الفصل الثامن والثلاثون

11.3K 257 1
                                    



أذنت له سارة بالدخول وبعد ان دخل قامت هى بالخروج وجعلت الباب شبه مغلقا كما امرتها سيلين قبل ذلك ...وقفت سيلين لتستقبل ابن خالتها التى لم تراه منذ زمن بعد وفاة زوجها

سيلين بشبه ابتسامة (مجامله ): اهلا سامى ... اذيك ؟!
سامى بابتسامة : تمام الحمد لله .. مش تستنى الاول لما اخد نفسى واعد على الاقل ..
سيلين : ايوة طبعا ..اتفضل ..سورى يا سامى

اقترب سامى منها وقبل ان يجلس مد لها يده لكى يلقى عليها السلام ..

سيلين بإحراج : آسفه ..احم ..انت عارف ياسامى مش بسلم
سامى بإحراج بعد ان وضع يده خلف رأسه : ههه ..ولا يهمك عادى يا سولى
تضايقت من قوله هذا الاسم الذى كان يطلقها عليها زوجها ويحب مناداتها بهذا المسمى .. ولكنها تغاضت عن الامر

سيلين بهدوء بعد ان جلس سامى امامها : ايه الاخبار ... فى حاجه ولا ايه ياسامى ؟!
سامى بابتسامة مرحه : ايه دا انتى مش عايزانى اسأل على بنت خالتى ولا ايه يا سيلين ؟!
سيلين : لا طبعا ..بس اكيد يعنى مش هتسأل عليها بعد غياب طويل وعايزنى اصدق انك جاى تسأل على صحتى ...
سامى بإحراج وتوتر : احم .. يعنى انتى قصده تحرجينى ...
سيلين : لا طبعا ...ندخل فى المهم الاول ..خير يا سامى ؟!
سلمى بإحراج بسبب طريقه سيلين الجادة فى التعامل : لا ابدا يابنت خالتى بس انا كان فيه ... طلبيه هتجيلى من بره فقولت اطلب من بنت خالتى اهى احسن من الغريب !!..

رغم انها تعلم ان لا احد وافق على صفقته لانه معروف بصفقاته المشبوهه احيانا يستورد ادويه منتهية الصلاحيه واحيانا ادويه مغشوشه و.... لذلك حاولت الا تبتسم بسخريه على كلامه ....

سيلين بسخريه : الله ...طب والله فيك الخير ..بس تقريبا ابن خالتى اللى هو اخوك اللى تقريبا اسمه احمد تقريبا والعلم لله عنده شركة استيراد وتصدير مش هو الاولى ولا ايه ؟!
سامة بغضب : قصدك ايه يا سيلين ؟! ... وايه اللى بتلمحيله بتعليقاتك السخيفه دى واللى باين فيها السخريه ؟!
سيلين بهدوء وهى تشبك يديها ببعضهم وتضعهم على سطح المكتب وتقترب قليلا منه : افهمك انا ... مممم..مش انا يااستاذ سامى اللى اشتغل فى صفقات مشبوهه ولا تقولى قرابه ولا مش قرابه !!... السوق كله عارف انك بتاجر فى صفقات غير رسميه .... وتيجى هنا تطلب منى انى اشتغل فى صفقات زى دى بس اللى انت متعرفهوش ان انا مش سيلين البنت التافهه اللى ممكن تضحك عليها ..احب اقولك انك قدام ابن حسام البدرانى مش بنته ... ونصيحه من اختك على الاقل اعمل عشرة لحكايه ولاد الخال دى علشان خالتى كانت عزيزة عليا ...اتقى الله فى شغله وكفايه اوى الامراض اللى ظهرت لحد دلوقتى بسبب ناس زيكم ولا عندهم ضمير ولا بيخافوا من ربنا ..لالالا بلاش الجزء الاخير لانكم اكتر ناس بتترعب من ربنا لانكم عارفين ان انتم هتتحاسبوا على كل الناس دول ... وحرام عليك الناس اللى بتأمنك على روحها وجسمها علشان عارفه انك عاهدت بحميتهم وياريتهم يعرفوا اللى فيها مكنشى حد اتعالج .... فكفايه اوى لحد هنا وجرب تشتغل نضيف كدا هتحس براحه وكمان بالمال الحلال ... وكلمه اخيرة علشان مطولشى عليك .... خاف ربك يا سامى ... خافه لانه اذا كان ربنا اخر عذابك لحد دلوقتى فهو بيديك فرصه بس.. مش علشان حاجه ... فافتكر انك فى لحظه ممكن تختفى من على وجهه الارض وابقى شوف مين اللى هينفعك سواء مال او عيال او اهل او سلطه .... فارحم نفسك قبل غيرك ..

انتهت من كلامتها لتجد سامى يقف بغضب وعنف وكانت عينيه حمراء لا فارق عينيها مع ملامحه التى اصبحت بلون الدم مع ضغطه على اسنانه لدرجة صوتها التى تسمعها عن بعد ...

سامى بغضب وهو يضرب سطح المكتب بكلا يديه : مش انا اللى واحدة زيك تكلمنى كدا يا بنت بدرانى .....
قاطعته سيلين وهى تقف بكل برود عكس ما امامها : سمعت الاسطوانة دى كتير وفى الآخر ولا اى حاجه !!... وقولتلك قبل كدا انا ابن حسام البدرانى ومتنساش دى كمان ومرات عمر البدرانى
سامى بضحك لا يعكس ما بداخله من غضب وحقد وخوف ...نعم !! خوف مما قالته فهى معها كل الحق فيما قالته ولكن يحاول مداراته بسخريته منها : كنتى يابنت خالتى ... الله يرحمه جوزك ..كان زيك كدا ...حمار !!
سيلين بغضب ولا ببرود اغاظه وصوت عالى : جوزى ...هيفضل جوزى يابن خالتى ولو كان حمار علشان كان مع الحق .... يبقى يا ريتنا كلنا حمير مش شبهكم..
واكملت باشمئزاز : بهايم ..

توسعت عينيه من الغضب وكان سيهجم عليها لولا فتح الباب بقوه وظهور يوسف وبعض الأمن معه ..اقترب يوسف من سيلين لينظر تارة لسيلين وتارة لهذا الشخص المسمى سامى على ما يعتقد وكلا منهما ينظر للآخر بنظرات غريبه لم يستطع معرفتها ....

يوسف : فيه ايه ياسيلين ؟! انا سمعت صوت زعيق وصوت عالى في حاجه ؟!
سيلين لم تبعد ناظريها عن سامى وبهدوء : لأ ابدا يايوسف دا الاستاذ سامى كان بيعرفنا ايه الفرق يين الحمير ...والبهايم ...ولا ايه يا ابن خالتى
سامى وغضب الدنيا والآخرة امامه : اها ...وكنت كمان بعرفها اخرة الطريق دا ايه يا بن البدرانى

ومع انتهاء كلماته ترك الغرقه والشركه كلها بخطوات اقرب للركض كأنه يهرب من وحش هارب ..

يوسف بعدم فهم : في ايه ياسيلين ؟! هو ايه اللى حمير وبهايم ؟! ... وابن بدرانى ...انتى بقيتى راجل وانا معرفشى

لتوجه سيلين نظراتها الغاضبه عليه

سيلين بعلو صوتها : برااااااااا يايوسف
يوسف باعتذار : اسف اسف. والله....مكنشى قصدى بس هو اللى قال كدا ..انا عملت ايه طاااب
سيلين وهى تجلس مكانها وتضع يديها على جانبى رأسها وتغمض عينيها : هى كانت نقصاك ياسامى انت كمان ....استغفر الله العظيم ...لاحول ولا قوة الا بالله ...
يوسف باستغراب : انتى جايه تتوبى هنا ياسيلين ؟!
سيلين وهى تفتح عين وتظر له بجانب : ان لله وان اليه راجعون ... امشى يا يوسف
يوسف باستفسار : لا افهم الاول ايه كل الحاجات اللى انتى قوليتها دى وليه يااختى ؟!
سيلين وهى تفتح عيونها وتقترب من المكتب : ابدا يا استاذ لما تحصلك مصيبه بعد الشر يعنى ... بتقول ان لله وان اليه راجعون ..مش شرط يا استاذ يامحترم نقولها لما حد يموت وانا حصلى بلاوى كتير ورا بعض ..
يوسف : ايه بقى البلاوى دى

وجلس امام المكتب وعينيه فيها الفضول

سيلين بتنهيده وترفع سماعة الهاتف : سارة هاتيلى ورق الصفقة الجديدة

واغلقت السماعة لتنظر ليوسف وتتابع : انجز علشان عايزين نخلص الصفقه النهاردة

_________________________

فى مكتب سارة (السكرتيرة ) :

سارة هاتفيا : ايوة ...مااشى
المتصل : ..............
سارة : مفيش حاجه مهمه لحد دلوقتى ..لو حصل حاجه هقولهالك على طول
المتصل : ...............
سارة : لا متقلقشى واخده بالى من كل حاجه .. وسيلين واخده بالها من كل الصفقات ...
المتصل : ...............
سارة : ماااشى ..سلام دلوقتى لانها طلبت منى ورق الصفقه اللى فيها البضاعه ...ماااشى سلام

وانتهت من المكالمه لتغلق الهاتف وتضعه فى جيب حقيبتها وتأخذ ورق الصفقه التى ارادتها سيلين واتجهت لمكتب سيلين لتتابع معها اخبار الصفقه وتقول للمتصل ما آلت اليه الامور ...

______________________

فى قصر توفيق البدرانى :

نزلت ميرنا بسرعه من على سلالم القصر الداخلى لتقف فى وسط الصاله الواسعه

ميرنا بصراخ وصوت عالى : مااااااااااامااااااااااا باااااااااااباااااااااا
يااااااااااجماااااااااعه

لتنزل فريدة من على السلالم بخضه وسرعه ويفتح حسن باب المكتب ويهرول فى اتجاه ابنته ليصل الاثنين فى نفس الوقت امام ميرنا

الاثنين فى نفس الوقت : ايه ؟! .. ايه اللى حصل ؟!
ميرنا بتنهيده : انا مخنوقه

لينصدموا مما قالت فكلاهما تحولوا من حالة الحزن والانعزال لحالة الصدمه والغضب ..
فريده بصدمه : ايه ياهبله يابنت الهبله ... منك لله يا بعيدة قصفتى عمرى
حسن بغضب : اعمل فيكى ايه ياجذمه ؟! .. انتى هبله يابت ولا شكلك كدا
ميرنا بمرح اختفى الايام الماضيه : ايه ياحجوج ...مش انا بنتك حبيبتك ولا ايه ؟!...وانت ياحاجه مش انا بنتك بتقولى على نفسك هبله ..تؤتؤتؤ مينفعشى كدا
فريده : انتى عايزة ايه يا زفته ؟!

لتضع ميرنا يديها فى جيب بنطالها وتخرج تذكرتين وترفعهم امامهم

ميرنا باستغراب مصطنع : ياترااا اعمل بيكم ايه ؟!....... اه صحيح يا بابى هو الواحد بيروح العمرة ليه ؟!

لينظر كلاهما لبعضهم باستغراب من ابنتهم الصغيرة

حسن : ميرنا يا حبيبة بابا ..انتى عايزة ايه مننا دلوقتى ؟!
ميرنا : بص يا حجوج ...سيلين النهاردة حجزت تذكرتين للعمرة باسم حسن توفيق البدرانى وحرمه فريده البدرانى .... ايه رأيكم ؟!
فريده بابتسامة عريضه : بجد يا ميرنا يعنى انا هزور بيت الله
ميرنا بفرحة لفرحتهم : ايوة يا مامتى وهتاخدى الحج معاكى ياستى يونسك ههههه
حسن بسعادة : ربنا يهديكم ... ويفرحك يا سيلين يابنت اخوى يااارب
ميرنا : ايوة ياحجوج ادعلها كمان وكمان وانسى بنتك حبيبتك
حسن بابتسامة وهو ضربها على رأسها : يابت لمى نفسك ... هو نتى مخليه حد ينساكى وانتى عامله شبه القرد كدا ..

ليسمع جدران هذا القصر أخيرا الضحك والسعاده ...بعد ان كان باهتا من كثرت اوجاعه وحزنه ... فإنطلقت ضحكه لتزيل الغمامه السوداء عن هذا البيت .. لتبدأ مرحلة جديده بدايتها بيت الله عز وجل

هواجس رجل و عنفوان انثى - الكاتبة ريم السيدWhere stories live. Discover now