٩

263 8 2
                                    

الفصل التاسع
جلست في غرفتها تغلق الباب على نفسها، لا تريد ان يرى أحد دمعها الذي لا يكف عن الهطول كمطر شتاء طال حبسه وفرح بالسماح له اخيرا فظل طوال ليلة كاملة يسيل ولا يرغب في الانتهاء.

يبحثون له عن زوجة!!، هل قد ضاع منها مطاوع ولن يكون لها بعد الآن!!، لم؟!... فقد اخبرها قلبها انه سيصبح زوج لها في يوم من الأيام، لماذا كذب عليها هذا القلب العنيد؟، قلب يأبى أن يرتاح وينتظر من يستحقه، فيهيم عشقا بمن لا يشعر به، حتى أن صديقتها الغالية على قلبها لا تراها..!، حقا فإن نجاة لا تراها تماما، ولا بد ان تنتهي تلك الصداقة الزائفة عاجلا، فكيف لها ان تكون صديقة حقيقية اذا لم تفهمها؟!، اذا لم ترى ما بداخل قلبها رأى العين!... كيف لها ان تكون الصديقة الأعز من الأخت وهى أصلا لا تفضل اقتراحها كزوجة لأخيها!!.
انشغل عقل راضية كثيرا في تساؤل واحد لا يريد الكف عنه وهو ما النقص الذي تراه بها نجاة او والدتها يجعلهم لا يرغبون بها كزوجة لمطاوع؟!!، ما الذي لدى ابنة الشيخ جابر لا تملكه هي جعلهم يذهبون حتى عتبة دارها يطلبونها له وما كان لشيء ان يمنعهم سوى انها لم تعجبهم....
هل هي ايضا لا تعجبهم؟!، يرونها قبيحة!!
قامت جارية الى حيث المرآة المعلقة والتي لا يختلف حالها كثيرا عن حال مرآة نادرة، فمسحتها بطرف ردائها واخذت تقرب وجهها وتنظر لنفسها بها وتتسائل ببكاء خفي: انا عفشة يا نچاة؟، انا عفشة يا خالة ام مطاوع؟!، بس انا مش عفشة للدرچة دى يا نچاة، حرام عليكم يا نچاة، لو چوزتوه غيري انا هعمل ايه في حياتي بعد كده..!، انا غلطانة انا خااااابرة، مش هكدب واقول مش غلطانة انا الغلط راكبني من ساسي لراسي عشان سيبت نفسي للحاچات دي اللي لو اهلي عرفوها هيدفنوني مكاني، بس غصب عني حُصُل، واخته تبقى صاحبتي الوحيدة، ليه متحسش بيا لييييه؟!،
كانت شهقاتها تتعالى حتى وصلت اصدائها الى مسامع أمها، فأتت تضرب الباب بقوة عندما وجدته موصود من الداخل قائلة: افتحي يا راضية، هتبكي ليه؟!

ضربت وجهها بضربة لا يسمع لها صوت وهى تضم شفتيها بخوف، فأمها لن يقنعها أى اسباب العالم ان اقترحتهم عليها جميعهم كسبب جعل دموعها تسقط..

محت دموعها قدر استطاعتها وفتحت الباب وهى تقول بوجه يتوارى عن عينين والدتها: نعم ياماي.

حدقت بها فايزة وهى تحاول استكشاف سبب بكاؤها بنظرات فاحصة وهى تقول:
- كنتي هتبكي ليه يا بت نچيد؟
- بطني هتوچعني من عشية ومش رايدة تطيب.

قالتها وهى تتوجه نحو فراشها لتجلس عليه وما زالت تخبئ عينيها من المواجهة مع عيني أمها.

عادت فايزة لتتفحصها بعدم تصديق:
- وانتى عيلة صغيرة اياك عشان تبكي من وچع بطن!!، مفوتيش ليه على المطبخ تعمليلك حاچة سخنة تشربيها، حبة كمون مثلا!

- الكمون مش بيريحني.
-كنتي چربتي!
- قبل سابق چربت ومطيبتش.

تطلعت بها فايزة بنظرات توحي لأى من يراها انها لا تصدق ادعاء راضية، ثم تنفست الصعداء بقوة وهى تقول:
- مانتي لو تشغلي عقلك المصدي ده معاي، كنت خططتلك انتي تتچوزي مهد وخابرة انك شاطرة ومفتحة عن الخايبة اختك حسنة اللي لا عارفة تروح ولا تاچي قصاد واحد كيف مهد.

قلوب بني نافعWhere stories live. Discover now