الفصل الثاني والثلاثون

ابدأ من البداية
                                    

كذلك لم يعرف أي شخص بشعوره العميق نحوها عدا باسل الذي اعترف له بما يكنه في فؤاده من مشاعر صادقة ..

فكر في الإستعانة به لمساعدته وإخباره بما رأه اليوم ، ولكنه تراجع عن تلك الفكرة سريعاً بسبب انشغال الأخير بخطبته .. وبالتالي لن يكون متفرغاً له ولمسعاه الجدي .. وربما سيسخر منه ويثبط من عزيمته ..

لذلك ليس أمامه أي بديل سوى اللجوء لمن تجدي نفعاً في الأزمات الصعبة .. أخته إيناس

همس لنفسه بنفاذ صبر :

-مافيش إلا هي ، صحيح ليها دقات نقص كتير ، بس وقت الجد بتبقى جدعة وبتسد !

وبالفعل عقد مسعد النية على مفاتحة أخته باكراً في خطته الجدية ...

...................................

في منزل باسل سليم ،،،

تمدد باسل على فراشه عاقداً كفيه خلف رأسه ومحدقاً في سقفية الغرفة بنظرات والهة ..

كان كمن يرى انعكاساً حياً لطيف إيناس عليه ، فالتوت شفتيه بإبتسامة عذبة ..

تنهد بعمق وهو يتذكر سقوطها في أحضانه .. كانت من أسعد الذكريات التي حفرت في عقله للأبد ..

أرخى ذراعيه ، ورفع كفيه أمام وجهه ليتذكر ملمسهما عليها ، وأردف قائلاً لنفسه بهيام :

-لو تعرفي يا إيناس بأحبك أد ايه ! ازاي أنا فكرت أنساكي بالسهولة دي !!

توقف هو عن حديثه حينما اقتحم أخيه الأكبر خالد غرفته فقطع خلوته ، وعبس بوجهه ، ثم اعتدل في جلسته، ونظر له بضيق قليل ، وعاتبه قائلاً :

-مش تخبط قبل ما تدخل

رد عليه خالد بهدوء :

-ده أنا إيدي وجعتني من كتر الخبط بس الظاهر إنك مش هنا أصلاً

ثم غمز له وهو يضيف بمكر :

-اللي واخد عقلك !!!

امتعض وجه باسل بدرجة واضحة ، وســأله بضيق :

-خش في الموضوع على طول يا خالد ، عاوز ايه ؟

رفع الأخير حاجبه للأعلى في اعجاب وهو يجيبه بتريث :

-حقيقي بيعجبني فيك إنك لماح !

سأله باسل مجدداً بنفاذ صبر :

-جاي السعادي تكلمني في ايه ؟

جلس خالد على طرف الفراش ، وابتسم له بتهذيب وهو يرد قائلاً :

-ايه حكايتك مع إيناس ؟

ارتبك باسل من سؤاله المباغت والصادم .. واكتسى وجهه بعلامات شاحبة .. وبدى كالطالب المخطيء وهو يحاول الحفاظ على ثباته الانفعالي ..

دواعي أمنية مشددة ©️ كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن