الفصل الثالث والعشرون - الجزء الأول

33.8K 1.5K 76
                                    


الفصل الثالث والعشرون ( الجزء الأول ) :

تجمدت ساقي إيناس في مكانها مذعورة حينما التفتت مصادفة للخلف لترى باسل محدقاً بها بنظرات نارية متأججة ..
قفز قلبها في قدميها ، ودبت إرتجافة قوية في أوصالها ..
إحساس قوي بالانتقام المهلك منه سيطر عليها ..
يكفيه نظراته النارية المسلطة عليها لتعرف أنها نزعت فتيل قنبلة غضبه اللا محدود ..
ازدردت ريقها الذي جف بصعوبة بالغة .. وهمست بنبرة مرتجفة وهي تقول بتلعثم :
-
أنا .. أنا كنت باشوف ..آآ.. القلم ... آآ

لم تستطع إكمال جملتها الغير مفهومة ، وتلفتت حولها بذعر محاولة إختلاق أي عذر للنجاة بنفسها من بطشه ..

تابعت بإرتجافة أكبر في نبرتها وبرعشة واضحة في جسدها :
-
كان في .. آآ.. فار ... آآ.. ﻷ قصدي كلب .. ب.. آآ بينط على عربيتك ، ف..آآ.. فكنت بأهشه بالطوبة !

لم يعلق على ما قالته ، ولكنها شعرت بنيرانه المحتقنة التي توشك على إحراقها حية إن لم تفر اﻵن من أمامه ..

أضافت قائلة بتوجس شديد :

-مــ.. مجاتش الطوبة فيه ، فــ..آآ.. فالإزاز ادشدش !


أخفضت بصرها لتتجنب نظراته المهددة ، فرأت القلم الحبري في يدها المرتعشة ، فرفعته عفويا للأعلى ، وهتفت بصعوبة وهي تجاهد للسيطرة على حالة الذعر المتمكنة من خلاياها :
-
خد .. آآ.. خد القلم ده .. آآ .. آآ.. أنا مش عاوزاه !

ثم مدت يدها به نحوه وهي تنظر له بنظرات زائغة ..
كان كالصنم أمامها لكن قست ملامحه بصورة بائنة ..
لم يشعر بمثل ذلك الغضب في حياته من قبل .. هي تأجج به مشاعراً مختلفة بين النقيضين في لحظة واحدة ..

قاتل هو بأقصى طاقاته لكبح عصبيته قبل أن تثور في وجهها وتدمرها ...

وبلا لحظة أخرى من التأخير ، ألقت هي بالقلم الحبري على الرصيف ، وتراجعت بخطوات متعثرة للخلف متحاشية الاقتراب المهلك منه ..


هتف بها بصوت خالي من الحياة دون أن تطرف عيناه :
-
استني عندك !

لم تستطع الامتثال لآمره الحاد فهي تعلم ما سيحدث لها من خطر رهيب إن ظلت باقية في مكانها .. وفكرت في الركض هرباً منه .. وبالفعل حسمت أمرها ونفذته بلا تردد حيث انحرفت للجانب لتتمكن من الالتفات حوله ، وتجاوزته وركضت بأقصى سرعة للأمام ...

صاح بها باسل بصوت متشنج وهو ينظر لها مدهوشاً من هروبها :
-
إيناس !

خفق قلبها بقوة من صوته المحتقن ... ولم تستطع النظر إليه وأكملت ركضها ..
ولكن في نقطة ما ، التفتت برأسها للخلف – في حركة عفوية منها – لتتأكد من أنه لا يتبعها ، ولم تأخذ حذرها من عمود لوحة الإعلانات المثبت على الرصيف .. فارتطمت بحافته المدبدبة بعنف قوي .. وكان النصيب اﻷكبر من الصدمة المؤلمة في جانب رأسها ...
ترنح جسدها بإهتزازة صريحة ، وسقطت على الارضية الحجرية من أثر الضربة ..

دواعي أمنية مشددة ©️ كاملة ✅Место, где живут истории. Откройте их для себя