Part 25 : الممر الثامن للإليسيُوم

8.4K 491 311
                                    

«وفقط في اللحظة التي شقت فيها معدته بالسكين، رأت أخيرًا الفراشات المخبأة هناك».

______________________

حبست أنفاسها وهي تدخل من الباب، ثوبها الأسود يتلألأ مع كل وميض صادر من ضوء الثريات المتدلية من السقف، كانت تعلم أنه ليس لديها خيار آخر في هذا فقد جاء بها إلى هنا وانتهى الأمر، كل ما فكرت به هو أنها ستتأقلم، بطريقة أو بأخرى يجب عليها أن تنخرط داخلهم، كتلك النبتة المتسلقة في الخارج كان يجب أن تلتصق عليهم و تحفظ تفاصيلهم وطبيعة حياتهم كي تصمد وتجد طريقة للعيش أو الهرب.

وقف إينزو بجانب كتفها يخبرها بخفوت أنه سيكون خلفها طوال السهرة، نظرت إلى الأجساد الكثيرة، إلى الملامح والنظرات الموجهة صوبها ومشت ببطء ليتدفق فستانها مثل الماء مع كل حركة..

قد غيرت الآخر بالشق على فخذها وإرتدت هذا الأسود المرصع بالأحجار الصغيرة الأشبه بالنجوم، لم يكن محتشما أكثر من الآخر لكنها لا تهتم بقدر ذرة، أخبرها أن تغيره فغيرته كفتاة مطيعة، مبرزة ظهرها كاملا بفتحة وصلت لأعلى مؤخرتها بقليل..

سترت أماكن وفتحت أماكن أخرى تمارس معه ألعابا نفسية اصبحت تروق لها كثيرا..

عبرت مقدمة الباب الكبير وشعرت كما لو أنها تسير إلى المشنقة بمجرد أن وطأت أقدامها بلاط القاعة وقابلها العدد الغفير من البشر أصحاب البذل الفخمة، كما لو كان الحبل يشد ببطء حول حلقها مع كل خطوة..

لم تستطع تحمل النظر مطولا أمامها والبحث عنه، لم تستطع أن تتحمل رؤية الرجل الذي جعلها تقع ولم يكلف نفسه عناء الإلتفات لرؤيتها، الرجل الذي قتل أمامها دون أن يرف له جفن، من تغيرت طباعه بين ليلة وأخرى..

لكن عينيها قد خانتها عندما سرقت نظرة للجانب وكأنه قلبها قام بلف ذقنها لتراه.

كان يقف مرتديًا بذلة لا تشبه أيا من تلك التي إرتداها الرجال في الحفل، مصنوعة بشكل مميز يجعلها تجذب الإنتباه بينهم، من قماش أزرق داكن مصممة على الطراز الملكي بتطريز بخيط حرير ذهبي على كلتا جانبيها، بياقة مرفوعة تغطي عنقه وإضافات بوليت فوق كتفيه على شكل شراشيب بلون الذهب أضفت على شكله وقارا ورهبة وكأنه أمير على وشك أن يتوج ويعتلي العرش.

نظرت إليه بينما هو لم ينظر إليها وكانت تعلم أنه لن يفعل ذلك بسبب إنشغاله بالاِستماع إلى حديث أحد الرجال والذين كانوا عبارة عن مجموعة من ضمنهم إمرأة تبدو في عقدها الخامس وقفوا جميعا حوله في حين إكتفى هو بحمل كأس نبيذ والإنصات لهم، أعينه السوداء بنظراتها تلك جعلته يبدو وكأنه كان في حالة حرب منذ قرون، كان و بقدر جماله يبدو مرهق في نفس الوقت.

كانت الأقوى هنا كانت لديها الإرادة لفعل ما لم يفعله أحد، يمكنها أن تأخذ أي شيء سيلقى عليها وهذا ما فعلته بوقوفها داخل عالمهم، كانت الطريقة الوحيدة لإنقاذ نفسها هي إندماجها معهم..

Protagonist | بطل الروايةWhere stories live. Discover now