١٦

223 3 0
                                    

الفصل السادس عشر

انهت نادرة اختبارات نهاية العام الخاصة بها وكانت في اقصى شعور بالسعادة انها قد اتمت مراحل تعليمها على خير غير انها واثقة من اجاباتها وانها ستنجح، وبالطبع علم زيدان بذلك والذي كان يعد لها الايام عدا حتى تنهي تلك الايام الثقيلة التي عبرت فوق روحه واتلفت اعصابه في انتظار لحظة الحصول على مبتغاه...

"""""""""""""""'''"""""""""

شعرت فاطمة بتعب شديد لم تعتاده من قبل فقد كانت صحتها سليمة وقوية نادرا ما تمر بلحظات تعب كتلك التي تشعر بها الآن، ولكن ضيقها مما تمر به في حياتها كان له أثر أشد من أثر التعب على نفسيتها، فالروح تمرض وتتألم مثل الجسد تماما.

ولما ضاقت عليها جدران المنزل لم تحتمل أكثر فأرسلت شوق الى خلف حيث كان يعمل في أرضه الزراعية لتستأذن منه أن يذهبن الى منزل أبيها فهي مريضة وتحتاج الى والدتها بشدة، فترك خلف كل ما لديه من أمور واوكلها الى سمعان كى يقوم بتوصليهم الى منزل والدها.

وصلت فاطمة منزل والدها وارتمت في حضن امها في صمت تام ووجهها يفصح عما بداخلها من عذاب، وجسدها منهك ولكنها كانت تتألم بصمت.

جلست تفيدة الى جوارها تنظر اليها بأسى ثم سألتها وهى تمرر يدها على شعرها بحنان:
- مالك يا بنيتي، احكيلي فيكي ايه؟
-مفيش يا مايا انا بخير.
-مش باين عليك انك بخير.
-ما فيش ياماي عاد.
- ان مكنتيش هتحكي لامك هتحكي لمين سرك.
- مفيش اسرار.
- قوليلي يا فاطمة، صارحيني بكل حاچة، خلف لساته أااااااا..... يعني يا بنيتي زى ما فهمتي كده، ريحي قلبي، ده انا من يوم ما قولتيلي مشوفتش الراحة والنوم جفاني.
- لاه ياماى، متشغليش بالك بيا انا بخير، انا بس اتوحشتك قولت أچي اشوفك واسلم عليكي واترمي في حضنك شوية.

أخذتها امها في حضنها وضمتها بقوة الى صدرها وقلبها حزينا من اجل ابنتها ولذلك قررت انها لن تصمت اكثر فابنتها وراحة بالها اهم لديها من اخوها ومن ولده ان كان سيتسبب في ايذائها وايلامها وميل بختها.

مرت الساعات حتى اقتربت الشمس من الرحيل فأتى خلف حتى يأخذ زوجته وخادمتها فرحب به والدها وودعهم، على الرغم من عدم استساغته لفكرة زيارات ابنته المتكررة وخروجها من منزلها.

وصلت فاطمة الى منزلها وبمجرد عبورها باب المنزل، وكان خلف ما زال بالخارج سمعها تقول:
- الحقيني يا شوق.

ثم سمع صوت ارتطام، فدخل مسرعا وجدها ممدة على الارض وشوق تحاول استفاقتها، فحملها خلف ومددها على فراشها، وكانت معها شوق، القى المياه على وجهها فأفاقت شاهقة، فاستأذنته شوق ان يتركهم قليلا، فخرج من الغرفة وهو يشعر بالخوف عليها ويتسائل في قلق عن سبب اغمائها!

كانت بالداخل شوق تسألها عدة اسئلة وكانت تجيبها فاطمة وهى لا تفهم ما علاقة تلك الاسئلة بإغمائها، وعندما وصلت شوق الى مبتغاها قالت مبتسمة:
- انتى حبلة يا ست فاطمة.
- حبلة كيف!
- يعني ايه حبلة كيف، ست ومتچوزة وچوابتها على اسئلتي كلاتها بتأكد انها حبلة.

قلوب بني نافعWhere stories live. Discover now