الفصل التاسع والعشرون - الجزء الأول

29.5K 1.5K 99
                                    


الفصل التاسع والعشرون ( الجزء الأول ) :

أبطأ مسعد السيارة حينما أوشك على الاقتراب من البناية القاطن بها باسل .. وظل يتفقد الطريق بحرص حتى يتجنب التصادم مع أي سيارة ، خاصة أن مساحة الطريق كانت ضيقة للغاية .

ورغم الهدوء الحذر الواضح على وجه إيناس ، إلا أن روحها كانت مشتعلة من الداخل ..

فنيران كرهها له لم تهدأ ، بل كانت دوماً مستعرة لكنها لم تظهر هذا لأحد .. حتى الأقرب إليها لم يشعروا بما كانت تعانيه ..

أوقف مسعد السيارة ، والتفت برأسه للجانب ليرمق جميع أفراد عائلته بنظرات شمولية وهو يقول :

-انزلوا انتو هنا ، وأنا هاشوف راكنة قريبة للعربية واحصلكم

أشـــار له والده بيده وهو يقول :

-طب ما تركن قصاد الجراج ده ، أو عندك عربية باسل محدش آآ...

قاطعه مسعد قائلاً بجدية :

-يا بابا مش عاوزين مشاكل مع حد ، خلينا نركن في أي حتة وخلاص ، مش هاتفرق كتير ..

رد عليه أبيه بصوت جامد :

-اللي يريحك !

ثم أومىء برأسه لزوجته وهو يضيف :

-يالا يا صفية ، تعالي يا إيناس

أجابته زوجته قائلة بنبرة شبه مرهقة :

-حاضر .. احنا مجناش هنا قبل كده ، هانعرف بيته ازاي ولا آآ...

قاطعها مسعد بهدوء :

-إيناس جت معايا قبل كده مرة ، وعارفاه ، صح ولا نسيتي ؟

ردت عليه إيناس بتأفف :

-أها ! مش ناسية مكانه

هتف اللواء محمد بنفاذ صبر :

-طب انجزوا ، وبلاش عطلة اكتر من كده !

وبالفعل نزل الثلاثة من السيارة متجهين نحو مدخل البناية ، بينما تابعهم مسعد بنظراته حتى اختفوا بالداخل ، فتحرك بالسيارة باحثاً عن مكان شاغر ليصفها فيه ..

لمح سيارة أخرى تأتي من الطرف المعاكس تحاول المرور ، فأزاح سيارته إلى أقصى الجانب ليعطي قائدها أكبر مساحة ممكنة لكي يمر دون أن يحدث أي تصادم بينهما أو احتكاك ..

ونجح في مسعاه ، ولكنه تفاجيء بشبحها يمر بجواره ..

فخفق قلبه بصورة مباغتة ، وتسارعت دقاته فجــأة ، وتصلبت حواسه بالكامل للحظة ..

أفاق من صدمته القوية سريعاً ، والتفت برأسه للجانب ليتأكد من صحة ما رأى ..

لقد كانت هي .. حبيبته – سابين - التي لم ينساها للحظة ..

دواعي أمنية مشددة ©️ كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن