6

14.1K 374 2
                                    

الفصل السادس

ابتسمت فهي قد تعرفت اليه هذا هو الطبيب الذي سيجري بعض العمليات في مركزها لمدة شهرين..هتفت قائلة:حضرتك بتتكلم عربي
اومأ برأسه فقالت:انا ايمان سمير مديرة المركز
غسان بابتسامة:اتشرفت بحضرتك

تحدثوا قليلاً عن العمل واتفقا على النظام الذي سيعملون عليه ,صمتت قليلاً وهي تحارب بداخلها الرغبة في سؤاله كيف عرف انها مصرية..لم تستطيع السيطرة على فضولها فهمست:عرفت ازاي اني مصرية؟
ابتسم فهو كان يتوقع ذلك السؤال منها ,اجابها قائلاً:لما شوفت ملامحك لفتت نظري عرفت انك مصرية والحجاب كمان
هتفت بدون وعي:بس انت بتتكلم مصري مع ان ملامحك مستحيل تكون مصرية
ضحك غسان بخفوت قائلاً:انا فعلاً مش مصري انا تركي
اتسعت عيناها بصدمة وهي تفرك جبينها وتهتف ببلاهه:هه..تركي ازاي يعني
غسان بتعجب:هو ايه اللي ازاي زي الناس..ولدي تركي وولدتي لبنانية
ايمي:طب بتتكلم مصري ازاي
غسان:ولدي عاش 10 سنين في مصر واتعرف مع ولدتي هناك وكان على طول بيتكلم معانا بالمصري..وكمان انا تقريبا لافيت الوطن العربي كله
ايمي:اهااا كويس انك بتعرف تتكلم مصري عشان مضطرش اتعلم تركي
ضحك غسان بشدة فابتسمت هي الاخرى..نهض قائلاً:انا لازم امشي..مبسوط اني اتعرفت على حضرتك
مد يده اليها فصافحته قائلة:ميرسي يادكتور
غسان:بكرا هنبدأ الشغل
ايمي:ان شاء الله
خرج من المكتب فجلست وهي تضحك قائلة:وجه اليوم يا بت يا ايمي اللي تشوفي واحد تركي
****
وصل عماد الى منزل سمير..ترجل من سيارته ودخل من البوابة..رن الجرس وبعد دقيقة تقريبا فُتح الباب وظهرت منه من خلفه..ابتسم لها فوجدها تقول:متأخر 5 دقايق
ضحك عماد قائلاً:طب دخليني حتى ونتحاسب جوا
ابتسمت وهي تفسح له الطريق..دخل عماد وهو ينظر حوله ويتأكد من عدم وجود ثم اقترب منها واخطف قبله من على وجنتها جعلتها تشهق بخجل وهي تضربه بقبضتها في كتفه قائلة:حد يشوفنا
ضحك عماد قائلاً:انتي مراتي ,ثم اكمل قائلاً بخبث:كل اللي مخوفك ان حد يشوفنا يعني لو لوحدنا عادي
احمرت وجنتيها بشدة وهي تشيح عنه قائلة بخجل:انت قليل الادب
ابتسم عماد وكان ينوي ان يشاكسها لكنه وجد سمير يقترب منه مرحباً به قائلاً:اهلا اهلا ازيك يا عماد
صافحه عماد قائلاً بابتسامة:الحمدلله ازي حضرتك ياعمي
سمير:الحمدلله اتفضل
اصطحبه سمير الى غرفة المعيشة ومعهم منه وبعد قليل جاءت منال ورحبت به:ازيك ياعماد
عماد:ازي حضرتك يا طنط
منال بابتسامة:الحمدلله يابني..كدة يعني لو مقولتيش لمنه تقولك تعزمك انت متجيش
عماد:غصب عني والله ياطنط الشغل الفترة اللي فاتت كان عليا انا واحمد بس
عقدت منه حاجبيها قائلة:امال طارق فين وحسام؟
عماد:حسام كان مسافر عشان شغل برضه..وطارق مكنش بيجي
صمتوا جميعاً وجميعهم يعلمون سبب انقطاع طارق عن العمل..فهو نفس انقطاع ايمي في تلك الفترة عن عملها حتى عادت الى لندن..كسر سمير حاجز الصمت قائلاً:ربنا يعنكم يابني
كد ان يتحدث لكن قاطعه هاتف منه الذي كان يرن..التقطتت منه ثم قفزت قائلة:دي ايمي
اخذت الهاتف وركضت الى الحديقة الخلفية فاستئذن عماد وذهب خلفها..وقف بجانبها وهي تجيب:ايمي حبيبتي وحشتيني
ايمي عبر الهاتف:وانت كمان يا نوشا عاملة ايه
منه:كويسة انتي عاملة ايه؟
ايمي:الحمدلله..بابا وماما عاملين ايه؟
منه:الحمدلله كلنا كويسين
اشار لها عماد انه يريد ان يحدث ايمي فقالت:خدي في حد عايز يكلمك
عقدت ايمي حاجبيها قائلة:مين
سمعت صوت عماد عبر الهاتف قائلاً بمرح:الناس اللي لما صدقت هربت
ايمي بابتسامة:ازيك يا عماد
عماد:الحمدلله طمنيني انتي عاملة ايه
تنهدت ايمي قائلة:كويسة..اوعى تكون بتزعل البت اختي
نظر عماد لمنه قائلاً:ازعلها!! دي روحي في حد يزعل روحه
اخفضت منه رأسه بخجل بينما ابتسمت ايمي قائلة:ربنا يسعدكم يارب
عماد بتساؤل:سافرتي ليه
تفاجأت ايمي من سؤاله ولكنه اجابت قائلة:واقعد ليه؟
عماد:ياستي عشانا..عشان باباكي ومامتك واختك..عشان لارين
هتفت ايمي بصوت مختنق:عماد
قاطعها قائلاً:دي اجابتي يا ايمي لو كان السؤال عادي..لكن الاجابة الحقيقة عندك انتي
تنهدت ايمي بحزن فاكمل:انتي اللي ربطي وجودك بوجوده يا ايمي
ايمي بآلم:لازمته ايه الكلام ده دلوقتي
عماد:لازمته انك لازم تفوقي لان في ناس محتاجينلك..ارجعي يا ايمي بلاش تهربي
ايمي:ان شاء الله
عماد:اوعديني يا ايمي كلنا هنا عايزينك جانبنا
ايمي:ان شاء الله يا عماد..خلي بالك انت بس من منه
عماد:حاضر خلي بالك انتي من نفسك
ايمي:حاضر سلام
اغلق الخط ونظر لمنه التي سقطت دموعها..اقترب منها ومسح دموعها قائلاً:بتعيطي ليه؟
منه ببكاء:انت وجعتها اوي
تنهد عماد وهو يضمها الى صدره قائلاً:كان لازم اعمل كدة..عشان تفوق متستسلمش للحزن..عشان ترجع ايمان تاني وتبقى وسطنا..انا عارف انها تعبانه من غيره وهو كمان..مبقاش طارق اللي انا اعرفه..بقى غريب عني ولازم هو كمان يفوق قبل فوات الاوان
****
انتهت من عملها اخيراً..خرجت من مكتبه وهاتفت رضوى باخبرتها ان تنتظرها امام المركز..هبطت الى الطابق الارضي كادت ان تخرج ولكنها توقفت فجأة..التفتت تنظر الى الحديقة بل تنظر لتلك الشجرة هناك..اخذتها قدماها الى تلك الشجرة..التي تعرفت على طارق تحتها..ابتسامة ظهرت على شفتيها وهي تتذكر يوم لقاءهم..تذكرت دهشته عندما عرف من هي..تذكرت غزله الغير مباشر لها..تذكرت ايضاً يوم شجارهم عندما طلبت منه تغير جميع الوان المركز..ابتسمت ودمعه تنساب على وجنتها بحزن على اسعد ذكرى مرت بحياتها..يوم التقت به ,شعرت بيد على كتفها فمسحت تلك الدمعة الخائنة والتفتت لتجد رضوى..ابتسمت لها وقالت:اتأخرتي
رضوى:بتعيطي ليه
ابتسمت ايمي قائلة:مش بعيط
ضمت معطفها اليها بقوة وهي تهمس:يالا نمشي عشان انا تعبانه
اصطحبتها رضوى قائلة بلوم:اكيد ارهقتي نفسك..ماينفعش كدة يا ايمي انتي لسه في اول الحمل وغلط عليكي المجهود ده انتي دكتوره وعارفه
ايمي:معلش اهو اللي حصل انا بس اوصل ارواح انام وابقى كويسة.
وصلوا الى سيارة رضوى..استقلت ايمي بجانبها وانطلقوا الى منزلهم..
.....
عادت من جديد لجلوسها في الحديقة ليلاً..اعدت لها كوباً من القهوه بعد ان خلدت رضوى الى النوم..جلست تسترجع ذكرياتها الى اليوم التالي بعد مقابلتها مع خالد..عندما تفاجأوا بخبر وفاته..منذ ذلك اليوم لم تعد تشعر بالخوف حتى معاملتها مع احمد كانت طبيعية..بعد حضور عزاء خالد دونت كل ماحدث في مفكرتها..قررت الا تخبر طارق عن ماحدث حتى لا يحدث اي خلاف بينه وبين شقيقه وهكذا ظنت ان كل شئ اصبع على مايرام ولكنها لم تكن تعلم ماذا تخبئ لها الايام..
****
عاد مبكراً اليوم فهو لم يعمل من الاساس..ظل يفكر في ذلك القرار الذي اتخذه ,وما فعل ايضاً..ترجل من سيارته بعد ان حسم امره ودخل الى المنزل..اتجه الى الحديقة عندما وجد لارين مع والدته..اقترب منهم وابتسم بهدوء وقبل كف والدته قائلاً:القمر شكله زعلان
نظرت اليه حنان بحزن وقالت:نفسي افهم ايه اللي جرالكم
جلس طارق على ركبتيه وقال:مفيش اي حاجة ياحبيبتي صدقيني
حنان:ربنا يهديكم
اعتدل طارق ونظر للارين قائلاً:امال احمد فين؟
لارين:رجع من شوية وقاعد في المكتب
اومأ طارق برأسه واتجه الى غرفة المكتب..دخل بدون ان يطرق الباب فنظر له احمد بلوم وحزن..تقدم طارق حتى وقف امام المكتب..تردد قليلاً ثم هتفت بخفوت:انا اسف
نهض احمد من خلف المكتب ووقف امامه قائلاً:اسف على ايه؟
طارق:على الكلام اللي قولته..انا عارف انك ملكش ذنب..بس بس ,ابتلع ريقه بآلم قائلاً:بس غصب عني..مكنتش عارف افكر كل اللي جه في دماغي انك صاحبه ومشترك معاه في اللي حصل..انت اكتر واحد عارف هي بالنسبالي ايه..هي حياتي
انسابت دمعه من عينه وهو يقول:وانا وجعتها..وجعتها اوي
جذبه احمد الاحضانه وظل يربت على ظهره قائلاً:وهي بتحبك وهترجعلك
ابتعد طارق عنه وقال:انا عارف هي هترجعلي اكيد هنرجع
صمت احمد قليلاً ثم قال:طب ما تسافر لها
هز طارق رأسه قائلاً:مش هينفع مادام سافرت يبقى محتاجة تفكر وهي بعيد..وانا عايزها تقرر اذا كانت عايزاني ولا لا
احمد:ياطارق بلاش عند سافرلها ايمي عمرها ما هتبدأ بالكلام ابداً
طارق:هستنى شوية..ويمكن ترجع ولو مرجعتش انا اللي هرجعها بنفسي
تردد احمد قليلاً قبل ان يقول:تفتكر..تفتكر هتحكي للارين
هز طارق رأسه نافياً:لا مستحيل..نفس السبب اللي خلاها متحكليش هيخليها متحكيش للارين
تنفس احمد بارتياح وهو يربت على كتف طارق قائلاً:بكرا كل حاجة تبقى تمام
ابتسم طارق بشرود وهو يتمتم:ان شاء الله.
هتف احمد فجأة:انت عرفت اما ايمي محكتش ليك
نظر لها طارق بتعجب وشرد في ذكرى مر عليها شهرين تقريباً
...........
عاد مبكراً من العمل..قرر ان يفاجأها ويذهبوا لاي مكان حتى يكونوا وحدهم..فهو انشغل عنها منذ فترة طويلة في العمل بسبب سفر احمد وحسام لقضاء شهر العسل..دخل الى الغرفة فلم يجدها..سمع صوت الماء بداخل المرحاض فعلم انها بالداخل..خلع سترته والقاها على الفراش ثم القى بنفسه بجانبها..بحث بيده عن الهاتف فلم يجده..ظل يبحث دون ان ينظر حتى وقعت يده على دفتر ليس كبير ولا صغير..وجد عليه اسمها من الخارج..اعتدل وهو يمسك به ويبتسم ثم فتحه..وظلت عيناها تجوب السطور بذهول..كانت ايمي قد دونت بداخله كل شئ..بدءٍ من اعتراف احمد لها حتى مقابلتها مع خالد.
...
خرجت من المرحاض وهي تجفف شعرها..وجدته يجلس على الفراش ويمسك في يده مفكرتها..ابتلعت ريقها بتوتر وهي تراه ينظر لها بذهول..نهض من على الفراش واقترب منها..اشاحت بوجهها بعيداً عنه باضطراب واضح..ارتجف جسدها عندما همس بغضب مكتوم:الكلام اللي انتي كاتباه ده بجد
لم تجيبه ولم تظر له من الاساس..تماسكت وهي تحبس دموعها عندما جذبها من معصمها قائلاً:ردي عليا الكلام ده حقيقي
نظرت له بتردد وعيونها قد امتلأت بالدموع..اومأت برأسه بخوف وهي ترى اشتعال عينيه داكنه بالغضب..همست بتلعثم:آ طآرق
همس بغضب:مقولتليش ليه
عضت على شفتيها بآلم وقالت:مقدرتش
همس بتساؤل:انتي فعلاً كنتي تقصدي احمد!!
كان بداخله يتمنى ان تجيبه بالرفض ولكن عندما اومأت برأسها اشتعلت بداخله نيران الغضب..دفعها بقوه حتى سقطت على الفراش..وخرج مسرعاً دون ان يجيب على نداءها الباكي..اما هي فدفنت وجهها بالاغطية وظلت تبكي بشده
.....
عودة للزمن الحالي

حكايه عشق 2Where stories live. Discover now