****

جلس بداخل الشرفة وبيده لفافه سجائر..منذ زمن لم يدخن..منذ ان كان في الثالية والعشرون..نفث دخان سيجارته ويخرج معها كل القلق الذي يحمله بداخله..انتبه عندما شعر بيدها توضع على كتفه..الفت اليها وابتسم جلست ،لارين في المقعد المقابل وهمست بتعجب:اول مرة اعرف انك بتدخن
نفث الدخن مرة اخرى وقال:بقالي كتير مشربتش من 9 سنين تقريبا
لارين بتساؤل:وايه اللي رجعك ليها تاني
نظر اليها بصمت ولم يجيب..تنهدت لارين بحزن وهمست وقد امتلأت عيناها بالدموع:بتبعد ليه
عقد حاجبيه عندما رأى دموعها..جلس على ركبتيه امامها واحتضن وجهها بين كفيه قائلا:مبحبش اشوف دموعك..بتحسسني اني ضعيف
لارين بدموع:امال بتبعد عني ليه؟! خلاص مبقتش تحبني
وضع اصبعه على شفتيها وهمس:انا عمري في حياتي ما عرفت يعني ايه حب غير لما شوفت عينيكي..مقدرش ابعد عنك
لارين:انا بحسك بتهرب مني..ترجع من شغلك تفضل في المكتب ومتطلعش غير لما انام..في ايه يا احمد؟!!
نهض احمد وجذبها لتقف وضمها لصدره بقوه..هو خائف ان يفقدها بشده..لن يستطيع ان يعيش بدونها..هي من اعادته للحياة من جديد..هي من جعلته يرى السعادة بوجودها..زاد من قوة ضمته لها وهمس بخوف:متسبنيش ياحبيبتي متسبنيش مهما حصل..انا هموت لو سبتيني
حاوطته بذراعيها وضمته بقوه وهي تشعر بنبرة الخوف بصوته وقالت:عمري ماهسيبك ياحبيبي المهم انت خليك جانبي
طبع قبله طويلة على جبينها وهمس باذنها:ابدا
ظل يضمها اكثر وكل منهما يخشى ان يفقد الاخر وبداخله يدعو الا يفقدا بعضهما ابدا..
****

مر اسبوعين ومنه وعماد يجهزان لزفافهم..ولارين تحاول هي ومنه اقناع ايمي بالعودة لتكون بجانب منه ولكنها ترفض باستمرار ،غسان يقترب يوما بعد يوم منها ويزداد اعجابه بها..يتحدث معها كثيرا..حتى جاء اليوم كانوا يتحدثان معا في حديقة المركز في وقت الاستراحة..جلسا على طاولة وامامهم القهوه الخاصة بهم..فغسان ايضا يعشق القهوة مثل ايمي..تحدث غسان قائلا:مش هتحكيلي عن نفسك
ابتسمت ايمي قائلة:احكي ايه؟!
هز غسان كتفيه قائلا:يعني..اطلقتي ليه..هل بتفكري ترتبطي تاني ولا لا..هترجعي مصر ولا هتستقري هنا
صمتت ايمي قليلا وشردت..لا تريد ان تتحدث ولا تريد ان تحرجه ايضا..لا تعلم ما سر انقباض قلبها وخفقاته..فقررت ان تغير مجرى الحديث قائلة:طب ما تحكيلي انت
فهم غسان انها لا تريد ان تتحدث فأومأ برأسه وقال:انا عندي 38 سنه زي ما قولتلك انا والدي من تركيا عاش 10 سنين في مصر كان بيحبها جداا اتعرف على والدتي في لبنان واتجوزوا وبعدين رجعوا على تركيا..من كتر حبه في مصر كان بيقولي انها بلده التانية.. بس
ايمي:وانت ايه اللي خلاك تيجي لندن
غسان بجدية:الشغل..انا اشتغلت في بلاد كتير تركيا باريس دبي بس ارتحت هنا
اومأت ايمي برأسها ولم تعقب..ران عليهما وفجأة نهضت ايمي والتفتت لتقع عينيها عليه بعد غياب اربعة اشهر..طارق

.....

بقى ستة ايام على زفاف شقيقتها وهي مازالت تكابر..لا يعلم ما السر وراء هروبها..ولا يعلم ايضا كيف وجد نفسه في انجلترا..عندما علم من عماد انها ترفض العودة قرر ان يذهب اليها في يوما واحد وجد نفسه في لندن..يقف امام المركز الخاص بها..دلف بخطوات بطيئة ومع كل خطوه تتسارع خفقات قلبه..اشتاق اليها بشده لا يصدق انها سيراها بعد فراق 4 اربعة اشهر..لت يعلم لما اخذته قدماه الى الحديقة ولكن قلبه يقول له انها هنا..في نفس المكان الذي رأها فيه اول مرة..ورأها..رباااه لقد اشتاق اليها لمراقبتها من بعيد مثلما كان يفعل..لكنها لم تكن وحدها بل تجلس مع رجل ،رجل!!!!! تحدث مع نفسه كيف لها تجلس مع رجل غيره...اشتعلت بداخله نيران الغيرة بجانب نيران اشتياقه لها..وجدها تنهض وتلتفت اليه..اختفت كل الاصوات من حولهما..كانهما وحدهم ولا يوجد غيرهما بالمكان..همس كل منهم باسم الاخر دون صوت فقد تحدثت العيون وانتهى الامر..

يتبع...

حكايه عشق 2Where stories live. Discover now