٢٠

230 6 1
                                    

الفصل العشرون

قالت نجاة لوالدتها نعيمة وهى على وشك البكاء:
- خد مرته وسافروا مصر، هناك هو في امان.. متخافيش بالله عليكي.

بكت نعيمة وهى تسألها:
- ليه يا نچاة؟، خلاص عرفوا صُح؟

اومأت لها نجاة بالايجاب وهى لا تستطيع ان تتحدث.

علت صيحات نعيمة وهى تبكي قائلة:
- اللي كنت حاسبة حسابه حصل، كنت خابرة وقولتله، انا قولتله كتير ان لو كباراتنا دول هيخفى عنهم حاچة مكانوش عرفوا يكونوا كبارات واصل، ياما حذرته يسيب شيطانه يسوقه لكن مسمعش كلامي.

اخذت تبكي وتنوح خوفا على مصير ابنها ثم سألت نجاة عن كيفية معرفتهم وما حدث على وجه التحديد، فحكت لها نجاة كل ما لديها فأخذت الام تلهج بالدعاء لولدها كي يحفظه الله ويكفيه الشرور....

"""""""""""""""""""""""""""""""""

نادت نوارة على بهية فاتت قائلة:
- نعم ياماي؟
- روحي صحي ابوكي يفطر، وقوليله عبدالبديع كان هنا ولسه ماشي عايزه وهيستناه في المچلس.
- حاضر ياماي.

دلفت بهية الى غرفة والدها الشيخ زايد، لم يكن والدها فحسب، بل اليد الحنون التي كانت دائما ما تربت على قلبها وتلطف جروحها، والدها هو اكثر شخص كان يقف الى جانبها في كل محنة مرت بها، لم تكن غاضبة منه ابدا، اذ انه اعتبر خبر طلب المهندس محمد يدها مجرد خبر عابر، لا يستحق حتى الرد والاهتمام، فهي تعلم تماما سبب هذا، وتعلم انه خارج عن ارداته، فوالدها منذ ان تولى حكم القبيلة وهو لا يخالف القوانين ولا يتدخل بها بل يقوم بالتنفيذ دون ابداء رأيه الخاص في ذلك...
وهذا ما كان عليه ان يفعله فهو يرأس قبيلة تضم قرى وبلاد كثيرة وبعيدة ولابد من حكمها بأيد من حديد.

كلما تذكرت حب والدها لها وعدم تخليه عنها تتبسم أكثر وتعامله في كل مرة بشكل خاص، غير معاملتها مع كل الناس، ليس خوفا منهم بل حبا وإجلالا له، اقتربت من فراشه قائلة بابتسامة:
- أبوي.... اصحى يابوي عشان تفطر احلى فطور يليق بالشيخ زايد على سن ورمح...

كانت معتادة كلما دخلت لتوقظه ان تضيف بعض الكلمات مداعبة له، وكان يرد عليها ملاطفا لها ومدللا لها احيانا فتضحك، ولا تضحك بهية الا معه.
ولكن هذه المرة لم يرد!!.
فأعادت مرة أخرى:
- أبوووي؟.... الفچر قرب يأذن يابوي يلا عشان تفطر وتلحق صلاة الچماعة...

ولكن مجددا لم يرد!!
اقتربت منه بقلق، فهى تعرف ان والدها نومه ليس عميقا بتلك الدرجة، فيكفي ان احدهم ينادي عليه كي يقوم معتدلا فورا، فيخاف كثيرا ان يفوت صلاة الفجر.

كان مهد بالخارج يتحدث الى والدته في انتظار انتهاء الخادمات من وضع الصحون، وان تأتي بهية بصحبة والده، ولكن فجأة سُمِع دوي صرخة شقت سكون الليل، انتفضوا جميعا، يعرفون انه صوت بهية ولكن لا يريدون ان يكون ما يعرفونه صحيحا.....

قلوب بني نافعWhere stories live. Discover now