الخاتمة♥️

2.1K 117 15
                                    

الخاتمة♥️
كانت تقف امام منزلها المحتر ق وهي تبكي وتصر.خ ....لقد فقدت كل شئ ...كل شئ ...ابنتها جوليا سر قت ذهبها واختفت مخبرة اياها انها سوف تبدأ حياتها بمكان آخر ولم تكن تمتلك الا هذا البيت وها هو منزلها احتر ق بسبب الماس الكهربي...كل شئ داخل البيت احتر ق تماما ...اثاث المنزل والاموال الخاصة بها...كل اوراقها المهمة ...كل شئ احتر ق وهي اضـ حت الآن بلا مأوى ...باتت مشر دة ..
جلست أرضا وهي تبكي وتذكرت ما الذي فعلته بوتين ووالدها ....ورنت في اذنها.جملة كل ساق سيُسقى بما سقى، ولا يظلـ م ربك احداً)
صرخت بقوة :
-يارب ....يارب سامحني على اللي عملته يارب وارحمني يارب ...ارحمني يارب وكفاية عذ.اب ...كفاية يارب ....
ثم أخذت تضر ب وجهها بقوة وهي تقول :
-سامحني يارب ....سامحني ....
....
-امتى ناوية ترجعي بيتك يا مها؟!
قالها مصطفى ...كان قد استجمع شجاعته بعد شهر من تركها لمنزله ظن انه عندما يتركها تبتعد عنه قليلا سوف تشتاق كما يشتاق هو لها بجنو.ن ...ولكن من نظراتها الباردة تيقن انها لم تشتاق إليه ...امسك كفها وتعلقا نظراته بها بحثاً عن أي آمل ...آمل يخبره انها ما زالت تتأثر به ...ما زالت تحبه.ولكن البرود كل ما حصل عليه ...
-مها...
قالها بتوسل لتسحب كفها وتنظر إليه بجمود وترد :
-لا يا مصطفى ...مش هرجع...اللي بيننا خلاص انتهى ...أنا هعيش هنا مع ابني خالد ...أنا مرتاحة معاه ....
-حبيبتي طيب فكري في يعقوب ...هو ابنك كمان ومحتاجك ...يعقوب متد مر ...حاول يرجع وتين ورفضت ومن وقتها وهو قافل على نفسه  وانا مش عارف اخرجه من اللي هو  فيه ...ابنك محتاجك يا مها....
تأ.لم قلبها على ابنها ...رغم انها حاولت ان تقـ سو عليه الا انه يظل ابنها ...قطعة من قلبها وهي لا يمكنها التخلي عنه !!!
لقد عرف مصطفى كيف يلمس نقطة ضعفها ...ان كانت كزوجة قوية فهي كأم ضعـ يفة جدا لا يمكنها التخلي عن اولادها ...
نظرت اليه بجمود وقالت:
-هرجع يا مصطفى بس مش عشانك ...عشان عيالي ...علاقتي بيك لحد هنا انتهت ...انت حر تعمل اللي انت عايزه ...لكن متجيش عندي وتطلب مني حقوقك ...لاني أنا مش معتبرة نفسي مراتك ...
نظر إليها مبهوتا ...كلماتها اصابته في مقـ تل  ولكنها لم تكتفي بل قالت بقوة :
-وحاجة كمان تعدل وصيتك وتقسم ورثك بين عيالي الاتنين بالعدل وتعامل خالد كويس هو ومراته ويعيش معانا كمان في القصر...هي دي شروطي ولو مش موافق يبقى خلاص متطلبش مني أرجع ....
-انا مش مصدق انك بتكلميني بالطريقة دي يا مها...
قالها مصدوما لترد هي :
-هي دي هتبقى طريقتي من هنا ورايح يا مصطفى ..غلـ طت غلـ طة حياتي لما سيبتك تظـ.لم خالد والنتيجة ان كلنا اتد مرنا ...أنا ام يا مصطفى ومن هنا ورايح مش هشوف ظلـ مك لخالد واسكت...ده شرطي عشان أرجع قولت ايه ؟!
تنهد بتعب وقال:
-موافق يا مها....أنا مقدرش أعيش من غيرك وهعمل المستحيل عشان ترجعي تعيشي قدام عيوني حتى لو هتبقي بعيد عني ...

.............
-خايفة ؟
قالها جود وهو يداعب شعر وتين التي تنام على ركبته براحة وقد كانت بدون حجاب يغطي وجهها الآن ...هذا الحجاب الذي تخلت عنه تماما بطلب من جود وذلك بعد ما ادركت انه غير البقية تماماً ...وانه لا يشمئز من النظر لوجهها ...
-اكيد يا جود ....أنا بكرة هتتحدد حاجة مهمة اووي بالنسبة ليا ...هتحدد إذا كان ينفع أعمل عملية التجميل ولا لا....أنا خايفة ليكون مفيش آمل وساعتها أنا قلبي هيتكـ سر تاني ...أنا نفسي ابقى جميلة ...نفسي اشوف نظرة الانبهار بعينيك...
عبس بشدة وقال:
-هو انتِ معقول مشوفتهاش في عينيا قبل كده ؟!
ضحكت بمرح وقالت :
-بصراحة انت الوحيد اللي حسستني اني مميزة بس أنا برضه عايزة .....
-متكمليش ...لو حابة تعملي العملية فده عشانك وبس ...وانا قولت يا وتين ان لو فيه خطـ ر عليكي مش هسمحلك تعمليها ...أنا حبيتك كده وعمري ما حاجة هتتغير سواء عملتي العملية ولا لا ...
تنهدت وتين وشدت كفه وهي تقبله وقالت:
-ربنا يخليك ليا يا حبيبي ...
ثم أغمضت عينيها وهي تشعر بالآمان أخيراً....
...............
بعد مرور خمس أعوام ....
كانت تا ئهة ...منبو ذة بلا و طن ..او بيت ...كانت تظن  انها ستظل ملعو نة للأبد ...ظنت أن الحب لم يُخلق لامثالها بل شكرت ربها لان العالم سمح لمنبو ذة مثلها بالعيش وسطهم الى ان أتى هو ...هو أمسك يدها...ولم تعرف ان بالاضافة الى انه انقذ حياتها هو كان لها الوطن ...كان بيتها الدافئ ...الحضن الذي لم تجد الأمان الا بها ....
نظرت الى المرآة بإبتسامة سعيدة  وهي تتلمس نصف وجهها....في السنوات الماضية أجرت العديد من الجراحات التجميلية وقد وصلت الى نتيجة جيدة ....صحيح لم يختفي الحر ق تماماً ولكن لم يعد وجهها منفر ....وغير انها اصبحت تثق بنفسها اكثر من ذي قبل وهذا بفضله ...بفضل جود فقط !!!
ازدادت ابتسامتها وهي تلف حجابها حول رأسها وتخرج من الغرفة ......
-كل ده يا هانم واحنا مستنينك ؟!
قالها جود وهو يقترب منها ويضمها إليه وهو يقبلها على رأسها ...
ضحكت وتين وقالت:
-انا نجمة الليلة فبراحتي اتأخر ...
عبس وقال بإستياء مازح :
-طب ما أنا نجم الحفلة ومتأخرتش اهو....يالا عشان نطفي الشمع يا هانم....
ثم أمسك كفها وجذبها نحو الطاولة التي عليها قالب الكعك الكبير ... كان هناك والدها الجالس على الكرسي المتحركة مبتسم لها بإشراق وليالي والدة جود وبجوارها مها شقيقتها تمسك ذراع شقيقتها ...تبتسم لها بحب ...مها التي كانت بالفعل كوالدتها ...اعطتها حب الأم الذي افتقدته منذ سنوات ...اقتربت من مها.وعانقتها بحب ...هي مدينة لتلك المرأة ...هي من زوجتها من جود ....لن تنسى هذا الفضل ابداً ....

ابتعدت عن مها واقتربت من زوجها وهي تمسك كفه وتطفئ الشموع احتفالا بذكرى زواجها الخامس من أروع رجل رأته في حياتها ...
اقترب جود منها وقبل رأسها وهو يقول :
-بحبك يا وتيني ♥️
-وانا كمان يا جود...
قالتها بحب ثم اقتربت وهمست بأذنه :
-عايزة اقولك خبر حلو ...أنا حامل ...
-يا خبر ابيض ..
صر خ بسعادة لينظر إليه الجميع بدهشة ليقول :
-وتين حامل يا جماعة ...حامل ....
انطلقت الزغاريد من فم مها وضج المنزل بسعادة هي رأتها ...اكتملت سعادتها الآن ..بزوج محب...وسيدة اصبحت بمقام والدتها ووالدها الذي يتحسن تدريجيا مع العلاج  ...
واصبحت وتين الآن تؤمن بالنهايات السعيدة ...او ربما البدايات السعيدة ...

تمت
#سندريلا_المنبوذة
#سولييه_نصار

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 30 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سندريلا المنبوذةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن