17ج1

10.2K 319 1
                                    

الفصل السابع عشر "ج1"

وقع قلبها بين قدميها عندما رأته يغمض عيناه..ظلت تدفعه برفق وجسدها كله يرتجف من الرعب وهتفت قائلة:يوسف..يوسف
لم تنتبه للسكين الذي كانت تتكأ عليه الا عندما جرح يدها..تأوهت بصوت مسموع وهي تحاول النهوض لعلها تخرج من هنا ولكن خانتها قدميها ولم تستطيع الوقوف..في تلك اللحظة وجدت رجال الشرجة يحاصرونها من كل ناحية..انسابت دموعها بآلم واحد رجال الشرطة جذبها من معصمها لتقف..كانت في حالة صدمة لا تستطيع ان تتحدث..استسلمت للامر الواقع ،اركبها الرجل السيارة وهي تحاول ان تفيق من صدمتها ولكن كيف..فهي الان متهمة بقضية قتل لرجل لم تراه في حياتها سوا مرتين..
****

في لندن كانت تقف في شرفة منزلها القديم..تمسك هاتفها وتحاول ان تهاتف ايمي ولكن دون جدوى..تريد ان تخبرها انها سافرت بالامس ولم تستطيع ابلاغها..لابد ان ايمي قلقه عليها الان..عندما جاءها نفس الرد"الهاتف مغلق"قررت ان تهاتفه لكنه الوحيد الذي تستطيع ان تصل اليه الان..
****

مازالا في منزل سمير..فمنال اصرت ان يتناول عماد العشاء معهم..جلس في حديقة المنزل مع زوجته بعد ان خلد زياد للنوم..نظرت اليه قائلة بابتسامة:عارف نفسي يكون عندي بيبي صغير نلعب بيه
رفع احد حاجبيه قائلا:نلعب بيه!! لا انتي فاهمه الموضوع غلط اسمها نربيه
ضحكت منه قائلة:مش مهم المهم انه يكون في بيبي بتاعي
ابتسم عماد وهي يضمها قائلا:وماله نجيب بيبي هو انا اكره
ضحكت منه وابتعدت عنه عندما سمعت رنين هاتفه..امسك الهاتف وعقد حاجبيه بعجب فقالت هي:مين؟
عماد:رقم من لندن
منه:طب ما ترد
اجاب عماد بهدوء:الو
جاءه صوتها قائلا:عماد انا رضوى
نظر تلقائيا لمنه التي تنظر له بتساؤل وكاد ان يتحدث ولكن قاطعته رضوى قائلة:منه عندك
عقد حاجبيه قائلا:ايوا ليه
رضوى:طب بعد اذنك عايزة اكلمها
تردد عماد قليلا ثم مد يده بالهاتف لمنه قائلا:رضوى عايزاكي
ابتلعت منه ريقها..واخذت منه الهاتف بتردد..لا تعرف كيف ستكلمها فهي علمت منذ قليل ان تلك الفتاة تحب زوجها..نفضت تلك الافكار عنها وتذكرت فقط انها رضوى..صديقة شقيقتها والتي كانت تعتبرها مثل ايمي تماما..اجابت بهدوء:ازيك يا رضوى
رضوى عبر الهاتف:الحمدلله ازيك انتي
منه:كويسة
رضوى:اسفه اني اتصلت على موبايل عماد بس ملقتش معايا غير
منه بنفاذ صبر:ولا يهمك
رضوى:ممكن اطلب منك طلب
منه:اطلبي
رضوى:انا حاولت اكلم ايمي بس موبايلها مقفول ممكن لو عرفتي توصليلها تقوليلها اني سافرت امبارح بالليل عشان لازم حد فينا يكون موجود في المركز وملحقتش اقول لها..
منه:حاضر اول لما تيجي هقولها
رضوى:شكرا بوسيلي زياد وسلميلي على طنط وعمو
منه:الله يسلمك
اغلقت الخط ونظرت لعماد الذي كان يراقبها بتوجس عادت للجلوس مرة اخرى فسألها:كانت عايزاكي في ايه
منه:عايزاني اقول لايمي انها سافرت امبارح بالليل
لم يعقب عماد فاكملت بتساؤل:كنت عارف
عقد حابيه بعدم فهم وقال:عارف ايه!
منه:انها مسافرة
عماد:اه قالتلي انها هتسافر بس مقلتليش امتى
منه:طيب
اقترب منها عماد وهمس وهو يغنز لها:سيبك خلينا احنا في موضوع البيبي عايزة كام واحد
ابتسمت بخجل وضربته بقبضتها على كتفه قائلة:قليل الادب
ضحك عماد قائلا:انا مالي مش انتي اللي عايزة بيبي
ضحكت وهي تعانقه قائلة:مش عايزة خلاص
****
كان يدور بسيارته في اماكن كثيرة..يبحث عنها ويكاد ان يفقد قلقه من كثرة القلق..رن هاتفه فاجاب دون ان ينظر للاسم:الو
جاءه صوت رجولي قائلا:طارق بيه انا المقدم آسر الراجي
عقد طارق حاجبيه قائلا:اهلا آسر باشا خير
آسر:حضرتك تعرف دكتورة ايمان سمير
طارق بقلق:ايوا مالها في ايه
آسر:هي موجودة عندي في قسم "......"
اوقف طارق السيارة بقوة فاصدرت صوتا عاليا وهتف:ايه!!! طب انا جاي حالا
اغلق الخط واخرج رقم عماد واتصل به وهو يدير محرك السيارة..كان خائفا ان يكون قد اصابها مكروه..ويفكر ماذا حدث لتكون هناك..قاطع افكاره صوت عماد فسأله بسرعة:انت فين؟
عماد عبر الهاتف:انا مع منه عند باباها
طارق:هات احمد وتعالى بسرعة على قسم "...." ومتقلوش لحد انتوا رايحين فين
عماد:في ايه ياطارق
طارق بحده:اخلص ياعماد لما تيجي هتفهم
اغلق الخط واكمل طريقه للقسم بينما ذهب عماد بعد ان اخبر منه ان طارق يريده في شئ هام..هاتف احمد وابلغه ما قاله طارق..بعد نصف ساعة كانوا ثلاثتهم امام قسم الشرطة..اقتربوا من طارق وقال عماد:ايه اللي حصل ياطارق
طارق:المقدم آسر كلمني وقالي ان ايمي موجوده هنا
اتسعت عيناهم بدهشه ودخلوا بسرعة لقسم الشرطة...
......

وبداخل القسم..كانت ايمي تجلس في مكتب المقدم آسر الراجي..تبكي بشده وجسدها يرتجف بعنف من الخوف..كان يجلس خلف المكتب رجل في منتصف الثلاثينات ملامحه خشنه لكنها جذابه بشرته سمراء ولديه لحيه خفيفه..نهض من خلف مكتبه لتظهر قامته الطويلة وجسدها الرياضي العريض..امسك كوب الليمون البارد ومد يده لايمي بعد ان لفت بعض الشاش على جرح يدها..جلس امامها قائلا:اشربي اللمون عشان تهدي..وفهميني ايه اللي حصل
ازداد بكاءها وهي تضع يدها على فمها لتكتم شهقاتها..كلما ارادت ان تتحدث تتذكر مشهد يوسف وهو غارق في دماءه..تتذكر ان خالد على قيد الحياة..ارتجف جسدها برعب وهي تفكر خالد الان حر طليق..من الممكن ان يأذي طفلها..عندما رأته لم تكن تتخيل..هي كانت تشعر انه على قيد الحياة..تنهد آسر قائلا:طب ايه اللي وداكي الفيلا بتاعت يوسف
لم تجيب ظلت تبكي وترتجف..زفر آسر بضيق قائلا:يادكتورة مانتي لازم تتكلم عشان اقدر اساعدك
في تلك اللحظة سمعوا طرقات على الباب يتبعها دخول طارق ومعه احمد وعماد..عندنا رأته نهضت بسرعة والقت نفسها بين احضانه وظلت تبكي..ضمها طارق بقوة وهو يحاول تهدأتها..دفنت وجهها بصدره لتستمتع بالقليل من الامان التي لا تشعر به الا بوجوده..هو الوحيد القادر على اخرج الخوف من قلبها..هدأت قليلا بين ذراعيها وهي يربتت على ظهرها بحنو..اقترب منه المقدم آسر وصافحه قائلا:طارق بيه كويس ان حضرتك جيت
جلس طارق على الاريكة اجلسها معه وهي نازالت تتشبث به..نظر طارق لآسر قائلا:خير يا سيادة المقدم
آسر:الاول بس حضرتك تقرب لدكتورة ايمان ايه
لم يتردد طارق وهتف بسرعة:جوزها..ممكن افهم في ايه
صمت آسر قليلا ثم قال:دكتورة ايمان متهمة في قضية قتل يوسف بكري...
!!!!!

يتبع...

حكايه عشق 2Where stories live. Discover now