الفصل الثاني والأربعون - الأخير - جزء ثاني

55.2K 2.6K 469
                                    

الفصل الثاني والأربعون ( الأخير – جزء ثاني ) :

لاحقاً ، قضت سابين أول شهر عقب ليلة زفافها بصحبة الصغيرة جينا بعد أن تغيب زوجها مسعد في مهمة سرية وطارئة ..

أشفقت صفية عليها لكونها عروس لم تحظَ بالسعادة مع زوجها ، وظنت أنها حسدت ابنها وتمنت له الشر خاصة بعد ابتعاده مجبراً عن زوجته ، فحاولت تعويضها مؤقتاً عن غيابه بمعاملتها بالحسنى ، واكتشفت أنها كانت مجحفة بحقها ، فهي شابة طيبة وخلوقة ، لا تحمل في قلبها ضغينة لأي أحد.

شعرت سابين خلال تلك الفترة بالجو الأسري الحقيقي ، وبالدفء العائلي واستطاعت أن تتأقلم بسهولة وسط عائلتها الجديدة. وانتظرت بتلهف عودة زوجها إلى أحضانها.

وبالطبع لم يختلف حاله عنها ، لقد كان يحترق شوقاً للعودة إليها ..

نداء الوطن منعه ، ومع ذلك تعهد لها بتعويضها عما فات بأجازة مميزة لن يقاطعهما فيها أي أحد.

..............................

تعلمت سابين قواعد الطهي من السيدة صفية ، وعاونتها في إعداد الكثير من الوجبات الشرقية الأصيلة.

انتهت هي من تجهيز ( الملوخية ) ، وأخرجت شهقة رقيقة وهي تلقي بباقي وصفتها بداخل الوعاء ، فنظرت لها صفية بتعجب ، وهتفت قائلة :

-زعقي شوية وانتي بتشهقي عشان تطلع حلوة وتربط !

ردت عليها سابين بنعومة :

-اوكي

استمعت كلتاهما لصوت قرع الجرس ، فلكزت صفية زوجة ابنها في ذراعها آمرة إياها بجدية :

-روحي شوفي مين على الباب ، ولو بتاع الزبالة قوليله يستنى !

أومــأت سابين برأسها بإيماءة خفيفة ، ثم ولجت خـــارج المطبخ وهي تجفف يديها في المنشفة القطنية الصغيرة.

فتحت الباب غير متوقعة وجود زوجها الغائب أمامها.

اتسعت مقلتياها بصدمة ، وانفرجت شفتاها بسعادة ظاهرة ..

هتف مسعد قائلاً :

-وحشتيني يا غالية !

تهدجت أنفاسها ، ونهج صدرها صعودهاً وهبوطاً ، وألقت بنفسها سريعاً في أحضانه قائلة بتلهف :

-موســـأد ، miss you so much ( افتقدتك كثيراً ) ، وهشتني ( وحشتني )

ضمها بقوة إليه ، ورد عليها بإشتياق :

-مش أكتر مني يا صابرين !

صاحت صفية متساءلة بصوت عالٍ وهي تتجه للصالة :

-مين يا سوسو ؟

تنحت سابين للجانب لتكشف عن وجود مسعد ، فارتخت أسارير والدته ، وصاحت بصدمة وهي تسرع في خطواتها نحوه :

دواعي أمنية مشددة ©️ كاملة ✅Kde žijí příběhy. Začni objevovat