البارت الرابع و الثلاثون

1.3K 166 37
                                    


بينما هانا شادرة في أفكارها تحاول تتبع ذلك الشعور و إمساك طرفه لتسحبه من ذاكرتها و تكتشف هويته ، و كأنها تحاول استرجاع ذكرى ممحية من ذاكرتها ، قاطع جيمين شرودها حين أفلت يدها ليخرج محفظته من جيبه ، نظرت حولها لتكتشف أنها داخل محل ما و من شرودها لم تلاحظ متى دخلا ..

قالت بإحراج :

- آه لم يكن عليك أن ..

قاطعها قائلا :

- ماذا تريدين أن تأكلي ؟ لا اعتراض ..

ابتسمت بخجل و سرحت بنظرها بالقائمة الملصقة وراء العاملين ، ظلت نظراتها ثابتة على شيء واحد ذكرها بشخص تعزه ثم قالت بلطافة :

- سآخذ مثلجات ..

قهقه جيمين بخفة ليجعل قلب هانا يخفق بشدة ثم قال :

- لما لا تأخذين شيئا دافئا فالجو بارد ..

- في الواقع .. أشعر برغبة في تناولها دون أي شيء آخر ..

قالت هي بإحراج ليتذكر حين اشترى لها المثلجات في أول يوم لصداقتهما ، ثم قال للعامل :

- اثنان مثلجات من فضلك بنكهة الفراولة .. سنأخذها معنا ..

رفعت هانا رأسها تحدق به مندهشة من كونه طلبها بالنكهة التي تحب و دون أن يسألها حتى ، و بينما هي تتساءل في ذهنها إن كان خمن ذلك أم أنها نكهته المفضلة أيضا قال جيمين :

- آسف لأنه لا يمكننا تناولها هنا .. كما تعلمين .. لا يمكنني نزع قناعي..

- آآه لا لا بأس أوبا ..

طأطأ جيمين رأسه إثر السعادة التي يشعر بها كلما نادته هانا بأوبا بدل أنجي كما تعود ..

جلسا في إحدى المنتزهات العمومية التي كانت خالية ، أخفض جيمين قناعه بينما لا يزال يحتفظ بقبعته فوق رأسه ، كان يسرق نظرة من حين لآخر إلى هانا و هي تستمتع بتناول المثلجات ..

نظر إليها ليجد أنها لطخت خدها بالمثلجات دون أن تنتبه ، ابتسم و أخرج منديلا ورقيا من جيب معطفه ليقترب منها مفاجئا إياها بحركته تلك و قال :

- يا فتاة .. أنت حتى لست طفلة لتلطخي نفسك هكذا ..

كانت كلمات عفوية قالها جيمين دون وعي منه حتى لاحظ توسع حدقات عينيها السوداء ، فتوقف فجأة عما كان يفعله و كأنه انتبه لتوه لما قاله ، يبدو أن كونه أنجيلا طوال الوقت جعله ينسى أنه الآن جالس قربها بصفته جيمين و ليس صديقتها ..

تسارعت دقات قلبه خشية أن تكون هانا قد لاحظت الشبه و كشفت أمره ، فقال بعد أن ابتسم بارتباك بعد أن منحها المنديل :

- آسف .. يبدو أني فاجأتك .. لقد كان ذلك عفويا مني ..

- لا .. لا بأس ..

صديقتي الوسيمةWo Geschichten leben. Entdecke jetzt