Part 27 : سليلة لا مُورتي نِيرا

4.4K 381 364
                                    

« كان من الصعب عليها تمييز حقيقتها من بين الأصوات المتعددة التي تضج داخل عقلها».

________________________________


تقف مبهمة الملامح عند المدخل المغلق الخاص بغرفة الشخصيات الهامة، تنظر إلى والدتها التي تنهدت بعمق للمرة الثانية، تنهيدة ضجرة واحدة صادرة من رونيا أخرجت هيتايرا من صدمتها.

الأولى تحدق بعدم تصديق أو ربما تحاول عدم تصديق ما قيل للتو، والأخرى تقابلها ببرود تام، قبل أن تسترخي أكثر في جلوسها على حافة المقعد.

" يبدو أن الصدمة أخذت وقتا أطول مما توقعت، هل سيطول هذا بعد؟"

بنبرة سئم صاحبها بعض التأفف تحدثت رونيا مجددا وكأنها الوحيدة المتواجدة في الغرفة، بينما الأخرى إقتربت خطوة واحدة تاركة مقبض الباب خلفها توجه أنظارها صوب والدتها.

"لا زلت أنتظر الدعابة.. تمزحين.. قولي إنها مزحة ثقيلة لأنني لن أصدق أمرا كهذا.. لا الآن ولا في أي وقت آخر"

"لا أملك وقتا للمراوغة، لا مجال للكذب هيتايرا وصل الجميع للنقطة التي يجب فيها مناقشة الحقائق..لما قد أخدعكِ ؟ هذه حقيقتي ببساطة لن أخدع نفسي مجددا إن صح القول"

"كذب.. كل هذا كذب ..تفعلين هذا عمدا "

"هيتايرا عودي إلى وعيكِ، لا أمتلك اليوم بطوله، تخطي الصدمة اللعينة لأن هنالك أمورا أهم من كوني قاتلاً مأجورا"

مع آخر كلمة دوى صوت إرتطام الطاولة الجانبية بما عليها، ضربتها هيتايرا أردتها أرضا بعصبية ظهرت بشدة في لغة جسدها، إرتجاف يدها وحده كان كافيا لوالدتها لتعي مقدار الغضب الذي تشعر به الآن، لكن..

ذلك البرود، ذلك الاسترخاء المبالغ به لم تستطع رونيا ستره أو حتى إدعاء العكس، هي قاتل في النهاية، نجم ترعرع ولمع داخل قلعة مظلمة، كانت شخصا بلا رحمة بلا مشاعر بل والأسوء من تجردها من العواطف هو عدم فهمها لها..

كانت لا تبادر ولا تستقبل فأنى لها في موقفها هذا أن تشعر بالندم أو تأنيب الضمير؟

كآلة حديدية باردة نظرت داخل عينيّ طفلتها بثقة طاغية، بهدوء غريب كسره صوت هيتايرا الذي كان أشبه بصراخ مكتوم.

"تقولين أنكِ قاتل وتنتظرين التهليل!! ما الذي تنتظرينه بحق خالق الكون؟؟ أن ألوح لكِ وأنتِ تغادرين المكان وكأن شيئا لم يحدث؟!"

مع كل كلمة كانت تقترب منها أكثر بينما الأخرى راقبت ما يحدث صوبها بنفس السكينة، وأجابتها برصانة من يراها سيظن أنها تتعمد استفزازها بذلك الهدوء.

Protagonist | بطل الروايةWhere stories live. Discover now