الفصل الثالث والثلاثون

12.7K 234 2
                                    

لم يستوعب ان تكون حبيبته وابنه عمه خائنه وفاجره لهذه الدرجه...هل تتحدث مع رجلاً آخر وتكلمه وتقابله من وراء ظهره....؟!
كان يريد ان يقتلع قلبه ويحطمه آلاف المرات فهو اختارها هي دوناً عن جميع حواء....
بالفعل بدأت هواجسه بالظهور وحتي الآن لم ينسي تحدثها مع شخصاً آخر قبل وفاه ابيها (يوسف)
...والآن تتحدث معه او مع شخصاً لا تفرق كثيرا فكلا الحالات هي اصبحت في خانه الخائنه بالنسبه له..
ومع ذلك مازال قلبه يدق..ويدق بشده للآسف...فهو لا يوجد في قاموسه هذه الكلمه..

القلب: هل انت احمق...هذه حبيبتي...صغيرتي التي ربيتها علي يدي.
العقل :هذا عندما كانت صغيره...لاتعرف الخيانه طريقاً لها...اما الآن مثلها كمثل بنات حواء..
القلب: لا انها حبيبتي...الا تنظر لنفسك ايها المغرور فأنت لا تستحقها
العقل : انا ؟!...ماذا فعلت انا حتي لا استحقها ؟!...
القلب باستهزاء: ماذا فعلت ؟!... هل تصدق حديثك ؟!...فأنت ايها المغرور المتعجرف تأتي كل يوماً غير واع ٍبما حولك ...تتهم ابنه عمك وحبيبتك بالخيانه وانت اساسه ومنبعه ...انت الذي تجلس في الملاهي ومع الفتيات ... تتهمها بالغدر افق لنفسك ايها المسكين ...
العقل : االا ...لا لم افعل هذا ... هل تهذي ايها القلب الغبي...؟!
القلب : لست انا الغبي ايها العقل الزائف ... فأنا اعلم خفاياك وكل اسرارك ...فأنا معك في نفس هذا الجسد ... اتمني انا اتركه وأذهب لخالقه لأطهر نفسي منك ومن صاحبنا الاحمق هذا ...؟!

ليتوقف المشاجره عند هذه النقطه بالفعل هو يخون..... فلقد خانها فيما مضي عندما خطب جميله وحتي الآن يذهب للملاهي ويحاول الضحك ولكن لا يقدر ان يخونها لا يقدر ان يجلس مع فتاه للحظه واحده...عندما اقترب من واحده فيهم اشعر بروحي تنسحب مني اراي ضحكتك وبراءتك امامي...انفر ابتعد عن الجميع اخاول ان اسيطر علي نفسي ويزداد شوقي لها ولكن كبريائي يمنعني من الذهاب لها وطلب الصفح منها ومعتابتها علي كلامها معي...
فهو فيه العديد من الصفات الحسنه والسيئه ولكنه بعيد كل البعد عن ربه...بعيد عن رضاه...بعيد عن احساس الدفءوالراحه بين ايدي الله ... لم يقترب الي الصلاه منذ فتره بل دهراً.....وكل هذا لاحظته سيلين!!
انتهي الفلاش باك

صدمت سيلين من معرفه عمر بأمر المكالمه ولكن مالم تتوقعه ان يظن بها عمر هذا ... فمهما يحدث هي تخشي الله قبل اي احد ...ولن تفعل ابدا ما تغضبه او تتركب زنب في حقها
امسك عمر ذراعيها بعنف
عمر بغضب : ايه ؟! ماتردي يا شريفه ...مين اللي كنتي بتكلميه ؟!...انطقي مين ابن***** دا؟!

لم تقدر ان تتحمل ظلمه اكثر من هذا ؛فلقد تخطي كل الخطوط ...لم تجد سوي رداً واحداً عليه فرفعت يدها تلقائياً وفي لحظه كانت ستهوي علي خده ولكن يديه القويه منعتها وامسك يديها بعنف وقسوه

عمر بغضب وعصبيه (يلف ذراعيها خلف ظهرها ويقربها منه لتلتطق ظهرها بصدره ويقترب من أذنها )ويتابع بهمس : تؤ تؤ تؤ...ماهي مش هتحصل تاني ولا هتستغفليني يابنت عمي... وانا هوريكي النجوم في عز الضهر
علي الرغم من ضغطه تلقوي علي يديها الاانها تكلمت بقوه وتحدي لم تعهدهم في مثل هذه المواقف : وانا بقي هوريك اللي عمرك ما شوفته ... وانا مش هدافع عن نفسي لواحد زيك ... واما اشوف هواجسك دي هتوديك لفين يا....يابن عمي!!!
عمر بعصبيه (يزيد من قوه ضغطه):ماااشي ... ومبقاش عمر ان ما عرفتك ازاي تقدر وتتحديني كدا يا ... سولي
(قالها باستهزاء واضح )
سيلين بدرجه برود عاليه واستهزاء : ولا تقدر تعمل معايا حاجه ... انت فاكر......

لم تكمل جملتها حتي سمعت صوت طلقه ناريه بالقرب منها فأطلقت ضرخه عاليه....توقف قلبها عن النبض لبضع دقائق لا تفهم شئ سوي ان عمر لفها بسرعه البرق وضمها لاحضانه ليحميها ممن او لما ؟! ... لاتعرف ... لم يكن يمضي بضع ثواني الا وسمعت طلقه أخري ارعبتها اكثر
وبعدها احست بثقل عمر عليها وان جسده تراخا ... لتنظر له بفزع وجدت وجهه شاحب وعيناه مغمضتان بتعب ويتآوه بصوت مكتوم..... وساقاه لم تعد تستطيع تحمله وقع علي الارض جثه هامده وجثت سيلين فوقه وصرخت بأعلي صوتها : عممممممممممممر!!!.........

#############

قبل هذا ببعض الوقت :
في مكان مجهول :

ديفيد بعربيه غير متقنه (مش مظبوطه) : انتي لازم تدخلي البضاعه النهارده.....احنا مضطريين
البوص بتأكيد : ماااشي انا هنزل البضاعه عن طريق شركه عمر البدراني ...هي كميه اد ايه ؟!
ديفيد بفخر : الكميه 5 طن هيروين وبعدها علي طول الاسلحه هتقدري عليهم يابوص ولا ايه ؟! علشان رقبتك هي الثمن قصاد البضاعه!!...
البوص بثقه وغرور : انت مش اول مره تشتغل معايا فيها ديفيد ... ومتقلقش شركه عمر كبيره والصفقات كتير والحاجات دي عادي ... انا هنزل نصها في الشركه والنص التاني في الصيدليه لحد وقت التنفيذ ...
ديفيد بعدم اهتمام : متهمنيش الامور دي اهم حاجه عندي الامانه وانتي عارفه الخاين آخرته ايه عندنا ؟!
البوص بمرح : بطل انت بس تكلمني علي اساس اني واحده هتفضحني!!...
ديفيد بابتسامه : تعرفي لو حد غيرك كلمني كدا كنتي عملت فيها ايه ؟؟!...
البوص بضحك : اه ياعم ... ماانا عارف ماانت رئيس المافيا في الدول العربيه ياعم والدراع اليمين لرئيسنا الاعلي
ديفيد : تمام انك عارفه ماانتي بقيتي رئيسه المافيا في مصر بمجهوداتك يابوص
البوص بابتسامه وغرور : آه...هو الواحد عمل قليل علشان يوصل للي فيه دلوقتي ...
وتابع بجديه : المهم عمر هنخلص منه النهارده ثلشان نبعد عننا العيون شويه وكمان هو كان بيدعبس ورانا كتير وعرف اكتر من اللازم فحياته لازم هتنتهي النهارده
ديفيد بعدم اهتمام : تمام بس ننتهي من الحكايه دي بسرعه...

امسك البوص بهاتفه وضغط عده ارقام وفتح الاسبيكر حتي يسمع ديفيد

البوص : عملت ايه في الامانه ؟!
......:كله تمام وهو دلوقتي في المستشفي هو واخته
البوص بغضب : انت غبي ...!! ... دا اسد بميه روح ... لازم تتاكد
: انا ضربته مكان القلب واكيد مااااات بس هتاكد حاضر
البوص بحده : غور ومتورينيش وشك غير لما اسمع خبر حلو
:تمام يابوص

اغلق الهاتف بعصبيه لينظر لديفيد الذي يستمع بلا مبالاه للمحادثه وينظر ببرود للبوص

البوص بغضب : كلهم اغبيه اما نشوف يا سي عمر ايه اللي هيحصلك ؟!...
وتابع بشرور وتملك : وسيلين هتبقي ليا برضو ............

#############

ماذا هل يمكن ان يضيع مني ؟!... كما رحل العديد والعديد من احبائي.....ياالله احفظه لي....فاني احبه ... نعم ؟! ... اقولها بعلو صوتي ...... احبك!!!...... ولكن استيقظ ارجوك ... العن نفسي لاني تحديتك ... لاني تمردت ... لاني لم احضنك وارتوي من حنانك ... انا حمقاء... حتي لو لم تكن تحبني ... ولكني كبريائي كأنثي منعتني ... فلتصحو وتتشاجر معي ... افق واالا يهمني هواجسك وشكوكك فيا ... اصحو ارجوك
افاقت عندما وصلوا الي المشفي ... كانت هي وعمر نائما علي رجليها والسائق يوسف وبجواره حور لم تكن تستطيع ان تركز فيما حولها ... حمله يوسف ودخل بقوه الي المستشفي ويصرخ بعلو صوته في الجميع بأن ينجدوه وانا اتحرك بآليه لا اشعر لااسمع لا افعل شئ ...
اخذه العديد من الاطباء والممرضات بعد علمهم بمن هو ؟؟!... فالكل يهابونه ويفعلوا له مليون حساب فهو عمر البدراني المعروف عنه بالشده والحزم والغرور!!...
دخل غرفه العمليات وانتظرنا نحن بالخارج وتحدث يوسف بالهاتف بعيدا عنا بقليل وتحاول حور ان تكلمني وانا لا استوعب منها شئ مما تقوله ...احاول ان انظر لفمها لاجدها تتحرك ولا استوعب شئ ...
اقترب يوسف بآسف وحزن : عمي وطنط واياد مع ميرنا هي اتضربت بالهار هي كمان ... بس الحمد لله جات في دراعها
حور بحزن : طب ايه اخبارها دلوقتي ؟!
يوسف : تمام الحمد لله ...هي اغمي عليها من الصدمه بس وهي دلوقتي بيشلوا الرصاص واول ما تروح اوضه عاديه هيجو علي هنا
حور بتنهيده : الحمد والشكر لله
اكملت وهي تنظر لسيلين : سيلين ردي عليا ...
سيلين (وهي تنظر لغرفه العمليات كأنها تنتظر خروجه ): مالها ميرنا ؟!
حور (وهي تنظر تارة ليوسف وتارة لسيلين): مفيش ياحبييتي طلقه جيت فيها بس الحمد لله في دراعها وهي بقت كويسه والحمد لله
سيلين بهدوء وهي عاي نفس حالتها : طب الحمد لله هبقي اقوم اطمن عليها
حور باستغراب لحاله الجمود المسيطره عليها : مااشي ياسيلين

بعد ساعتين من الخوف والقلق الشديد خرج الطبيب وهو يتنهد بشده
وقف الجميع ان انضم اليهم حسن وزوجته
الكل : ايه الاخبار يا دكتور
الدكتور:العمليه تمت بنجاح بس الرصاصه كانت في مكان خطير وهو جمب القلب فللآسف انا مقدرشي اقول ان العمليه نجحت بنسبه ١٠٠% احنا دلوقتي هنحطوا تحت الملاحظه في العنايه المركزه ولو عدي ٤٨ ساعه يبقي هو تمام واقدر افرحكم.....بعد اذنكم

حمد الجميع الله ويدعوا ان يتمم شفاه ويطمئنوا عليه.....

هواجس رجل و عنفوان انثى - الكاتبة ريم السيدWhere stories live. Discover now