«كشقٍ في تربة عطشى كنتِ..
وأنا كصانع فخار..
أجمع قشور الأرض الجافة لأعيد نحت تضاريسكِ..
عيناكِ، أناملك وتجويف عنقك..
شاماتكِ وإنحناء خصرك..
إن هي إلا أجزاء مفقودة مني».
_________________________
"...حينها توقفت أقدام الحطاب العجوز داخل غابة الخيزران عندما لاحظ توهج ساق خيزران من بعيد، قاده فضوله إليها وأثناء سيره كان يتسائل عن نوع السحر أو الشر المخبئ داخلها وعندما قام بقطعه وجد طفلة صغيرة داخل ساق الخيزران، طفلة بحجم الإصبع ولأنه كان رجلا لم يُنجب أطفالا طوال حياته أخذها ليربيها مع زوجته، تلك الصغيرة أصبح لها اسم قد أطلقه عليها من شدة فأسماها «الأميرة كاغويا» من شدة جمالها.
وأصبح الحطاب يعثر على قطعة ذهب صغيرة داخل ساق كل خيزران يقوم بقطعه منذ تلك اللحظة حتى تحسنت أحوالهم المادية وأصبحت أسرته غنية، أما كاغويا كانت كلما تلقت الحب من الزوجين كبرت أكثر وتحولت من طفل رضيع بحجم الإصبع إلى إمرأة طبيعية فائقة الجمال، ورغم محاولات والدها في إخفاءها عن الأنظار إلا أنها كُشفت في النهاية وإنتشرت الأخبار حول جمالها في جميع أنحاء اليابان مما جذب لها هذا العديد من الرجال الراغبين بالزواج منها.
وكان من بين الخاطبين خمسة من النبلاء ذوي النفوذ والمناصب المرموقة، أقنع الحطاب إبنته بإختيار رجل من بينهم إلا أن الأميرة كاغويا كانت غير مهتمة بالفكرة و مصرة على عدم الزواج لكنها أرادت تلبية طلب والدها و وضعت لهم خمسة شروط مستحيلة ليقوم كل واحد بإحضار شيء ما منها ومن يتمكن من فعل هذا ستوافق على زواجه، وتلك الأشياء كانت وعاء حجري لبوذا من الهند، غصن شجرة مليء بالأحجار الكريمة من جزيرة هوراي الأسطورية، جلد جرذ النار الصيني، جوهرة ملونة من عنق تنين وصدفة من عش طائر السنونو.
ولأنه كان يعرف اِستحالة طلبها قدم لها النبيل الأول وعاءً حجريًا مزيفًا لكن كُشف أمره بسهولة عندما رأت كاغويا أن الوعاء لم يتوهج تحت ضوء القمر، أحضر النبيل الثاني غصنا بعد أن طلب من أمهر الصاغة أن يصنعه له مزين إياه بالأحجار اللامعة لكنه كُشف هو الآخر بعد أن أتى الحرفيون الذين عملوا على الغصن لأخذ أجورهم على أتعابهم.
والرجل الثالث خدعه تاجر صيني وباع له فراءً مزيفا قد إحترق مباشرة بعد إختباره في النار بينما جلد جرذ النار الأصلي كان سيبقى على حاله، بينما النبيل الرابع كان جبانا استسلم وسط الطريق حينما ذهب للبحث عن التنين في البحر لإحضار الجوهرة الملونة من عنقه.
أنت تقرأ
Protagonist | بطل الرواية
Romanceلم أكن يومًا فتاةً تمتلك نظرة عادية ..لطالما آمنت بفكرة أن العالم أكبر مما نتخيل وأن داخل كل شخص فينا عالم آخر.. كأننا مجرات متحركة كل منا له قصة بشخصياتها و حبكتها الرومنسية أو التراجيدية ، كل واحد منا بطل روايته الخاصة. لكنني وحدي التي لم تكن بطلة...
