البارت الرابع عشر

1.3K 187 19
                                    

استقل كل من جيمين و هانا الحافلة جلسا قرب بعضهما كالعادة و الصمت يخيم بينهما ، وقفت الحافلة في محطة جيمين لكنه لم يتحرك من مقعده ، التفتت إليه هانا بذعر حين تحركت الحافلة :

- أنجيلا ! ..

أجابها مقاطعا كلامها و هو ينظر إلى الفراغ:

- سأرافقك ..

لم يضف جيمين كلمة على ما قاله لكونه يشعر بالإحراج ، اكتفت هانا بابتسامة ثم عادت لمراقبة الشارع عبر النافذة ..

عقد جيمين ذراعيه و استوى براحة على مقعده يمد قدماه كل منهما في جهة و قلب عيناه بضجر حتى وقعت على شاب يحدق به ، انتبه إلى جلسته الغريبة الخالية من أي علامة أنوثة ، ثم جلس معتدلا و هو يتذمر في أعماقه من قصر الزي المدرسي..

نزل الاثنان من الحافلة فتابع جيمين خطوات هانا بما أنه يدري أين يقع منزلها ، كانت تمشي شاردة الذهن صامتة هادئة ، لكن داخلها كان صاخبا ، الخوف من بداية الأسبوع يرعبها ، نطقت أخيرا بما يشبه الهمس بنبرة تحمل في طياتها التماسا للأمان :

- أنجيلا ..

- همم

- أنا .. لا أعلم .. كيف سأذهب يوم الإثنين إلى المدرسة ..

نظر إليها جيمين لثوان و هو يتابع تعابيرها الحزينة ، أراد أن يخفف عنها فتحدث مازحا و هو يمد قبضته :

- لا تقلقي ! أي شخص سيفتح فمه سأريه قبضتي !

اندفعت ضحكة من ثغرها بينما ابتسم جيمين حتى اختفت عيناه ، ثم تفاجئ بها تقفز لتلف دراعها حول رقبته و تقول :

- بالطبع لما علي القلق و أنا أملك صديقة قوية مثلك !

دقات قلب تتسارع و حرارة تكتسح جسمه ، شعور تولد في جيمين ما إن أحاطت هانا دراعها حول عنقه ساحبة إياه إلى الأسفل ، أبعدها برفق و قال بارتباك :

- ياا توقفي عن التعلق بي هكذا ليس و كأنك كوالا أو ما شابه ..

ضحكت بشدة ثم قالت :

- لكني أحببت الأمر بما أنك أطول .. أخبريني ما الذي تتناولينه لتكوني أطول هكذا ؟

*و أخيرا لقى حد يقوله انت طويييل T T *

نظر إليها بسرعة البرق و اتسعت ابتسامته و قال بسعادة :

- أرز ..

أشاحت بوجهها بعيدا بتعبير خائب و قالت :

- كنت أعلم أنك لن تخبريني بسرك ..

فجأة وقفت هانا عند تقاطع شارعين أحدهما يؤدي إلى مجمع سكني هادئ :

- حسنا .. لقد وصلت ..

صديقتي الوسيمةWhere stories live. Discover now