١٨

757 19 2
                                    

الفصل الثامن عشر
فقد سمعت فاطمة خلف وهو يقول لشوق:
- انا طلبت منك نقعد مع بعض عشان كنت عايز اعترفلك انى حبيتك ورايدك في الحلال.

صرخت فاطمة وجرت نحو خلف باكية وسقطت بجانب قدمه تترجاه:
- لاه يا خلف لاه، متعملش كده فيا، متدمرش بيتنا اللي خلاص عرفت قيمته وقربت اچيب ابنك اللي لسه هيربط بيناتنا اكتر، ادي فرصة للايام تنسيك اللي انا عملته فيك ومتحكمش علينا في وقت زعلك.

أبعدها يديها عنه وهو يقول:
- فات الاوان يا ام ولدي، وانتى فهماني غلط، انا مش بحكم وقت غضب، انا قولت ادام ابوكي انى مسامحك، يعني انا خدت قراري في چوازي من شوق وانا هادي وخابر زين انا بعمل ايه، انا حبيتها، لقيت فيها الست اللي كنت بتمناها طول عمري، الست الهادية المؤدبة، اللي العيبة متطلعش من خشمها، والاحسن من ده كله، انها شيفاني راچل كيف مانا، وانها هتفهم لو في يوم حنيت عليها ان دى حنية مني عليها، مش هتفهمها ضعف وقلة رچولة كيف ناس تانية عديمة القلب والفهم، لقيتها اصيلة وعمرها ما هتوچع في قلبي وتلف من ورا ضهري تطعن في رچولتي، مش انتى فيكي كل ده يا شوق؟

نظرت شوق لفاطمة التى كانت منهارة تماما وتهطل دموعها دون حديث ولكنها عادت ببصرها الى خلف واومأت برأسها ايجابا... فسألها سؤال اخر:
- موافقة عليا يا شوق ولا هتكوني مغصوبة؟

كانت شوق تتطلع اليها في خوف شديد وهيبة للموقف بأكمله، ولكنها اخيرا قالت:
- انت راچل اى ست تتمناه وتتمنى تعيش في ضله.
- يعني موافقة ولا لاه؟
- لاه موافقة هو انا اطول يا سي خلف!

حاولت فاطمة ان تتهجم عليها وهى تصرخ بها تشتمها وتسبها، فأمسك بها خلف وكبل يدها يمنعها من ان تضربها ثم امسك بوجهها، ونظر في عينيها وهو يقول محذرا:
- من يوم ما دخلتي داري وانا ممدتش يدي عليكي ولا مرة، وعملتي كل حاچة متتغفرش والدين نفسه حلل الضرب فيها ومضربتكيش، حتى ابوكي لما مد يده مسكتها ومنعته مع انه ابوكي وبياخدلي حقي كمان وواحد غيري كان سابه، بس انا مبحبش الاهانة بالضرب واصل، وعمري ما هسمحلك تمدي يدك على مرتي وتهينيها، عشان يوم ما هتهينيها، ههينك وبالچامد اوي، وكل الضرب اللي كان المفروض تنضربيه وانا رفضت هتاخديه كله چملة واحدة لو قليتي عقلك وهوبتي ناحيتها، ومن النهاردة دى دارها زى ما هى دارك، انتى مش احسن منها في حاچة، يمكن هى اللي احسن منك عندي، بس برضو مش هسمحلها تتعدى عليكي عشان كل واحد يلزم حدوده في الدار دي والحياة تمشي..

كتمت صرخة ارادت ان تخرج وتشق سكون البلد بأكملها، ولما حرر يدها ولت مدبرة بألم الى حيث غرفتها باكية وقد تزلزل كيانها...

^^^^^^^^^^^^^^

استيقظ الجميع باكرا، فقد ابلغها خلف بالامس انه سيذهب بها الى بيت ابيها تنتظره هناك حتى يعود من سفريته مع شوق حيث سيذهب الى منزل عائلتها فيقوم بعقد قرانه عليها.

قلوب بني نافعWhere stories live. Discover now