٢٣

232 7 2
                                    

الفصل الثالث والعشرون

حسم مهد قراره ليقول لمحمد:
- عايز اعترفلك ان انا مچبتكش للصعيد صدفة، ولا الاختيار وقع عليك من دون كل زمايلك صدفة.

قال محمد بدهشة وعدم فهم:
- امال كان ايه يعني!!.
- كان عن عمد واختيار بالاسم.
- وانت تعرفني منين عشان تعرف اسمي وتختارني بالعمد!!
- لاه عارفك وعارفك زين.
- اشرحلي!
- مش عارف اچيبهالك كيف، مش عايزك تزعل ولا تفهم الامور غلط، بس تصرفاتي كانت صادرة عن چنون وضيق مكنتش واعي بعمل ايه، بدليل ان وكتها كان تعاملي معاك شديد زى ما كان مع كل الناس بس ده كله كان غصب عني.
قال محمد بحدة:
- مهد بيه، لو سمحت وضح كلامك انا مبقيتش فاهم حاجة.
- انا كنت اعرف چمانة من زمان، من ايام ما كنت بدرس في مصر، اتعرفت عليها وحبيتها وبعد فترة كبيرة حسيت انها بتبادلني نفس الشعور وساعتها اتكلمت معاها وقولتلها ان ماعدش ليا حلم غير انى اتچوزها بس اللي مانعني عادات وتقاليد اهلي لاننا مش صعايدة بس انا بنتمي لاكبر قبيلة في الصعيد ودي ليها اعراف شديدة سيف على رقاب الكل وفهمتها ان مفيش نافعي من حقه يتچوز غير نافعية كيفه، هتقولي ليه فضلت وراها لحد ما خليتها تبادلك الشعور وبعد كده عرفتها، هقولك مخابرش انا كنت بتصرف كيف، بس اللي خابره زين انى اتعلقت بيها ومعدتش قادر اشوف غيرها، كان قلبي بيتخلع ويولع لما اتخيل ان كل واحد راح في طريق وهى اتچوزت غيري، مكنتش بتحمل، وعشان كده عرفتها وانا قاطع عهد على نفسي ان چمانة هتكون ليا يعني هتكون ليا، كيف؟، مخابرش كيف بس عاهدت نفسي ان اللي چاي كله هعيشه بسعى اوصل لليوم ده، وفچأة كنت مسافر البلد وعاودت لقيت چمانة اختفت، نقلت نفسها من الوحدة الصحية اللي كانت فيها ومكانش فاضل غير ٣ شهور والتكليف يخلص، عرفت انها عملت المستحيل عشان توصل لكده، طب ليه؟، مكنتش فاهم حصل ايه في الكام يوم اللي غيبتهم، لحد ما زميل ليا فهمني ان زميلها في الوحدة ملى دماغها من ناحيتي، خليته بطريقتي يعترفلي قالها ايه وعرفت انه وهمها انى سافرت اخطب وانى بضحك عليها واكبر دليل ان مينفعش أتچوزها، واختفت چمانة من اليوم ده من حياتي كلها كإنها مكانتش موچودة، لان على ما قدرت اوصل لمكان الوحدة ال نقلت فيها كانت خلصت التكليف وقدمت على اچازة وانا حتى معرفلهاش عنوان بيت، يأست وقطعت الامل بعد لما عملت كل محاولاتي، وعاودت بلدي لان كنت قاعد بس عشان چمانة لكن انا كنت خلصت دراستي من بدري.... كنت بتعذب كل يوم بيعدي عليا واكتر حاچة توچع انها ماشية وهى واخدة عني فكرة غلط، انها فاكراني دلوكت خاطب ويمكن اتچوزت وكل ده محصلش، ده مفيش ابن حاكم في بلادنا ويكون وحيد كمان وميتچوزش، وابوي ياما غُلُب معاي عشان يتچوزني، لدرچة انه عرض عليا اتچوز اى واحدة تخلف بس واعتبر حالي متچوزتش واختار على كيفي، ومنكرش انى حاولت انسى واعاود لحياتي قبل سابق، بس لقيت حالي مش قادر، مش عارف كيف انسى.

كان محمد يستمع اليه باندهاش عظيم، حتى انه كانت تميد به الدنيا ويشعر بالدوار الشديد، لا يصدق ما تسمعه اذنيه، وكانت تشاركه الاستماع الى حديث مهد چمانة حيث تقف خلف الباب وقلبها كاد ان يتوقف من فرط انفعالها، فلم تكن تعلم ان مهد سيفعل هذا ولم تكن تعلم ان سيكون الليلة!!

قلوب بني نافعWhere stories live. Discover now