5

13.5K 380 1
                                    

اسف على التأخير بس كان عندي ظروف

الفصل الخامس

اتسعت عينا رضوى بسعادة وعانقت ايمي بشده وهي تهتف:مبروووك ياحبيبتي
ابتعدت ايمي عنها..نظرت اليها وقد سقطت دموعها من شدة الفرحة ,جلست على الاريكة وابتسمت قائلة:كنت حاسة يارضوى بس بكدب نفسي..انا حامل منه يارضوى هيبقى ليا طفل من طارق
ابتسمت رضوى بحنان وهي تجلس بجانبها على الاريكة قائلة:للدرجة دي بتحبيه
وضعت ايمي يدها على بطنها واغمضت عيناها قائلة:واكتر يارضوى..طارق اول راجل دخل حياتي..اول راجل واثقت فيه وحسيت معاه بالامان.. ,وضعت يدها الاخرى ناحية قلبها وهمست:اول راجل قلبي يدق عشان ,عادت ببصرها ناحية رضوى واردفت قائلة:بس انا خايفة
عقدت رضوى حاجبيها قائلة:خايفة!! من ايه
عضت ايمي على شفتيها وهمست بحزن:خايفة لما يعرف اني حامل يستنى لما اولد وياخد ابني مني..ياخد اخر امل ليا في اني عايش
امسكت رضوى يدها وقالت:انتي اكتر واحده عارفة طارق تفتكري انه ممكن يعمل كدة
هزت رأسها نافية فاردفت رضوى قائلة:انا عندي احساس ان الطفل ده هيبقى سبب رجوع طارق ليكي
ايمي:بس مش عايزاه يرجعلي عشان ابنه..انا عايزاه يرجعلي لو هو مش قادر يعيش من غيري زي مانا مش قادرة اعيش من غيره
ابتسمت رضوى قائلة:صدقيني بكرا كل حاجة تتعدل وابقي قولي رضوى قالت
نظرت لها ايمي قائلة:انا مش هقول لحد اني حامل
رضوى بتعجب:نعم!! ازاي ده
ايمي:مش عايزة حد يعرف اني حامل على الاقل دلوقتي
تنهدت رضوى قائلة بحيرة:بس كدة طارق لو عرف هضايق انك خبيتي عليه
ابتسمت ايمي قائلة:انا حامل في 7اسابيع لسه بدري
رضوى:براحتك..انا هروح اشوف العيانين متعمليش مجهود
اومأت ايمي بابتسامة وهي تتحسس بطنها وبداخله ينمو الامل يوماً بعد يوم.
****
وصل الى الشركة متأخراً بعد تلك المشاجرة مع اخيه الكبير ظل يجوب الشوارع بسيارته لمدة ساعتين..لم ينقطع رنين هاتفه منذ ذلك الوقت..زوجته ظلت تهاتفه لكنه لم يجيب يشعر انه لو سمع صوتها سيقول لها كل شئ..خائف من رد فعلها مجرد تفكيره بانها من الممكن ان تتركه يجعله يكاد يجن من كثرة التفكير..دخل المكتب وتابعته مساعدته خلع سترته والقاها على المعقد..جلس خلف مكتبه واضعاً رأسه بين راحتيه بتعب..يشعر بآلم في رأسه بسبب كثرة التفكير..ظلت مساعدته واقفه تنظر اليه وتنتظره ان يتحدث لكنه ظل هكذا لمدة خمس دقائق..عقدت الفتاة حاحبيها قائلة:مستر احمد حضرتك كويس
نظر لها وهو يؤمئ برأسه قائلا:اه اه..خلي حد يجيبلي قهوة..والغي كل المواعيد النهاردة مش هقدر اشوف حد
اومأت برأسها وخرجت تنفذ ما امرها به.
****
في احدى المستشفيات بمدينة القاهرة..جلست خلف مكتبها تمسك بيدها عاتفها المحمول وهي تستخرج رقماً حفظته عن ظهر قلب..رقم صديقتها الوحيده "ايمي" ,بعد ان يأست من مهاتفة زوجها..ضغطت على الاتصال وانتظرت قليلا حتى سمعت ذالك الصوت الذي اشتقت اليه كثيراً..همست بصوت مختنق:وحشتيني
عرفتها ايمي فوراً كيف تنسى صوت صديقتها التي قضت معها معظم اوقاتها..تجمعت الدموع في عينيها وهي تهمس:لارين..وحشتيني اووي
لارين:وانتي كمان وحشتيني اوي..كدة يا ايمي تسافري من غير حتى ما تسلمي عليا
عضت ايمي على شفتيها بآلم قائلة:حقك عليا..
لارين:سافرتي تاني ليه؟
ايمي:كنت محتاجة ابعد مقدرتش استنى
ترددت لارين قليلاً قبل ان تقول:طارق حالته وحشه اوي يا ايمي
سقطت دموعها هذه المره ولم تجيب فاردفت لارين قائلة:ايه اللي حصل يا ايمي ليه طارق طلقك
لم تجيب وهمست بينها وبين نفسها "مان نفسي اقولك بس مينفعش..هتحملي احمد الذنب زي ما طارق عمل وهو ملهوش ذنب"
ههتفت لارين:ايمي ايمي انتي معايا
ايمي:هه اه معاكي..مشاكل يا لارين..مشاكل لو كانت زادت كانت هتخسرنا بعض
لارين:غريبة انتوا من يوم ما اتجوزتوا مكنش بينكم مشاكل
قالت ايمي لتغير مجرى الحديث:طمنيني عليكوا انتوا كويسين؟
لارين:كويسين بس في مشاكل بين احمد وطارق
ايمي بتعجب:مشاكل ايه؟
لارين:علمي علمك احمد مش راضي يفهمني حاجة
تنهدت ايمي قائلة:بكرا كل شئ يتصلح..
صمتت لارين قليلا ثم قالت:ايمي انتي مخبيه عني حاجة
هتفت ايمي باستنكار:لا طبعا مفيش حاجة
لارين:ماشي..خلي بالك من نفسك
ايمي:حاضر وانتي كمان
لارين:باي
اغلقت الخط وظلت تنظر للفراغ الذي امامها وبداخله تعلم ان ايمي تخبئ شئ ولكنها ستعرفه بالتأكيد.
****
كان يتابع بعض الاعمال بمكتبه في الشركة باهتمام شديد..رن هاتفه فامسكه ليجد الشاشة تضيئ باسم محبوبته..ابتسم رغما عنه وهو يفكر بمشاكستها قليلاً لكنه قرر ان يفعلها في وقتٍ لاحق..اجاب قائلاً:وحشتيني
ابتسمت وهي تستمع لنبرة صوته الحنونه وهتفت رغماً عنها:وانت وحشتني اكتر
ابتسم قائلاً:عاملة يا حبيبتي
هتفت هي الاخرى:كويسة ياحبيبي
ضحك قائلاً:بحبك يا منه
ابتسمت بخجل ولم تجيب فاردف قائلاً:حني على الغلبان ده انا حتى يتيم
ضحكت منه بخجل قائلة:بعينك
عماد بتعجب:بقى كدة!!
منه بابتسامة:اتكلم جد شوية يا استاذ
عماد:مش مرتحلك
ضحكت بشدة قائلة:ليه بس كدة انا غلطانه اني كلمتك
عماد:لا ياحبيبتي مش غلطانه..عايز اشوفك
منه:انا بكلمك عشان كدة..ماما عزماك على الغدا النهاردة
عماد:ياراجل..حماتي حبيبتي حاسه بيا
ضحكت منه قائلة:متتأخرش بقى..اه ومتنساش الشيكولاته بتاعتي
ضحك هو الاخر قائلاً:وانا اقدر برضه
ابتسمت بسعادة ثم قالت:هستناك باي
ابتسم قائلاً:مع السلامة ياحبيبتي
اغلق الخط مبتسماً ثم نهض وقرر ان يذهب الى طارق الذي يختفي في مكتبه حتى موعد رحيلهم من العمل..اتجه الى مكتبه وسأل عنه المساعدة الخاصه له وعلم انه بالداخل ,دخل دون ان يطرق الباب فوجده يجلس خلف المكتب وبيده الاطار الخاص بالصور..عقد عماد حاجبيه بتعجب فطارق لم يشعر به عندما..سمعه يهمس قائلاً "وحشتيني" ازداد انعقاد حاجبيه ويهمس بداخله"هو بيكلم مين" ,اقترب منه ببطء فوجده يمسك صورته مع ايمي بزفافهم..زفر بهدوء ثم تنحنح قائلاً:احم احم
رفع طارق رأسه ببطء ووضع الصورة على المكتب..ثم نظر لعماد بوجه خالي من اي مشاعر..فقط ملامح باردة..باردة للغاية وهمس:اقعد هتفضل واقف
جلس عماد بدون يشيح بنظره عن طارق ثم تنهد قائلاً:عامل ايه؟
طارق ببرود:كويس
عماد:شكلك بيقول غير كدة
ابتسم طارق ببرود قائلاً:خالص انا كويس الحمدلله
عماد:طيب يارب دايماً تفضل كويس
صمتوا قليلاً فتحدث طارق قائلاً:تتغدا معايا النهاردة
عماد:لا ياعم انا معزوم عند مراتي
تبدلت ملامح طارق للحزن وهو يتذكر تلك الايام التي قضاها معها..هو يعلم ان تلك الايام لن تعود الا بعودتها اليه..عودتها الى مكانه الصحيح..مكانها بداخل حضنه هو..تنهد قائلاً:طيب ابقى سلملي على منه
اومأ عماد قائلاً:حاضر
ثم نهض وعاد الى مكتبه وترك خلفه طارق وقلبه يآن من كثرة الآلم التي بداخله.
****
وفي مكان اخر بداخل فيلا صغيرة في منطقة راقية..اثاثها رائع يدل على الزوق الرفيع لمالكة ذلك المنزل..وقفت لينا تنظر لحسام الذي كان يربط رابطة عنقه وهي ينظر لها عبر المرآة بحقد واضح..ابتسمت من ثم تحولت ابتسامتها لضحكها عالية..تلك الضحكة التي سرقت قلبه وعقله في تلك اللحظة..حارب تلك الرغبة القوية في الابتسام وهو يلتفت لها بحده جعلتها تنتفض وتتراجع للوراء..مد يده واحاط خسرها بذراعه وهو يجذبها اليه..استندت بكفيها على صدره وهي تنظر اليه بابتسامة ساحرة..اقترب بوجهه منها هامساً:بتضحكي؟
اومأت بابتسامة اوسع فهمس بتوعد:هحسبك على اللي عملتيه ده بس لما ارجع..ده لو رجعت سليم
ضحكت لينا قائلة:بعد الشر عنك ياحبيبي
ابتسم رغماً عنه وضمها بقوة الى صدره ناسياً تأخره لساعتين على العمل بسبب حركاتها الطفوليه في اغلاق المنبه عن قصد حتى يتأخر..اتسعت ابتسامته ويعدها عنه قائلاً:بسبب اللي عملتيه اخوكي هينفوخني
ضحكت قائلة بدلال:بعد الشر عليك من النفخه ياحبيبي
قبل وجنتها ثم قال:عارفه لما بتقولي حبيبي دي ايه اللي بيحصلي
همست:تؤ تؤ
ابتعد عنها والتقط هاتفه ومفاتيحه قائلاً:ابعدي عني الله يرضى عليكي هي مش ناقصه
خرج من الغرفة مسرعاً وهو يسمع ضحكاتها العالية..ابتسم وهو يفكر ان تلك الفتاة ستجعله يجن بسبب دلالها الزائد..وكيف لا تتدلل عليه وهو يعشقها..حقها ان تتدلل فهي انثى يليق بها الدلال على حق.
****
كان يقود سيارته بسرعة يريد ان يصل في موعده..ليس من عادته التأخر..وصلت سيارته امام المكان الذي هو فيه..ترجل منها ودخل الى ذلك المبنى المكون من ثلاث طوابق بخطوات واثقه..استقل المصعد حتى الطابق الثالث..ظل ينظر حوله بتركيز حتى وجد لافته ضغيرة مكتوبٌ عليها بالنجليزيه "الادارة" ,اقترب من تلك الغرفة وطرق الباب وتوقف حتى سمع صوتاً يأذن له بالدخول..فتح الباب ببطء ودخل..
......
كان بمكتبها تراجع بعض التحاليل الطبية وملفات بعض المرضى..حتى سمعت صوت طرقات على الباب فأذنت بالدخول دون ان ترفع رأسه..سمعت الباب يُفتح وخطوات بطيئة تقترب من المكتب مع رائحة عطر فرنسي رجالي رائع..رفعت رأسها لتصطدم عيناها بحله رجولية سوداء انيقة..وقميص ابيض بدون ربطة عنق وكتفين عريضين حتى وصلت الى وجهه..كان راجل في منتصف الثلاثينات تقريبا بشرته شديدة البياض وعينان زرقاء بلون البحر..شعر اسود ناعم ولحية خفيفة تعطيه جاذبية شديدة مع وسامته الخارقة..تلك ليست وسامه عادية بل شديدة لدرحة ان عيناها اتسعا بذهول حقيقي وهي ترى ذلك الرجل يبتسم ويمد يده قائلا بالانجليزية:مرحباً!
نظرت ليده الممدودة ببلاهه رغماً عنها وهي تشعر انها اذا مدت يدها فسيتبخر من امامها مباشرةً ,مدت يدها بتردد وصافحته قائلة بالانجليزيه:من انت؟!
فلتت منه ضحكه خفيفة جعلتها تبتسم رغماً عنها فهي رغم عيشتها بانجلترا لم ترى في حياتها رجلاً بوسامة ذلك الرجل الا واحد "عمر ابلكجي" ذلك الممثل في مسلسلها المفضل "حب للايجار"..يا الله بماذا تفكر؟!!..سحبت يدها من يده وهي تهمس مرة اخرى:من انت؟!
كاد ان يتكلم لكنه توقف قليلاً ينظر لملامحها بتفحص..لاحظت انه يحدق بها فاشتعلت وجنتيها بخجل وهي تخفض بصرها..لاحظ هو احمرار وجهها بتنحنح بحرج قائلاً:معذرةٍ ,ابتسم قائلاً:هل انت من مصر؟
نظرت له ايمي بدهشه وفكرت من اين له ان يعرف؟..اومأت برأسها قائلة:نعم
ابتسم وهو يقول بالعربية:غسان الكردي!!!

يتبع...

حكايه عشق 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن