البارت الثاني عشر

1.4K 202 19
                                    

وقفت هانا أمام جون بيول الذي بدأ الحديث فورا :

- في الحقيقة أعجبت بصديقتك حين رأيتها أول مرة ، لكن حين رأيتك رفقتها .. أحسست بأني أعرفك منذ وقت طويل سألت عنك و أخبروني أن اسمك هانا.. لديك اسم جميل .. لقد جذبت انتباهي .. و فكرت في التحدث إليك .. لن آخذ من وقتك الكثير كي لا تلحظ الفتيات وقوفنا معا . لا أريدهن إزعاجك .. لهذا .. هل يمكن أن نلتقي في مكان آخر ؟

- ها ؟

- ما رأيك بالقاعة المغطاة .. إنها مقفلة اليوم لكن يمكنني تدبر أمرها ، ما رأيك ؟

شعرت هانا بالتردد و نوع من الخوف ، هي لم تعتد على مثل هذه الأمور ، أو بالأحرى لم تعتد أن تسير الأمور بشكل جيد في حياتها هكذا ، تسلل إلى عقلها شعور ضئيل بالتحذير و أخذ الحيطة ، لكن صوتا خفيا طغى على إدراكها المنطقي و قام بحثها على عدم تفويت هذه الفرصة التي لم تمكن يوما لتحلم أنها ستصبح حقيقة ، في النهاية هي فتاة و تستحق أن تعيش تجربة حب جميلة كما يفعل الجميع ، ربما رأى فيها ما لم يره الآخرون ، ربما رآها مميزة حتى و إن لم تكن بذلك الجمال ، شعرت للحظات بالثقة في نفسها و اندفعت وراء مشاعرها ، أجابته أخيرا بخجل و هي تتجنب النظر إلى عينيه :

- حسنا ..

بدى جون بيول سعيدا :

- رائع .. إذن لنلتقي في الرابعة بعد انتهاء الصفوف .. حسنا ؟

- حسنا ..

- جيد سعيد لأنك قبلت .. أراك لاحقا .. يا جميلة

ابتسم ثم لوح لها و غادر راكضا إلى دراجته ، بينما ظلت هانا واقفة مكانها غير قادرة على التصديق و لا تزال غارقة في سحر جون بيول ، أحست أن المفرقعات و الألعاب النارية تنفجر في صدرها ، كانت تشعر أنها ما بين الحلم و اليقظة ، لا تزال غير مدركة لما حصل قبل دقائق..

اقترب منها جيمين و فرقع أصابعه أمام وجهها ليوقظها قائلا :

- ماذا قال لك ؟

نظرت إليه بتعبير فارغ و قالت غير مصدقة :

- طلب مني أن نلتقي بعد انتهاء الصفوف ..

اكتسحت فجأة ابتسامة عريضة وجهها و كأنها قد استوعبت للتو ما قالته ، ثم غطته بكلتا كفيها و هي تقفز بحماس ، أطلق جيمين ضحكة استهتار غير قادر على شرح شعور الانزعاج الذي يخنق حلقه و قال :

- لا تقولي أنك وافقت !

- بالطبع .. كيف لي أن أرفض ! أم .. هل ربما أنت معجبة به ؟ إذا كنت كذلك فقط أخبريني و سأرفض رؤيته .

- لا تقولي أشياء مثيرة للاشمئزاز كهذه أنا أكره حتى سماع اسمه ..

سار جيمين متجاهلا هانا التي توسعت عيناها غير مستوعبة لردة فعل جيمين ، ركضت بخفة لتلحق به ، كانت تمشي قربه تحاول استدراك خطواته السريعة و قالت و هي تتابع تعابير وجهه :

صديقتي الوسيمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن