«دعنا نلتقي قُرب نافورة تريفي، فترمي عُملة وتحمل قلبي».
_________________________________
أين قد يتوجه أفراد منظمات إجرامية والمافيا بصفة عامة للتخطيط وتنفيذ مهامهم؟ سيكون من المنطق أن يكون مكانا بحركة جماهيرية ضعيفة، أماكن نائية حيث من الصعب على السلطات الوصول إليها، أو على الأقل ليس قبيل عشية رأس السنة..
الآن في العاصمة روما، بقلب المدينة الأثرية أين تعانقت الحياة الحديثة بالماضي الروماني القديم، وسط شوارعها المزينة المزدحمة بالناس والمقاهي الصاخبة بأغاني عيد الميلاد..
داخل أرقى وأشهر فنادق العاصمة، مقصد الأثرياء والشخصيات المعروفة التي ستقضي العطلة في المدينة الخالدة، خاصة في فترة كهذه، مبتعدين عن الغناء المنتشر في كل ركن منه في الأسفل حيث قاعات الحفلات وردهات الأستقبال..
تحديدا الطابق قبل الأخير من أصل واحد وثلاثين طابق، عند الممر الأول ثم الجناح الثاني في الترتيب، في الأماكن التي يستحيل أن يفكر بشر عاقل بأن يزرع فيها قنبلة تربع الرجل الذي كسر ذلك المعتقد يولي ظهره العاري باب الغرفة جالسا القرفصاء فوق كرسي يوازي مكتبا بحقيبة وحاسوب مفتوح و بعض المعدات المتفرقة في كل زاوية..
كان هذا ألفارو لوسيوس مفكك قنابل وصانعها التابع للأونوراتا سوسيتا الذي يترأسها عمه، وهي المنظمة الاجرامية التابعة للمافيا الإيطالية وللميندوزا بشكل عام، المسؤولين عن صالات القمار والأموال المكسوبة من الملاهي والحانات الخاصة بهم..
كان الوحيد من شغل منصبًا وعملا كهذا، ليس فقط بالنسبة للمنظمات أو ما يسمى بالعائلات بل حتى مجرة النجوم لم تحتوي على مكان شاغر لهذا، وحده ألفارو أوسم من دخل عالم الإجرام منذ بدايته في إيطاليا، أو هذا ما قيل على ألسنة النساء اللاتي واعدهن.
فهو في الوقت الحالي تخلى عن قميصه مبرزا عضلات سواعده والمسافة بين منكبيه، لم يكن الرجل الوحيد الذي إمتلك جسدا منحوتا كهذا هنا لكنه حتما الوحيد الذي كان خاليا من الوشوم والندوب تلك التي غطت أجساد رجال المافيا..
بشكل أقرب للمثالية ببشرة حنطية وشعر كستنائي، بشخصية غير مبالية لا تظهر عليها أية ملامح إجرامية، شخصية مهتمة باللباس والشكل الخارجي خلال المهمة أكثر من المهمة بحد ذاتها، إنعزل عن العالم واضعا هاتفه على حافة المكتب مشغلا موسيقى جاز من التسعينات بينما يغمض عينيه بوضعيته تلك يمارس اليوغا..
أجل بكل التفاصيل حرفيا كان يجلس القرفصاء فوق الكرسي يمارس اليوغا، على يساره شمعة لافندر عطرية ملتهبة وكوب شاي بابونج ساخن في الجهة المقابلة، تلك كانت طقوسه الخاصة لتخفيف القلق والاسترخاء وكان ذلك الواقف خلفه بعيدا مطبقا ذراعيه أمام صدره النسر الطائر المنفي من مجرة النجوم قريبا لقتله فرد من الأونوراتا سوسيتا إبن أحد العائلات المسيرة... الروسي فاليريان إيغوري..
أنت تقرأ
Protagonist | بطل الرواية
Romanceلم أكن يومًا فتاةً تمتلك نظرة عادية ..لطالما آمنت بفكرة أن العالم أكبر مما نتخيل وأن داخل كل شخص فينا عالم آخر.. كأننا مجرات متحركة كل منا له قصة بشخصياتها و حبكتها الرومنسية أو التراجيدية ، كل واحد منا بطل روايته الخاصة. لكنني وحدي التي لم تكن بطلة...