٧

330 8 0
                                    

الفصل السابع

نعم لقد رأته يقف هناك..... مطاوع "بشحمه ولحمه"، كانت مضطربة بقوة، لا تستطيع ضبط انفاسها ولا هيأتها التي لم تعد كما كانت بعد رؤيته.
كان ينظر لها هو الاخر والشوق اليها يفتك به، فما كان منها الا ان تدفقت الدموع من عينيها كالشلال المندفع من اعلى جبال الشوق والحب والحيرة والعتاب.

أراد ان يختبرها، هل اصبحت جزئا منه، ام انها مازالت شخصا اخر ينفصل عنه في الفهم والاحاسيس، فأدار وجهه الى طريق مقابل له، ثم اعاد نظره اليها بابتسامة شوق وعذاب وبعد ذلك اعاد وجهه الى حيث يقع هذا الطريق وبدأ في المضي نحوه وحانت منه التفاتة اخيرة نحوها وهي ما زالت تنظر اليه وقد فهمت ما قصد تمام الفهم... ♥️

وقف يتلفت حوله منتظرا اليها بشوق غمر قلبه، كان يشتاق اليها في الايام الماضية ولكنه الآن شعر انه يتحرق من داخله ولم يعد لديه الصبر على الانتظار، يتسائل في دهشة من نفسه وشعوره... متى اصبحت قريبة الى قلبه، عظيمة الشأن عنده الى ذلك الحد الذي يجعل قلبه يتفطر في لحظات انتظاره لها!

جن جنونه بتأخرها عنه، فهل لم تفهم إشارته؟!
ودون ان ينتظر إجابة عقله على سؤال قلبه.. هم عائدا اليها ليدعوها أن تأتي معه الى هنا او يبثها حبه واشتياقه في مكان جلوسها، فلم يعد يطيق الانتظار...

وبمجرد أن ولى وجهه الى طريق العودة رآها تتهادى في خطواتها، تمشي على استحياء مقتربة منه، تنظر ارضا بخجل، علت شفتيه ابتسامة كشفت عن فكيه، ابتسامة تخرج من قلبه ويعبر عنها وجهه.

اقتربت على بعد خطوات تركتها بينها وبينه ولم تخطها ومازالت تنظر ارضا، لا تستطيع ان ترفع وجهها اليه.

قال مطاوع باسماً: كنت عارف انك هتفهميني.

حاولت ان تخفي مشاعرها وتؤدي دور الفتاة التي لا يهمها ولم تتأثر بغياب من تهتم بأمره، ولكنها تعرف انه الآن متأكدا من منزلته عندها فلا داعي بأن تكتم ما في قلبها، فقالت بإندفاع خرجت كلماته هادئة لا تعكس العاصفة التي يمر بها قلبها منذ مدة: كنت فين كل الايام اللي فاتت دي؟

اتسعت ابتسامته اكثر بسعادة وهو يقول: يعني كنتي حاسة بغيابي وكان فارق معاكي؟

ظلت على صمتها وهى لا تدري ماذا تقول له، فحياؤها يمنعها ان تجيب اجابة قد تكون سافرة وهى لا تدري بسبب سيطرة مشاعر الحب والاشتياق عليها، وهذا على عكس ما كانت تفكر به في الايام الماضية بأنها إن رأته مجددا ستصرخ بوجهه وتعنفه على تعليقها به ثم غيابه عنها وكأنها شيئا ليس له قيمة بالنسبة له، تدور حرب شرسة بداخلها ولكنها لا تستطيع ان تعبر عنها بالكلمات، ولما طال صمتها وجدته يقول بإصرار على الإجابة: كنتي حاسة بغيابي يا بخت؟

رفعت وجهها تنظر اليه بملامح حزينة، ولكن قلبه قد خطف منه أكثر عندما نظر لعينيها التي أثرته عشقا، فقالت بألم: تقصد ايه من غيابك ده كله وبعد اخر مرة اتقابلنا فيها هنا؟، تقصد تعرفني انى رخصت عندك عشان طاوعتك وچيت معاك؟، انا كان ممكن مچيش تاني، بس چيت عشان أفهم ليه عملت فيا كده؟، كنت بتنام كيف وانت خابر اني كل يوم بيعدي بستناك وبرچع في أخره مكسورة الخاطر، كنت صحيح بتخاف عليا من عيون الرچالة وبتاچي تاخد بضاعتي عشان أمشي ومحدش يإذيني بكلام ولا نظرة، ولا كان ده كله تمثيل عليا عشان اتعلق بيك ولما اتطمنت انه حُصُل مظهرتش تاني.

قلوب بني نافعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن