الفصل الثالث والثلاثون

31K 1.4K 138
                                    


الفصل الثالث والثلاثون :

ترجلت إيناس من سيارة أخيها بعد أن أوقفها على مقربة من الطريق المؤدي إلى بوابة كليتها ..

لوحت له بيدها شاكرة إياه على إيصالها ، وتحركت في اتجاهها ..

ولجت للداخل وهي تفكر فيمن تستعين به لتلبية مطلب مسعد ، ولكنها تسمرت في مكانها فجــأة حينما رأت وائل أمامها ..

تجهمت قسمات وجهها ، وضيقت نظراتها لترمقه بحدة وهي تقول بجمود :

-خير يا وائل ؟ في حاجة ؟

-مين ده يا إيناس ؟!

سألها وائل بعصبية قليلة وهو ينظر لها بإحتقان واضح

استشاطت غضباً من تدخله في أمورها الخاصة ، وتلون وجهها بحمرة مغتاظة ، وصاحت فيه بإنفعال :

-وانت مالك ؟ دي حاجة متخصكش

أخذ وائل نفساً عميقاً وحبسه في صدره للحظة ، ثم أطلقه دفعة واحدة ليستعيد هدوئه ، فلا حاجة به للتعصب الآن ، وإلا أفسد معها الموقف ، ورد عليها بعتاب خفي :

-يا إيناس انتي بتعامليني كده ليه ؟ والله أنا آآ...

قاطعته قائلة بغلظة وهي ترفع كفها أمام وجهه :

-أنا مسمحلكش ! في حدود للتعامل بينا ، وأظن انت عارف ده كويس !!!!

أخفض رأسه يئساً ، وتهالك كتفيه وهو يتابع بإحباط :

-حرام عليكي ، بجد أنا نفسي تسمعيني وتديني فرصة أعبرلك عن آآ...

قاطعته مجدداً بصرامة وقد زاد وجهها عبوساً :

-من فضلك ، أنا مش بأحب الطريقة دي !

تنهد مستسلماً لطلبها ، ورد عليها بهدوء :

-ماشي ، حاضر ، هاعمل اللي انتي عاوزاه ، بس ممكن تقوليلي مين الاستاذ اللي وصلك ده لو مافيهاش إساءة أدب ؟!

نفخت بصوت مسموع ، وأشاحت بوجهها للجانب دليلاً على عدم تقبلها لتدخله السافر فيما يخصها ، ثم نظرت إليه بقسوة وهي تجيبه على مضض :

-شوف يا وائل عشان دماغك بس متوديش وتجيب ، وعشان أحط حد لأي حاجة وحشة ممكن تفكر فيها !

-أنا آآ..

منعته من إتمام جملته قائلة ببرود :

-من فضلك سيبني أكمل ، وبالمرة ترتاح وتريح نفسك مني ، ده أخويا مسعد ، كان مسافر برا ولسه راجع ، والطبيعي إنك هاتشوفه كتير لأنه كل ما هايكون فاضي هيرحمني من عذاب المواصلات الصبح وهيوصلني ! تمام كده ولا في أسئلة تاني ؟

دواعي أمنية مشددة ©️ كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن