بتوتر : مش عارفة .. مش عارفة
المتصل بعصبية : و انتي ازاى متقوليش حاجة زي دي يا سارة
سارة : انا مكنتش اعرف .. مخدتش بالي انها راحة المينا
المتصل بغضب : انتي بتهرجي ؟! ازاي مخدتيش بالك ؟! انتي مبقتيش تشوفي شغلك

اغلق الهاتف دون ان ينتظر منها رد .. امسكت الهاتف و نظرت له و الدموع تترقرق في عينيها .. هي تشعر بالذنب بالفعل فهي لم تنتبه لعملها و لم تعلمه بخطوات سيلين وهي بالتأكيد في خطر الان .. اصبح كل شىء امامها غير واضح بسبب الغشاوة التي في عينيها من الدموع .. تحاملت علي نفسها و مسحت هذه الدموع قبل ان تسقط علي خديها فهي لن تبكي ابدا و يجب ان تطمئن علي سيلين اولا قبل كل شىء .. وفي الاخير ستري كيف ستتعامل مع هذا المتصل ..
***********************

ديفيد بغضب ( وهذا نادرا فهو معروف ببروده اللامتناهي ولا يغضب سوي من امر شديد ) : انتوا لازم تخلصوا منها هي سبب كل المشاكل دي
الرجل امامه : بس هي موجودة دلوقتي عند البوص يا ريس
ديفيد بعصبية : وهي بتعمل ايه عند البوص ؟! .. هي مش عارفة ان الخطر دلوقتي محتمل .. غــبــيـــة
الرجل : البت راحت المينا وعرفت اللي احنا كنا بنعمله هناك فالرجالة اللي تبع البوص خدوها عنده
ديفيد بابتسامة شيطانية : اخلص منهم كلهم
الرجل باستغراب : مين ؟! .. اخلص من البوص ؟!
ديفيد وهو ينظر له نظرة تحمل كل معاني الشر : انا لما اقول كلمة لازم تتسمع .. ساعة واحدة بس و اسمع خبرهم .. مفهوم ؟!
الرجل بخوف : حاضر .. كلهم هيتصفوا يا ريس

تنهد ديفيد بقوة بعد مغادرة هذا الرجل ليلبي طلب رئيسه .. الان سيتخلص منهم جميعا علي الرغم من انه سيفقد رجلا جديرا في العمل ولكنه في الاونة الاخيرة .. اصبح يهددهم و يهدد عملهم فلقد اصبح همه الوحيد هذه الفتاة التي اصبحت تقف امامه في كل شىء .. عمله .. رجاله .. حتي انه اصبح يخاف من الغد .. ديفيد الرجل الذي لا يعرف الخوف ولا يعرف المستحيل .. اصبح يخاف من فتاة لا تتعدي منتصف العمر .. ابتسم بسخرية علي هذا القدر فهو يشعر ان نهايته اصبحت قريبة جدا وعلي يد هذه الفتاة و لكنه لن يستسلم ابدا
**************************

متوتر .. مضطرب .. يأخذ الغرفة ذهابا و ايابا .. اصبح خائف من ان يصيبها شىء .. قلبه غير مطمئن .. يشعر بانها في خطر وهو يقف هنا ليس بيده شىء .. هواجسه بدأت تصور له امور لا تبشر بخير ابدا .. حاول ان يبعد هذه الهواجس فهو قد وعد نفسه ببعد هذه الهواجس فهي سبب كل ما فيه
فلاش باك :


هواجس رجل و عنفوان انثى - الكاتبة ريم السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن