الفصل الثالث والعشرون - الجزء الثاني

38.1K 1.6K 93
                                    

الفصل الثالث والعشرون ( الجزء الثاني ) :

في المشفى العسكري ،،،

انتهى الطبيب من تقطيب جراح إيناس بغرفة الطواريء بعد أن أوصلها أخيها " مسعد " إلى هناك ، وأكملت الممرضة تضميده ..
تفقد حالتها بحرص واضح ليتأكد من عدم وجود أي توابع أخرى ، أو مضاعفات جانبية ، وتعجب من حالة الهلع والفزع البادية على عائلتها ..

بل ما أثار استغرابه حقا هو كم التوصيات الخارجية من أجل الإعتناء بها .. وخرج بعدها وهو يرسم على ثغره ابتسامة دبلوماسية مجاملة مردداً :
-
المريضة بخير .. مافيش داعي للقلق ده كله !

تساءلت صفية بتلهف وهي تحاول التماسك والصمود :
-
بنتي فاقت ؟ طمني عليها الله يكرمك يا بني

أجابها الطبيب بثبات :
-
هي بخير !

أضافت سابين قائلة بنبرة متعاطفة وهي عابسة الوجه :
-
أتمنى تكون افضل ( hope she is okay)

تساءلت إسراء مستفهمة وهي ترفع حاجبيها للأعلى :
-
أومال ايه التخاريف اللي كانت بتخطرف بيها طول السكة ؟

ابتلع باسل ريقه عقب عبارتها اﻷخيرة ، فقد خشي أن تكون إيناس قد تفوهت بشيء ما في حالتها الغير واعية يشير إليه بدون قصد ...
بدى وجهه شاحباً للغاية ، وكذلك كانت نظراته موحية بوجود خطب ما .. ورغم ما يعتريه من مشاعر مختلطة ما بين خوف وندم وقلق وفزع إلا أنه كافح للحفاظ على رباطة جأشه أمام المتواجدين ...

خرج هو من حالة شروده المؤقتة على صوت الطبيب وهو يتابع بصوت هاديء :
-
ده طبيعي ..من اثر الصدمة !

أردف والدها قائلاً بصوت شبه متحشرج :
-
قدر ولطف

بينما عقب عليه مسعد بصوت حزين :
-
ربنا يسترها

-أنا عاوزة أشوف بنتي وأطمن عليها
هتفت بها صفية بنبرة شبه باكية وهي تمسح وجنتها المبتلة بظهر كفها المرتعش ، فرد عليها الطبيب بهدوء :
-
كلكم هتشوفها ، ننقلها بس أوضة عادية وتطمنوا وتقدروا كمان تاخدوها ﻷن الموضوع مش خطير !

تنفس الجميع الصعداء بعد عبارته اﻷخيرة وتبدلت أوجههم العابسة إلى أخرى متفائلة ومطمئنة ، و كان أكثرهم إرتياحاً هو باسل ...

...............................

في مكان ما بولاية أوهايو ،،،

أسند الرجل الغامض كأسه بعد أن فرغ من شرب محتواه المُسكر ، والتوى ثغره بإبتسامة شيطانية وهو يقول :

-اذن ما هي إلا ساعات وأنتهي تماماً من هذا الكابوس !

رد عليه رجله الخاص بثقة :

دواعي أمنية مشددة ©️ كاملة ✅Where stories live. Discover now