٦

336 7 0
                                    

الفصل السادس

عاد مطاوع الى منزله مهموما وقد احزنته تلميحات مهد، فقد ذكرته ثورة مهد بأن ما ينتويه هو من اخطر ما يمكن ان يفعله شخص من افراد القبيلة، وحزن ايضا لأن مهد ربط بين حلم بسيط يقبع بين جناحي قلبه المكسورين وبين أخلاقه الطيبة وسيرته الحسنة بين افراد قبيلته، فهل إن خرق العرف وتزوج من خارج القبيلة سيصبح في نظر الناس بلا اخلاق وذي سيرة بغيضة؟!

رأته أمه يجلس على احد المقاعد حزينا شاردا يضع يده على وجنته.

فجلست الى جواره دون ان يهتز له رمش.

فقالت له: مالك يا مطاوع؟، فيك ايه يا ولدي، حالك مش عاچبني ليك مدة كبيرة، بوح ليا باللي چواك، انا أمك واقرب حد ليك، وانت ماليكش غيري انا واختك، يبقى هتفضفض لمين لو خبيت علينا؟

نظر لها وهو يحاول جاهدا ان يخفي الحزن الذي يطل من عينيه ولكنه فشل في ذلك، فقرر ان يستمر في النظر اليها من خلف نافذة الألم، وقد علم انه قد انكشف حاله لأسرته الصغيرة فلا داعي لأن يكذب احساس والدته به، فقال لها: مشكلة صغيرة ومش لاقي ليها حل.

قالت له امه بحماس، كمن كانت تتوقع ان يكذب عليها وينكر ما تقوله ولكنه فاجئها باعترافه: طيب يا ولدي احكيلي واى مشكلة في الدنيا وليها حل واللي انت معارفش تلاقيله حل وحدك يمكن تلاقيله لما تفكر معاي.

قال لها وهو يعتدل في جلسته: متتعبيش نفسك معاي ياما، انا قولت اقصر عليكي طريق الچدال معاي وعشان كده عرفتك ان فيه مشكلة، بس مش ناوي اقول حاچة ولا احكي حاچة، متتعبيش نفسك زيادة.

كانت تقف نجاة بالقرب منهم ولكنها فضلت عدم الدخول اليهم حتى يستطيع البوح لأمه بحرية، ولكنها عندما سمعت قوله الأخير دخلت اليهم بوجه مبتسم وهي تقول: بس انا بقى خابرة مشكلته وسبب زعله.

ابتلع مطاوع ريقه في تصرف تلقائي عندما يشعر الانسان بالخطر، وقال لها وهو يحملق بها: بتتكلمي عن ايه!

قالت له وهى ما زالت تحافظ على ابتسامتها: انت عايز عروسة حلوة تكمل معاها نص دينك، بس خايف علينا ومش لاقي وقت كمان عشان تفكر في الچواز براحتك، بس خلاص هانت كلها يومين وتخلص شغلك في الاراضي.

قال لها باستغراب: انتى چبتي الكلام الفارغ ده منين!، انا لا عايز عروسة ولا فكرت في كده وخرچوني من دماغكم، انا لو عندي حاچة أقولهالكم كنت قولتها من غير سؤال.

قالت له والدته بحيرة: يعني انت عايزني اشوفك على حالك ده واسكت!، هو انا ليا غيرك انت ونچاة أخاف عليهم واتشغل باللي مغيرهم!

لم تجد منه رد فقالت بيأس: لو معايزش تريح قلبي في اللي شاغلك يبقى ريح قلبي في اللي شاغلني..

قال لها بنفاذ صبر: هو ايه اللي شاغلك ياما!

قالت له بخوف من رد فعل: چوازك يا ولدي، امتى هتتچوز وتريح بالي واشوف احفادك قبل مااحصل أبوك...
قال لها بضيق: يووووووووه، هو انا مهقدرش ارتاح واصل في البيت ده، كل لما تلاقوني مطايقش نفسي بدال ما تهملوني في حالي بتاچوا تزيدوها عليا، أطفش يمكن ترتاحوا.

قلوب بني نافعWhere stories live. Discover now