الفصل الثالث عشر

34.3K 1.5K 79
                                    


الفصل الثالث عشـــر :

خيم الحزن على جميع من في الوحدة العسكرية بعد إعلان خبر وفاة الفريق ضياء .. ذلك الرجل الذي أسس التشكيل القتالي ودعمه بكل قوة ليثبت كفاءته ، ونجح في تحقيق هذا ..


لم يتخيل أحدهم أن يتركهم قائدهم المحبوب فجأة ، أن يسبقهم الموت إليه ، ويلاقي ربه بدعوات صادقة من القلب ..

بكوا بحزن كبير على فراقه ، وتسابقوا في حمل جثمانه .. وتوجهوا به إلى مدافن العائلة ليوارى الثرى ...


إنهارت سابين مصدومة حينما تلقت الخبر .. بقيت في سكنها صامتة شاردة ..
نعم ؛ تعقدت اﻷمور كثيراً معها ، وأصبح وجودها في الوحدة العسكرية مهدداً .. بل رحيلها صار مُلزماً ، فإن لم يكن اليوم سيكون غداً ..
تشوش تفكيرها ، وأخذت تعيد حساباتها من جديد ..
فكرت بمهاتفة مكتب حماية الشهود واللجوء إليه ، ولكنها خشيت من اكتشاف مكان تواجدها قبل موعد المحاكمة .. وبالتالي سيهدد حياتها ويضعها في موقف خطر ، وهي لا تريد تكرار تلك التجربة .. أن تعرض من معها أو قريب منها للموت والتهديد بالقتل .. خاصة إن كان ذلك الشخص هو من أصبحت تثق فيه وحدث نوع من اﻷلفة بينهما ...


تنهدت بحزن ، وشردت لتفكر جيداً في حل ﻷزمتها الراهنة ....

..................................

عاد مسعد وباسل إلى الوحدة بعد دفن الفريق ضياء ... وجلسا في مكان شبه خالي.
بقيا كلاهما صامتين لبرهة ، عاجزين عن التفكير .. فلا أحد يعرف بهوية سابين الحقيقية ، ولا بسبب تواجدها ..
زفر مسعد بضيق .. وأرجع ظهره للخلف ، ثم شبك كفيه خلف مؤخرة رأسه ..
نظر له باسل بنظرات ثابتة ، وسأله بهدوء :
-
هنعمل ايه ؟

أخذ مسعد نفساً عميقاً ، وزفره ببطء ، ثم أجابه بإمتعاض :
-
مش عارف .. أنا دماغي مشلولة !

تابع باسل قائلاً بنبرة حزينة :
-
مكونتش أتخيل ان الفريق ضياء هايموت فجأة كده!

رد عليه مسعد بإقتضاب :
-
عمره !

أكمل باسل قائلاً بنفس النبرة المتأسفة :
-
ايوه .. ربنا يرحمه ، حقيقي كان راجل محترم وانسان خلوق

بينما أضاف مسعد بآسى وهو يغمض عينيه :
-
يا رب ويصبر أهله

حل الصمت مجدداً بينهما إلى أن قطعه باسل قائلاً بجدية وهو مسلط أنظاره عليه :

-مسعد ! احنا محتاجين نشوف صرفة في موضوع سابين !!!

أرخى مسعد ذراعيه ، وفرك طرف ذقنه بحركة ثابتة ، ثم رد عليه بخفوت :
-
ايوه ، صابرين ! حظها نحس !!

دواعي أمنية مشددة ©️ كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن