الفصل الثاني والعشرون

35.9K 1.6K 175
                                    


الفصل الثاني والعشرون :

في منزل مسعد غراب ،،،


اتسعت حدقتي إيناس في صدمة واضحة ، وارتفع حاجبيها للأعلى في ذهول بائن حينما رأت باسل يجلس قبالتها ..

وسريعاً تحولت تعابير الاندهاش إلى تعابير غاضبة ومحتدة ..
حافظ هو على برود أعصابه ، وتفوس فمه بإبتسامة مغترة وهو يطالعها بنظراته الثابتة الواثقة ، ثم استرخى في جلسته بأريحية تامة ، ووضع ساقاً فوق اﻷخرى ليثير استفزازها أكثر

، وأردف قائلا ببرود وكأنه لم يرتكب شيئاً بحقها :
-
أخبارك ايه دلوقتي ؟

اشتعلت عيناها ، وكزت على أسنانها بحدة وهي تجيبه بإنفعال خافت :
-
انت لسه قاعد ، لأ وكمان بتسأل عاملة ايه ؟!

رمقته بنظراتها المحتدة ، وتابعت بنبرة شبه مهينة :

-بجد انت آآ...

وقبل أن تكمل جملتها قاطعها قائلاً بنبرة محذرة وهو يشير بعينيه :
-
لو هتغلطي فيا ، يبقى أحسنلك تلمي لسانك !

احتقن وجهها بحمرة غاضبة ، هو تعمد إيذائها ، وها هو يُملي شروطه المهددة عليها ، وهتفت من بين أسنانها بغيظ وهي تقبض على مسند الأريكة بقبضتها :
-
انت مش شايف عملت فيا ايه ؟!!

ابتسم لها ببرود هاديء ، فتعصبت أكثر ، وأكملت بتهكم ساخط :

-وكل ده عشان كنت لابسة فستان وعاوزة أحضر عيد ميلاد أخويا !!


لم يجبها .. بل جمد تعابير وجهه ، وأبعد نظراته عنها كي لا ترى فيهما اهتمامه الواضح بها ، فلا يصح مطلقاً في هذا التوقيت أن يبوح لها بما يكنه من مشاعر نحوها ..

هو عاهد نفسه على أن يظل ملازماً لها حتى تنضج أكثر ، فيتمكن وقتها من الإفصاح عن إحساسه تجاهها ..

أغاظها أسلوبه المتحكم بها .. هي لا تخصه في شيء ،وهو يقف لها بالمرصـــاد على ما تفعله حتى وإن كان عادياً ..

حضرت إسراء وهي تحمل في يدها كيساً مليئاً بمكعبات الثلج وصاحت بجدية :
-
خدي يا نوسة .. حطي ده على دقنك عشان الورم يخف شوية !

لم تحد إيناس بعينيها عن باسل وهي تتناول الكيس من أختها الكبرى ، لكن من يتأملها بنظرات دقيقة سيرى تعابير الغضب المنذرة بإنفجار وشيك ..

وجهت إسراء حديثها لباسل قائلة بمرح :
-
والله انت مأنسنا ومشرفنا يا باسل ، نتعبلك ان شاء الله يوم فرحك !

ابتسم لها مجاملاً وهو يرد بهدوء :
-
ان شاء الله

سألته إسراء بفضول وهي تهز حاجبها قليلاً :
-
على كده مافيش حاجة كده ولا كده يا باسل ؟!

دواعي أمنية مشددة ©️ كاملة ✅Where stories live. Discover now