الفصل الرابع والعشرون - الجزء الثاني

Start from the beginning
                                    

هبت إيناس من مكانها واقفة ، وتراجعت مسرعة للخلف وهي تكتم بكفي يدها شهقة مرتعدة ، وسقط هاتفها المحمول من يدها ، فتناثر إلى أجزاء ..

بينما تصدرت سابين بجسدها المقدمة في محاولة يائسة منها للدفاع عمن معها ..

فقدت الجارة أم سيد وعيها من هول الموقف ، وسقط جسدها المتعب على الأرضية ، فهي لم تتحمل هذا الكم الهائل من الأسلحة والتهديد المخيف ..

انحنت إيناس عليها محاولة مساعدتها ، ووزعت أنظارها المذعورة بين سابين وهؤلاء القتلة ..

رأت سابين المشهد ، فزاد خوفها ، وتسارعت دقات قلبها ، وصرخت فيهن باللغة الانجليزية :

-من أنتم ، وماذا تريدون !

التوى ثغر أحدهم بنصف ابتسامة برزت من خلفها أسنانه ، واقترب منها ببطء ، ثم أجابها بنبرة باردة - بنفس اللغة - لكنها مخيفة تدب الرعب في القلوب :

-نريد حياتك أنتِ

شهقت إيناس عقب عبارته الأخيرة بعد أن فهمت مقصده ، ونظرت بهلع إلى سابين التي ارتجف جسدها بأكمله ، وارتعشت أطرافها ، ورغم ذلك حاولت الحفاظ على ما تبقى من رصيد شجاعتها ، فهتفت بنبرة خائفة :

-حسناً ، حياتي لك !

ثم زادت من قوة نبرتها قليلاً وهي تتابع :

-ولكن لا تؤذهم ، هما ليس لهما أي دخل بـ آآ...

قاطعها الرجل قائلاً بشراسة :

-اصمتي ، سنقتل الجميع بما فيهم أنتِ !

إشرأب الرجل بعنقه للأعلى قليلاً ليغمز لها بعينه وهو يتابع بعبث :

-ولكن ربما نتسلى قليلاً !

ثم أشـــــار بعينيه نحو إيناس ، وأضاف بخبث :

-ونمرح مع تلك الصغيرة !

صرخت فيه سابين بغضب بعد أن أدركت مقصده الدنيء :

-أيها المجرم الحقير !

زادت ابتسامته الشرسة إتساعاً وتابع قائلاً :

-وربما تمتعينا أنتِ الأخرى !

صرخت فيه بغضب وهي تشيح بيدها مهددة :

-أنت حقاً قذر ، وسأنال منكم ، وممن أرسلكم !!!!

رد عليها بجمود مميت غير مكترثٍ بما تفوهت به تواً :

-هذا ما دُفع لنا لأجله !

وقع قلب إيناس في قدميها ، وشخصت أبصارها بهلع أكبر خاصة أن نظراتهم نحوها كانت ذات مغزى ..

ازدردت ريقها ، ولهثت بخوف كبير ..

تراجعت سابين للخلف لحمايتها ، والذود عنها من بطش هؤلاء الرجال الذين لم يريدوا فقط قتلها ، وإنما الإعتداء على رفيقتها الصغيرة وأخت من أحبت ..

دواعي أمنية مشددة ©️ كاملة ✅Where stories live. Discover now