البارت الواحد و الأربعون

1.2K 185 18
                                    

خرج جيمين من الحجز غير مصدق أنه قد نجا من المأزق بأعجوبة ، ليجد أحدهم كان واقفا غير بعيد ينتظره بفارغ الصبر ، ما إن لمحته هانا حتى ركضت إليه و عانقته بقوة ، كان عناقا صادقا منها ، ظل جيمين جامدا مكانه فهو لم يتوقع أن تكون ردة فعل هانا حين يخرج كهذه ..

ظلت هي متشبتة برقبته مغلقة عيناها لتستشعر إحساس السعادة لظهور براءة صديقتها ، لكن إحساسا آخر باغتها ، لم يكن من المفروض أن يظهر ، ليس و هي رفقة صديقتها ..

حضن مألوف ، دقات القلب القوية التي تشعر بها من صدر أنجيلا .. مألوفة ، حتى الأنفاس المرتدة على أذنها .. مألوفة ..

ابتعدت بسرعة حين شعرت بحضور جيمين و كأن طيفه يتبعها أينما ذهبت ، لكنه لا يظهر إلا حين تكون قريبة من أنجيلا ، هي تشعر و كأنها تفقد صوابها و تسير نحو الجنون أو المس ..

غيرت ملامحها المشدوهة إلى ابتسامة واسعة تنفض عنها الأفكار الغريبة التي راودتها و قالت لجيمين الذي ظل متصنما مكانه :

- أنا حقا سعيدة لأنه ظهرت برائتك ..

ابتسم جيمين ببلاهة و هو يحدق بهانا التي بدأت تضحك بسعادة، تلك الابتسامة التي لا يعلم كيف يمكنه العيش دونها ، سيفتقدها حقا ..

عاد جيمين إلى الشقة فتح الباب ليتفاجئ بكل من تايهيونغ و جونغكوك يقفان ثم يسرعان و يهجمان عليه بالأحضان و الصراخ بحماس ، مما جعله يضحك حتى اختفت عيناه و هو يصرخ بين الفينة و الأخرى يطلب منهما إفلاته ..

دخل إلى غرفته ليستحم بعد يوم متعب بينما كان أصدقائه يلهون في البهو خارجا ، أطلق رشاش الماء على جسده المنهك و أسند دراعيه على الجدار يسترجع أحداث اليوم ، لقد كاد حقا يقضى عليه و على الفرقة ككل ، هو بدأ يستوعب مدى خطورة ما يقوم به ..

بدر إلى ذهنه ملامح هانا و هي قلقة عليه ، بطريقة ما أصبح اهتمامها به كأنجيلا يعذبه و يطرد النوم من عينيه ليلا ، أصبح جازما على شيء واحد ، عليه الرحيل في أقرب وقت ممكن ، لكنه لا يعلم ، هل ستكون بخير برحيل كل من جيمين و أنجيلا ..

غادر كل من جيمين و هانا صباحا إلى المدرسة كالعادة لكنهما وصلا متأخرين لأنهما يعلمان أنه لا حصص دراسية ، لم تكن المدرسة كباقي الأيام لأنها كانت مكتظة و تعج بالحركة هنا و هناك ، و السبب ، الأولمبياد التي ستجرى بعد ساعة فقط ..

في الجهة الأخرى حيث يستعد المتسابقون للسباق ، اقتربت سولجي من خط الانطلاق بعد أن أشار لهم المدرب بالاستعداد ، التفتت إلى يمينها لتحدق بالمتباريات الأخريات ، طالبات من مدراس أخرى نظراتهن عازمة على الفوز ، رفعت رأسها إلى المدرجات حيث حشود الطلبة و الأهالي يشجعون ، لمحت بينهم والدها جالسا ببرود ، يضع رجلا على الأخرى كما اعتاد أن يفعل حين يجلس على أريكته المفضلة و يمسك اللوح الالكتروني ، كان يتابع تحركاتها و كأنه يقيمها ، تعبير وجهه الجامد يزيد من توترها ..

صديقتي الوسيمةWhere stories live. Discover now