نهض احمد بعد ان استأذنها ليصعد لغرفته..ليرى تلك التي تجعله مثل المجنون بسبب خوفه عليها..لكن ماذا يفعل فهو عاشق لاجمل امرأة في الكون بالنسبة اليه....
****

شاردة..حزينة..لا تعلم ماذا اصاب زوجها..منذ ان عادوا من شهر العسل وهو تغير كثيرا..كلما اقتربت منه تجده شاردا لا يهتم بها وان حاولت ان تفهم منه لا يجيبها..هاهو منذ ساعة يجلس كما هو..رفض تناول العشاء جالسا في الشرفة يدخن لاول مرة تراه يدخن..اقتربت منه وهمست:من امتى بتشرب سجاير
لم ينظر اليها لكنه قال:من دلوقتي..فيها حاجة
تعجبت من طريقته فتنهدت قائلة:مالك يا عماد
نظر لها قائلا:مالي؟!
منه:انت متغير
زفر عماد قائلا:عادي
منه:لا مش عادي انت مخبي عني حاجة صح!
نهض عماد بحده جعلتها تتراجع للوراء وهتف بغضب:يووووه مش هنخلص بقى قلت مفيش هو تحقيق ولا ايه
ارتجف جسدها وانسابت الدموع على وجنتيها..يا الله تبكي بسببه..هو وعدها الا يبكيها ابدا..انه سيكون امانها وحمايتها..وهو من ابكاها الان..جعل دموعها تسقط بسببه..مسح وجهه بكفه وزفر بضيق ،مد يده وجذبها ليضمها لصدره..هو لم يكن يقصد..لقد رأها اليوم..لا يعرف ماذا يحدث له كلما يراها..رأى في عينيها نظرة لوم..شعر بالذنب اتجاهها..هو لم يعتاد ان يجرح احد ولكنها جرحته في البداية..زاد من ضم زوجته لصدره وهمس وهز يقبل رأسها:اسف..مكنتش اقصد عشان خاطري بلاش تعيطي
بكت اكثر وهي تدفن وجهها بصدره ،صوت بكاءها يمزقه..همس مرة اخرى:وحياتي عندك بلاش عياط
ابتعدت عنه وهمست بصوت متقطع:انت ليه بتعمل معايا كدة..ليه مبقتش تحبني
ازداد بكاؤها امام اندهاشه..لم يعد يحبها! كيف؟ كل ما يحدث له الان لانه يحبها..لانه لا يريد ان يجرحها ولكنه فعل بغير قصد..اقترب منها واحتضن وجهها بين راحتيه وهمس:انا مش بحبك؟! ازاي تقولي كدة..انا مبحبش ولا هحب غيرك في حياتي..انا بحبك والله بحبك
امسك يدها ووضعها على صدره لتستشعر نبضات قلبه وهمس:اسمعي قلبي وهو يقولك..قلبي اللي مش بيدق غير في وجودك..اسمعي قلبي وانتي تعرفي انا بحبك قد ايه
القت نفسها في حضنه وهي تبكي قائلة:انا بحبك اوووي وانت بتبعد عني
قبل جبينها وهمس:اسف..غصب عني
منه:متبعدش
عماد:ابدا
زادزمن ضمها وهو يتمنى ان تعود حياتهما كما كانت دون ان يعكر صفوها احد..
****

هبطت الطائرة في مطار نيويورك..خرجت نادين من صالة الوصول لخارج المطار..وضعت حقيبة سفرها في سيارتها التي كانت امام المطار واستقلتها وانطلقت بسرعة..
.....

بعد ساعة كانت تقف بسيارتها امام احدى مراكز الرعاية الطبية..ترجلت من السيارة ودلفت الى داخل المركز ،وبداخل حديقة المركز تجلس فتاة صغيرة على مقعد متحرك..رغم سنواتها ال12 الا ان ملامحها طفولية كفتاة لم تكمل 5 سنوات..لكنها جميلة فهي تمتلك تلك العيون الزرقاء مثل والدها وشعرها العسلي الطويل مثل والدتها فهي كانت تشبهها لحد كبير لم تأخذ من والدها سوا عيناه فقط..ملامحها حميلة لكنها حزينه ابتسمت تلقائيا عندما وجدت نادين تقترب منها بسرعة..عانقتها بقوة وهي تقول باشتياق:نادين وحشتيني اوي اوي
نادين:وانتي كمان ياشهد وحشتيني
نادين تعامل شهد كصديقتها او شقيقتها الصغيرة لهذا ترفض دائما ان تناديها "عمتي" ابتعدت عنها وامسكت يدها قائلة:عاملة ايه ياحبيبتي
شهد:كويسة
نادين:مالك
شهد بحزن:انتي ليه سيبتيني انتي مش وعدتيني هتفضلي معايا
نادين:انا مسبتكيش ياشهد
امتلأت عيناها بالدموع قائلة:لا سيبتيني بقالك 10 ايام مش بتجيلي..انتي كمان عايزة نسبيني زيهم
ضمتها نادين قائلة:لا ياحبيبتي عمري ما هسيبك
انسابت دموعها وهمست:بابا مش هيجي برضه
نادين:هيجي ياشهد والله
شهد:انتي بتكدبي عليا ليه؟! قوليلي انه مش عايز يشوفني
نادين بدهشه:ليه بتقولي كدة
شهد:بقالك سنة بتقولي هيجي ومش بيجي برضه..هو ليه سابني
امسكت نادين يدها قائلة:ياحبيبتي بابا عنده شوية مشاكل في مصر وانا كنت عنده وقالي انه هيجي
لمعت عيناها بأمل قائلة:بجد
اومأت نادين قائلة بابتسامة:بجد ياحبيبتي هيجي ومش هيسبنا تاني ابدا
ابتسمت شهد بينما شردت نادين فيما سيخبئه لهما المستقبل الغير معلوم..
****

توقفت السيارة امام مبنى ضخم في احدى الاحياء الراقية..ترجل منها سمير وايمي التي كانت تمشي بجانب والدها وتتأمل المكان بفضول..هي لا تعلم اين يأخذها والدها..جاء اليها وطلب منها ان تأتي معه دون ان يخبرها الى اين!..استقلا المصعد للطابق الرابع..نظرت لوالدها وهما يخرجان من المصعد قائلة:يا بابا احنا رايحين فين
زفر سمير قائلا:استنيتي كل ده ومش قادرة تستني دقيقة كمان
صمتت بحنق ومشت خلف والدها حتى توقف امام شقه بابها مفتوح..اتسعت عيناها بدهشه وهي ترى تلك الافته التي كتب عليها اسمها..والدها جهز لها عيادة خاصه ،نظرت لوالدها وبسعادة الذي كان ينظر اليها بابتسامة وقال:ادخلي يالا
دلفت لداخل العيادة..كانت مجهزة بشكل رائع جعلها تنبهر بشده..التفتت لوالدها وعانقته قائلة:شكرا يا بابا ربنا يخليك ليا يارب
سمير بابتسامة:متشكرنيش انا دي كانت فكرة الباشمهندس
عقدت حاجبيها بتعجب فاشار بعينيه ناحية الباب لتجد طارق يقف مستندا على الحائط يراقبها بابتسامة..خغق قلبها بجنون واخفضت بصرها بابتسامة..اقترب منها مبتسما وقال:مبروك عليكي
ايمي بابتسامة:الله يبارك فيك..ميرسي يا طارق بجد مبسوطة اوي
طارق بحب:يارب على طول تفضلي مبسوطة..بس انا معملتش حاجة انا قلت لعمي الفكرة وهو نفذ
تدخل سمير قائلا وهو يحيط كنف ابنته:والديكورات كمان
ضحك طارق واعطها دفترا متوسط الحجم وقال:اتفضلي كشف حجزات بكرا
اتسعت عيناها بدهشه وهتفت:بكرا!!!! ازاي ده
طارق بابتسامة:زي الناس..الممرضة هتكون هنا الساعة 6 المغرب بكرا وكمان عملتلك دعاية كمان
ايمي بتعجب:انت عملت كل الكلام ده امتى
طارق:من قبل ما تولدي بشهر
ايمي:طب هتطلب منك طلب
طارق:لا
ضربته بقبضتها على كتفه بحنق فضحك قائلا:بهزر آمري
ابتسمت قائلة:عايزة يبقى في يوم كل اسبوع للناس الفقرا واي واحدة منهم تكون حامل ان هتكفل بمصاريف علاجها وولادتها كمان
طارق:بس ده كتير عليكي يا ايمي انتي عارفة في كام حد فقير مراته حامل
هزت كتفيها قائلة:مش مهم انا عايزاها صدقه على روح بابا "علي" الله يرحمه
طارق بابتسامة:فكرة حلوة وانا هشارك معاكي وتكون صدقه على روح بابا
ابتسم سمير وهو ينظر اليهم قائلا:ربنا يبارك فيكم ويخليلكم ابنكم
ابتسما هما الاثنان وهما يتبادلا النظرات وسمير ينظر اليهم ويتمنى ان تعود ابنته الى طارق فهو كل يوم يثبت اليه انه رجل على حق..
****

في اليوم التالي كانت ايمي في عيادتها تتابع عملها الذي تعشقه..انتهت من كل الحالات في الحادية عشر مساء ،جلست على المكتب بارهاق..كان اليوم مرهق للغاية اخذت حقيبتها وخرجت من الغرفة لتجد "هالة" الممرضة التي احضرها لها..ابتسمت هالة وهتفت:خلاص يا دكتورة هنمشي
ايمي:اه يا هالة يالا روحي انتي بقى ومتتأخريش بكرا
اومأت هالة قائلة:اتفضلي حضرتك وانا هقفل العيادة
ايمي بابتسامة:ماشي يالا سلام
****
ترجل من سيارته واتجه الى تلك المبنى التي يقطن فيه منذ فترة..استقل المصعد وانتظر حتى يصل..توقف المصعد في الطابق الرابع وفتح الباب ليجد من لم يتوقعه ابدا
....

وقفت امام المصعد تنتظره..تريد ان تعود للمنزل بسرعة فقد اشتاقت لصغيرها..لاول مرة منذ ولادته تبتعد عنه كل تلك الفترة..توقف المصعد وفتح الباب لتلتقي عيناها به..اتسعت عيناها وهي تشهق بفزع وهي تتراجع للخلف..تهاوى جسدها على الارض واخر شئ همست به "خالد"
.....

يتبع....

حكايه عشق 2Where stories live. Discover now