-لالالا، انت كده بتكلم صح!

وأضـــاف أخر متسائلاً بضيق:

-ليه كده يا حاج فتحي؟ الأستاذ مغلطش!

بينما عاتبه ثالث بجدية:

-مايصحش يا حاج فتحي، دي بنتك بردك!

رد الحاج إسماعيل قائلاً بضجر وقد زاد عبوس وجهه:

-لا في دي غلطان خالص!

شعر فتحي أن الدائرة تدور عليه من جديد، فصاح بعصبية:

-انتو هتعوموا على عومه؟ كتب كتاب إيه ده اللي بيتكلم عنه، ده.....

رفع منذر سبابته أمام وجهه مقاطعًا إياه قبل أن يتمادى في كلامه اللاهي، ومحذرًا بشراسة مخيفة وقد تشنجت تعابير وجهه:

-عنـــــــــــــــدك! كلمة غلط زيادة ومش هايحصل طيب، اللي بتكلم عنها هتبقى مراتي، وشرفها خط أحمر، واللي يمسه يبقى حكم على نفسه بالموت، ومالوش دية عندي!

ارتجف الأخير من طريقته المهددة بالهلاك الحتمي، وابتلع ريقه بتوجس شديد، احتقن وجهه بحمرة مغتاظة، وجاب بنظراته سريعًا على أوجه الحاضرين، فتأكد أن غريمه قد نجح ببراعه في استدراجهم إليه، وانقلب الوضع لصالحه.

تأكدت أسيف في تلك المرة تحديدًا أن نجاتها من تلك المذلة اعتمدت عليه كليًا رغم صدمتها بما قاله، لكنه أنقذها من إهانة لن تمحى أبدًا من عقلها، زاغت أبصارها نحو الحاج إسماعيل حينما هتف قائلاً:

-اهدى يا أستاذ منذر!

حرك منذر رأسه ناحيته ليتابع بنبرة موحية:

-أنا جاي بأخويا النهاردة، وعيلتي بقيتها في الطريق عشان نرتب المواعيد، وأظنك عارفهم كويس يا حاج إسماعيل، اتفضل قولهم هما عاملين ازاي!

تنحنح بخشونة موجهًا حديثه للحشد المتواجد حولهم:

-دول ناس محترمين، أضمنهم برقبتي!

هتف زكريا قائلاً بحرج:

-حصل خير يا بني، معلش احنا محقوقينلك! العتب علينا!

رد عليه منذر بقسوة متعصبة:

-لأ، كلكم محقوقين ليها مش ليا أنا!

ثبت أنظاره عليها مرسلاً لها إشارات ضمنية لتطمئن في حضرته، وشردت هي في عمق عينيه الحمراوتين من الانفعال متابعة باستسلام تام حديثه المهدد:

-واللي يزعلها بحرف يبقى وقع معايا أنا!

التفت الحاج إسماعيل ناحية أسيف قائلاً بنبرة محرجة:

-انتي بنتنا، والشيطان أعوذو بالله منه بيوقع الناس في بعض! حقك علينا يا بنت الغاليين!

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Место, где живут истории. Откройте их для себя