Part 16 : حواس الذِئاب

13.6K 496 813
                                    

«لم أجد ملاذًا يأويني سوى صدرك، كأنني كل التشتت وكأنك كل البيوت».

______________________

سيقتلهما...

كان هذا الشيء الوحيد المتبادر إلى ذهنه، سيقوم بخنق دومينيك أولاً ثم زوجته لأن لا أحد باِستطاعته الصمود أكثر من خمس دقائق وسط كل هذه الحماقة.

على مقعد السائق داخل إحدى السيارات السوداء المركونة في الجانب المقابل لباب قصر غوستافيو، بعد أن رُكنت شبيهتها الأخرى أمامها ونزل منها خوان وروزاليا اللذان كانا في السيارة نفسها معًا رفقة لوسيا، بعد أن دخلوا جميعًا إلى القصر عدى آرون الذي إتجه من الحفل مباشرة نحو منزله وسط الغابة.

ظلت هذه السيارة في الخلف مغلقةً تحمل داخلها شخصان قد أفرطا في الشرب حد الثمالة على وشك فقدان وعيهما وشخص على وشك تسريع تلك العملية.

كان هذا أغوستينو هنا على مقعد السائق يستند برأسه على العجلة ينتظر إختفاء الجميع عن أنظارهم كي يستطيع السماح لهم بالخروج وهما بتلك الحالة، حالة دومينيك الجالس على المقهد بجانبه أما في المقاعد الخلفية فكانت هيتايرا تتذمر كطفلة في الخامسة لم تقوى على فتح الباب الموصد أو إن صح القول الموصد بقفل الأطفال.

" سيد ميندوزا، متى سيسمح لنا جلالته بالنزول " بصوت قد صاحبته بحة وكلمات متلعثمة تحدثت هيتايرا برسمية وإحترام بعد أن فشلت في الخروج بعد محاولات عدة ها هي الآن هي تتبع خطة الاِستفزاز والتي شاركها فيها دومينيك مباشرة.

" جلالتك، حمامك جاهز " تعالت ضحكاتهما لدرجة أن تلك في الخلف تحولت ضحكاتها للبكاء وضرب كتف المتحدث أمامها من استدار لها قليلا يلكمها هو الآخر تحت أنفاسهما المسلوبة من شدة الضحك.

كانا هكذا منذ ساعة طوال الطريق من قصر كاستيلو إلى قصرهما، يتبادلان الشتائم واللكمات ثم تتحول في لمح البصر إلى ضحكات وإلقاء نكات غبية.

لكن أغوستينو وسط كل هذا كان شاردا في الطريق أمامه إلى أن إبتسم المرة الوحيدة عندما أطلت هيتايرا بين المقاعد الأمامية تسأل دومينيك ما إن أكل شيئًا بطعم النعناع في لاريوخا، فقط هنا زين شبح إبتسامة وجه الآخر غير مصدق أنها وسط ثمالتها لم تستسلم عن التحقيق ولن تتعب حتى تحل القضية.

رفع صاحب الشعر الأسود الذي تسللت خصلات منه لتسقط على جبينه على إثر استناده طوال هذا الوقت، نظر إلى يد دومينيك المتسسلة نحو زر تغيير وضعية المقعد كي يبسطه للخلف ثم رفع عينيه إلى المرآة الأمامية إلى تلك التي نظرت إليه بدورها بإحمرار غطى وجنتيها وأعين قد ضيقتها قائلة.

Protagonist | بطل الروايةWhere stories live. Discover now