البارت السادس و الأربعون و الأخير

2.1K 249 105
                                    

وقفت هانا من مكانها و قلبها بخفق بقوة ، كانت تشعر و كأنها على وشك فقدان جزء منها للأبد ، لكنها قررت ألا تقف مكتوفة الأيدي تراقبه يرحل بعيدا عنها ، ركضت نحو مدخل الفصل ، خرجت منه لا تعلم إلى أين عليها الذهاب لتجد جيمين ، ركضت بدون وجهة لعله تلتقيه لكنها التقت بسولجي راكضة نحو الفصل ، أوقفتها قائلة :

- هل تبحثين عن أنجيلا ؟

نظرت إليها هانا باهتمام قائلة :

- نعم .. هل رأيتها ؟

- نعم .. إنها في سطح المدرسة .. لكني لا أعلم إن كانت لا تزال هناك أم غادرت

- شكرا لك

ركضت هانا إلى السطح و هي تأمل أن تجد جيمين لا يزال هناك ، خرجت إلى ساحة السطح الواسعة تبحث بعينيها لتهدأ حين رأته منشغلا بإفراغ محتوى حقيبته المدرسية في الحقيبة الرياضية التي أحضرها ، اقتربت بهدوء و قالت بصوت خافت :

- أوبا ..

توقف جيمين عما كان يفعله ، ظن للحظة أنه يتخيل صوت هانا لكنه استدار ليتأكد أنه حقا يتخيل ، إلا أنه وجد هانا واقفة ورائه تلهث موضحة أنها كانت تركض ، وقف بسرعة يحدق بها في صمت بتعبير مندهش ، بينما قالت هي :

- هل كان علي أن أسمع عن أمر سفركم إلى أمريكا من الإعلام ؟ ! متى كنت تنوي إخباري؟ أم كنت تنوي المغادرة دون أن تودعني ؟!

ظل جيمين فارغ التعبير لا يعلم ما الذي عليه قوله لكن هانا تابعت متذمرة و دموعها تسيل :

- ربما سامحتك على كذبك علي لكن لم أكن أبدا لأسامحك لو غادرت دون توديعي !

توسعت عينا جيمين غير مصدق لما سمعته أذناه ، هل قالت أنها سامحته ، هل هذا يعني أنها لم تعد غاضبة و تتفهم ما فعله ..

- مـ.. ماذا قلت ؟

قال بنفس التعبير الفارغ و بتلعثم ، شعرت هانا بكبريائها ينجرح فقد بدى الأمر و كأنه اعتراف و قد قوبلت بالرفض ، مسحت دموعها بسرعة و قالت :

- يا لك من غبي بارك جيمين ! انسى الأمر ..

التفتت مغادرة بخطوات سريعة بينما تطلب جيمين بضع ثوان ليستوعب ما قالته ثم ركض إليها قائلا :

- مهلا ! هانا !

سحب ذراعها لتلتفت إليه ، لم تقاومه و لم تطلب منه الابتعاد بل وقفت أمامه باستسلام و كأنها كانت تنتظر أن يوقفها ، ظلت مطأطأة رأسها تمسح دموعها بعبوس مما جعل قلب جيمين بتألم و يقول بارتباك :

- أنا .. أنا حقا آسف .. أنت محقة .. أنا مجرد غبي لأني فكرت في المغادرة دون توديعك .. ظننت أن آخر شيء قد تودين رؤيته هو وجهي .. لم أرد أن أجعلك تتألمين أكثر لهذا .. فكرت في الابتعاد عنك لتعيشي حياتك .. لكني لم أستطع .. لهذا دبرت عذر ملف الانتقال لآتي لرؤيتك .. و لو من بعيد ..

صديقتي الوسيمةWhere stories live. Discover now