الفصل الثالث والعشرون - الجزء الأول

Start from the beginning
                                    

تكورت على نفسها محاولة إفاقة نفسها .. لكنها كانت مهزوزة للغاية ، ورؤيتها شبه مشوشة ...

انتاب باسل حالة من الهلع حينما رأى ما حدث ﻹيناس .. وانقباضة قوية سيطرت على قلبه ..
ركض ناحيتها وجثى على ركبتيه أمامها .. ومد يديه ليمسك بها من ذراعيها ، فانتفضت بفزع ونظرت إليه برعب ، وتوسلته بنبرة راجية وهي تتوهم محاولته لغرز القلم الحبري في عنقها :
-
مكونتش اقصد .. أنا .. آآ..

نظرت إلى قبضته التي ارتفعت فجأة عن ذراعها لتتجه نحو وجهها ، فخشيت أن يسدد لها إحدى لكماته الفتاكة ، فصرخت بهلع وهب تبكي :
-
وشي مش مستحمل .. كفاية بواني ! أنا مش أد ايدك دي !

نظر لها بخوف واضح في حدقتيه ، وهزها برفق محاولاً إفاقتها من حالة الرعب المسيطرة عليها ، فهو لم يكن ليؤذيها قط .. ولكنه كان يود تهذيبها ظناً منه أنها تنساق بجموح وراء تصرفات المراهقين الطائشة والغير محسوبة ، وهتف متوجساً :
-
إيناس .. اهدي واركزي مش هاعملك حاجة

رفع عينيه للأعلى ليجد خيطاً من الدماء ينساب من جانب رأسها ، فانقبض قلبه أكثر ، وهتف مردداً بفزع :
-
ده دم .. انتي اتعورتي فين ؟!

وضعت إيناس يدها المرتجفة على كفه محاولة ابعاده عنها وردت عليه بصوت خائف :
-
مكونتش اقصد .. بس .. بس ماتموتنيش !


-
انتي مجنونة !!!
قالها باسل وهو ينظر لها مذهولا من تلك الفكرة المسيطرة على عقلها بغرابة ، وموهمة إياها أنه سيفتك بها لمجرد محاولة طائشة وهوجاء منها ﻹغاظته وتحطيم زجاج سيارته ..
.................................

في نفس التوقيت ، كان الصمت سائداً بين سابين ومسعد خاصة بعد إفصاح اﻷخير عن الخبر المؤسف المتعلق بنقلها إلى مكان أخر آمن تمهيداً لعودتها إلى ولاية أوهايو حيث المحاكمة الخاصة بقضيتها ...

كان هو يعاني من آلم موجع في صدره بسبب فراقها ، ولكنه لم يرد إظهار هذا أمامها حتى لا يؤلمها معه ..

يكفيه أن يعاني لوحده ..

انتبه هو إلى صوت تهشم زجاج ما ، وارتعدت سابين في ذات الآن من قوته ، فطمأنها قائلاً بإبتسامة هادئة :

-متخافيش ، تلاقي حد بس وقع حاجة

هزت رأسها بإيماءة خفيفة ، وحاولت الحفاظ على سكونها رغم الشحوب البادي على تعابيرها ..

بعدها بلحظات استمع إلى صوت الهتاف العالي المنادي بإسم شقيقته إيناس .. فقطب جبينه مندهشاً ، ونهض عن مقعده ، واتجه للشرفة لينظر منها إلى الطريق

اتسعت حدقتيه في صدمة حينما رأى أخته جاثية على الأرضية الحجرية وإلى جوارها باسل ، فهتف بلا وعي :

دواعي أمنية مشددة ©️ كاملة ✅Where stories live. Discover now