Part 21 : جُثة أم حلوى؟

9.8K 372 581
                                    

«كذئبين أعلى التلة..

يحدقان في المغيب نهاية الشفق الأحمر..

ينتظران اِنبِثاث العتمة ليختما الليلة بالبكاء والعويل».

__________________________

Flashback

"ليلة الحفل - قصر عائلة كاستيلو"

أتعرفون تلك الهالة السوداء التي تحيط بشخص ما لدرجة أنها تطمس كل الأشياء من حوله؟ ، هالة كثيفة قاتمة تحجب عنك كل شيء عدى الشخص صاحبها، فتجد نفسك تحدق به وحده بعد أن فرض نفسه غصبا، بعد أن استحوذ على تركيزك وإنتباهك كله، وبعد أن غطى عن الجميع، تلك الهالة لم تكن إلا أفكارا دفينة خرجت ملتفة حوله، ليست إلا إنعكاسا لشخصيته الحقيقة التي خبأها في تجاويفه.

تلك الهالة كانت خاصته، وحده من وقف أمام باب مكتب رونيا كاستيلو في الطابق الثاني، بعد أن إبتعدت أصوات الضحكات والموسيقى في الأسفل وإختفت شيئا فشيئا، بعد أن غادر تاركا الحفل خلفه ليصعد إلى الطابق الذي توارى داخله الجميع..

ها هو الآن أغوستينو بمسدس بأربعة رصاصات خلف ظهره، بأعين ثابتة وملامح متأهبة هادئة حرك كتفيه بخفة كشخص رمى بعضا من الحمولة كي يبحر داخل مصير مجهول، وضع يده على مقبض الباب يحركه بصوت غير مسموع ودخل بسلاسة كإنقشاع الظل وكأنه لم يكن..

إختفى ضوء الردهة وحل مكانه ظلام المكتب بجَوه المكتوم، خيوط ضوء متسللة من الشرفة خلف المكتب ورائحة قهوة طازجة كان كل ما استشعره أغوستينو بمجرد دخوله، لكن المنظر الذي كان أمامه لم يكن هادئا وشاعريا كما بدى للوهلة الأولى لأنه وفور دخوله أول ما وقعت أعينه السوداء عليه كان جسد رجل ملقى على الأرض..

أجل كان ذلك أول ما رآه عندما وطأت قدمه أرضية مكتب رونيا، جسد رجل يرتدي زي نادل، سروال أسود وقميص أبيض ملطخ بالدماء، تلك الدماء المنسابة من عنقه المطعونة بأداة حادة نظر إليها أغوستينو بأعين ثابتة وملامح فارغة وكأنه ينظر إلى أكثر المشاهد إعتيادية، نظر إلى عيني الرجل الذي وبينما كان يصارع الموت رفع أعينه لتلك خاصة زعيمه..

كان هذا الملقى أرضا نفس الشخص الذي أشار إليه زعيمه سابقا في الحفل كي يصعد، نفسه من دس المسدس داخل النبتة ونفسه أيضا من تلقى طعنة في عنقه عندما تم استدراجه نحو مكتبها عندما نادى عليه شخص ما قبل أن يقوم بطعنه ومشاهدته يتخبط أسفل أقدامه بأعين جاحضة، كل هذه المشاهد كانت من توقيع رونيا جيوفاني كاستيلو.

المرأة التي لفتت نظره إليها عندما تحركت من الزاوية وتحرك معها طيفها بهدوء، رفع رموشه المنسدلة من الذي كان يحتضر في الأسفل لتقع أعينه على جانب وجهها الذي ظهر بوضوح بسبب الإضاءة الصفراء الخاصة بالحديقة المنعكسة عليها، بينما كانت تحمل فنجان قهوتها ترتشف منه بلامبالاة بادية على ملامحها من تلك الزاوية تحدثت بنبرة رسمية لا تناسب أحدا غيرها، نبرة سيدة المكان.

Protagonist | بطل الروايةOn viuen les histories. Descobreix ara