الفصل السادس والعشرون

35.7K 1.5K 115
                                    


الفصل السادس والعشرون:

اطمأنت عائلة مسعد هاتفياً على حال ابنتهم الصغيرة إيناس ، وكذلك على سابين – ظناً منهم أنها رفيقتها الأجنبية وبالطبع كانت معها خلال الأحداث المؤسفة – وتنفسوا الصعداء لكونهما بخير ولم يصبهما مكروه .. ولم يهتموا برحيل الأخيرة ، فالأهم عندهم هو سلامة ابنتهم ..

وأبلغهم مسعد مدعياً بأن سبب رحيلها المفاجيء هو إصرار عائلتها على عودتها حتى تهدأ الأمور ..

وبالرغم من هذا كان هو على عكسهم تماماً ، فسيطرت عليه حالة حزن جلية ..

فرحيلها برفقة أولئك الرجـال تاركة إياه في حالة تخبط ، قد أحدث في نفسه فجوة عميقة ، وفراغ كبير ..

تمنى لو لم يقابلها أو يحبها أو حتى يخفق قلبه لأجلها كي لا يعاني حينما تحين لحظة فراقها المحتومة ..

لكن ما لأحد من سيطرة على فؤاده أو مشاعره ...

...................................

ولأن البناية تحولت بأسرها إلى ساحة جريمة ، فتم منع أغلب السكان من الصعود إلى منازلهم حتى ينتهي المعمل الجنائي من مهامه كليةً ، لذلك اضطر مسعد أن يذهب مع باسل ، وبالطبع كانت أخته الصغرى تجلس بالمقعد الخلفي متذمرة من تحكمات رفيقه الغير مبررة بها ..

هي مازالت على ظنها به .. متسلط جارح للمشاعر غير مكترث بالأخرين .. دوره في الحياة فقط هو تثبيط العزائم وإهانة غيره والتحقير من شأنه ..

قررت في نفسها ألا تعيره الانتباه ، وأن تهتم بما يخصها فقط ، فأمثاله لا يستحقون سوى ما يليق بهم ..

................................

لم يغبْ عن مخيلة سابين نظرات مسعد العميقة المليئة بالحزن وهو يودعها .. تلك النظرات التي اعتصرت قلبها آلماً ، وجعلتها تشعر بوخزات حادة في صدرها ...

لم تظن أن وجوده القليل في حياتها سيحدث كل هذا التأثير الكبير عندها ..

هي لا تملك زمــام أمرها الآن لتقرر البقاء معه ، لكن عليها أن تنهي ما بدأته .. فأمور كثيرة على المحك بسبب تلك القضية الشائكة ...

وها قد أوشكت النهاية ....

.............................................

لمح باسل تلك العبرات التي يحاول رفيقه تخبئتها ، فأراد أن يهون عليه الأمر ، فمازحه قائلاً :

-شكلك لما هتبقى عريس هتعيط ليلة فرحك ، اه والله !

التفت له مسعد ونظر له من طرف عينه بنظرات شبه خاوية ، فتابع باسل متساءلاً :

دواعي أمنية مشددة ©️ كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن