الفصل الخامس والعشرون♥️

1.3K 84 0
                                    

الفصل الخامس والعشرون (سلسلة من التضحيات )
كان طريقي في الحياة دوما ملئ بالشوك ...
........
ابتسم يعقوب بسعادة وهو يسمع موافقتها ...تلك الموافقة التي أرادها وسعى لها بالفعل...
-بجد ...بجد موافقة ...
قالها بلهفة لتضحك وهي تهز رأسها وتقول:
-ايوة موافقة ...موافقة والله ...
ضحك وهو يقترب منها ويعانقها بحب ...ثم يقول :
-اوعدك انك مش هتندمي....ههتم بيكي وبإبنك....هنسيكي كل اللي عمله فيكي خالد ...يوم فرحي على وتين هتكوني أنتِ العروسة !! .....
لمعت عينيها بالدموع على ذكر خالد ...كيف ستنساه ...أنه أشبه أنها تقتـ.لع قلبها من جسدها....
تنهدت وهي تعانقه بدورها ...يجب أن تضـ.حي بشئ لتنال آخر ...والعقل يخبرها أن قرارها صائب ولكن القلب لا يصمت ...القلب يعترض بقوة ...يخبرها أنه محـ تل من قبله ...أنه مملوك له ولا يمكنه أن يحب آخر ...ولكن جوليا تعلمت درسها جيدً...تجاهلت اعتراضات قلبها وتمسكت بأوامر عقلها ....لن  تخسر مجدداً!!!...
............
في أحد المقاهي ...

-صافي حصل ايه ؟!
قالها خالد بر عب وهو يجدها تندفع إليه وتعانقه بقوة وهي تبكي ....
-حبيبتي ...حصل ايه ؟!
كان يقولها بهلع شديد ...هو لا يفهم ...منذ قليل كانت تتكلم معه بكل سعادة والآن هي تبكي ....
أبعدها قليلا وهو يربت على شعرها البني ...بينما عينيها البنية حمراء بفعل البكاء الشديد ....
-حصل ايه يا صافي متقلقنيش ...
قالها بوجه محمر من الانفعال وهو يجد أن المتواجدين بالمقهى ينظرون إليه بفضول...سحبها وخرج من المقهي ....ثم وقف خارجه وهو يمسح دموعها برفق ويقول :
-حصل ايه قوليلي حصل ايه ؟
-جهاد!!
تلون وجهه بالغضب وهو يسمع اسم خطيبها وقال :
-عملك ايه انطقي !!!
روحت له البيت ولقيت ...لقيت ....
بكت مجدداً وقالت من بين نبرتها المختنقة :
-لقيت خارجه من بيته بنت...كان بيخو ني يا خالد ....قالها في وشي ...أنا عملتله ايه يا خالد ...أنا سيبت الدنيا كلها عشانه و ...
لم يتحمل خالد أكثر من هذا بل تركها بمنتصف الحديث وغادر ...
-خالد ..استنى ...
قالتها صافي وهي تبكي وتركض خلفه ...هذا المجنو ن ...ليتها لم تخبره ...هي تعرف أنه لا يتحمل أبداً أن يؤ لمها أحد ...
-خالد ...
همست بر عب بينما هو ينطلق بسيارته !!!
......
-كنتي بتعملي ايه في اوضة يعقوب !!!
قالها مصطفى بصدمة وهو يرى جوليا تخرج من الغرفة ....ارتبكت جوليا وهي تنظر إليه ولكنها شهقت  فجأة وهو يمسكها من ذراعها ويجـ.رها خلفه بينما يقول من بين أسنانه:
-تعالي شكلك هتبقي بلا.ء علينا ...تعالي !!
ثم أتجه بها لمكتبه فتح الباب وادخلها بعنف نوعا ما ...ثم دخل هو وأغلق الباب ...
-مصطفى بيه أنا ...
قالتها بإرتباك ليقاطعها بعـ نف :
-سألتك بتعملي ايه في اوضة ابني يعقوب ...أنتِ عايزة تد مري حياتنا صح ؟!مش كفاية كـ.سرتي قلبه وهر بتي مع اخوه ...عايزة ايه تاني !!!
أطرقت برأسها وهي تمنع نفسها من الرد ...ماذا يظن نفسه هذا العجوز ....
هز مصطفى رأسه بإستنكار ...تلك الفتاة بلا أخلاق ...اقترب منها وضغط على ذراعها حتى أنت من الألم وقال :
-اسمعيني يا بت انتِ ...تلعبي على خالد ميهمنيش ...لكن يعقوب خط احمر ...اقسم بالله لو فكرتي تقربي منه  هزعلك مني بجد ...ابعدي عن ابني يا بت أنتِ ...فاهمة ولا لا !!!!
ثم دفعها بقوة وغادر ....لتبتسم بسخرية....هي الآن ستقترب منه أكثر ...
.......
كانت تجلس بمنزلها وهي ترتجف بقوة ...عقلها يدوي من التفكير ...لقد اتصلت به أكثر من  مرة ولم يرد ...تخاف أن يورط نفسه بالمشا كل ...تعرف أن جهاد لا يحب خالد ...تعرف أنه يغار منه بسبب علاقتها الوثيقة بخالد ...تلك العلاقة الأخوية بينهما ...ولكن جهاد لا يفهمها ...رن جرس المنزل فجأة لتنهض وتركض نحو باب المنزل ...فتحته لتجده خالد ينظر إليها بإبتسامة صافية ...اندفعت بين ذراعيه وعا نقته بقوة وهي تقول بهلع ؛
-خالد ...انت كويس كويس ...
أبعدها برفق عنه وقال:
-أنا كويس يا صافي ...
-أنت عملت ايه ؟!
تجهم وجهه وقال :
-أد بته !!
-هتو رط نفسك في مشا كل ؟!
سألته بتوجس وتلك اللحظة كانت تهتم بخالد فقط ...وليس جهاد ...
-متقلقيش يا صافي معملتش كده بنفسي ...عندي اللي يأد به من غير ما اتورط أنا ...
تنهدت براحة وضمته إليها وقالت:
-شكراً انك في حياتي. ..
ابتسم بحب وهو يعا نقه بدوره وهو يدرك كل يوم أن تلك الفتاة هي أهم شئ في حياته
...........
بعد يومين .....
كانت تجلس على طاولة حفل العشاء الذي أقامه مصطفى بمناسبة زواج ابنيه .....كان هناك العديد من الأقارب ...الجميع موجود الا خالد ..وجود بالطبع معهم يأكل وهو يمزح بلطف جعل الجميع يشاركون بالحديث معه بينما هي جالسة تغطي كامل وجهها بالحجاب ...تشعر أنها غريبة عن هذا المكان ...تتمنى لو تستطيع الهر وب من هنا ...أن ينتهي كل هذا وتعيش مع والدها بأمان...يعلم الله أنها تفعل كل هذا من اجله ....
كانت النظرات المتبادلة بين يعقوب وجوليا لا يمكن تجاهلها ...ولكنها حقاً لم تهتم ...تعرف ما هي مقدمة عليه ...وتعرف أن حياتها مع يعقوب سوف تكون جحـ يم. ...ولكنها لا تهتم ...من أجل والدها هي لا تهتم ....
............
بعد ساعة تقريباً....
-تعالي بس ...
قالها يعقوب بهمس وهو يمسك يد جوليا. ..
ضحكت الآخرى وهي تقول :
-يعقوب ممكن حد يشوفنا ...
-ميهمنيش ..
قالها وهو يجذبها خلف أحد الأشجار الكبيرة .....
كان من بعيد هي تراهم ....عينيها جامدة بدون أي مشاعر ....تلك العلاقة المشـ.ينة بينهما لم تحرك اي شئ غير القر.ف ..... رباه تتمنى أن تنتهي مسرحية زواجهما بسرعة ....
-بتعملي ايه هنا ؟!
شهقة خافتة خرجت من شفتيها وهي تستدير بعنـ.ف لتجد جود أمامها ....
كاد أن يسألها مجدداً إلا أن الكلمات توقفت في حلقه وهو يرى ما يحدث خلف تلك الشجرة الكبيرة ....
حاول الاقتراب ليتأكد ولكنها وقفت أمامه وهي تقول:
-خلينا ندخل جوا ...
-انتِ بتهزري صح ..ده يعقوب مع اختك !!!!
-متتدخليش لو سمحت ...
قالتها بإ نكسار واضح
-اللي مفروض يكون جوزك بعد كام يوم بيخو نك قدام عينيكِ وأنتِ مبتتكلميش ...مش واخدة اي رد فعل ...انتِ ازاي كده ...
قالها جود بصدمة ...نظرت إليه وتين دون أي مشاعر من تحت حجابها وقالت بدون مبالاة :
-لو سمحت متتدخلش في حياتي ....دي حياتي انا ...
ثم كادت أن تذهب من أمامه إلا أنه أمسك كفها  وهو يقول بقوة :
-هي دي حياتك اللي عايزة تعيشيها...تعيش مع راجل بيخو نك مع اختك ...اختك !!؟تعيشي وانتِ شايفة جوزك كل يوم راجع البيت بعد ما كان مع جوليا ....تعيشي في ر عب أن ممكن في اي يوم ...اي لحظة ير ميكي عشان يتجوزها ...هو ده اللي عايزة تعيشيه!!!
-ايوة أيوة ...عايزة اعيش بالطريقة دي انت مالك ؛!!!
صر خت بوجهه في قسو ة شديدة بينما الدموع تلسع عينيها واكملت :
-ليه الكل عايز يمشيني على مزاجه ...الكل بيتدخل في حياتي ...أيوة أنا هتجوزه وانا عارفة أنه مبيحبنيش....هتجوزه وانا عارفة أنه بيحب اختي ...هتجوزه عشان معنديش حل تاني والا هتر مي أنا وابويا المر يض في الشارع ..
هز رأسه وقال؛
-مش مضطرة تعملي كده ...ده مش مبرر عشان تد.مري حياتك ...لو عشان خوفك على ابوكي أنا بعرض عليكي اهو تعيشي في بيتي من النهاردة ومن غير اي طلبات وانا هعيش في اي مكان تاني ...بس متد مريش حياتك عشان خاطري ...متعمليش كده في نفسك .....
أتاها اغر اء كبير أن توافق ...خاصة أنه يعرض عليها النجاة دون أن تضـ حي ولكن وتين اعتادت  أنها لا تنال شيئا إلا عندما تضـ حي ...تلك هي حياتها سلسلة طويلة من التضـ حيات. ...
-شكرا مش عايزة منك حاجة ...
هتفت بها ببرود ثم تركته ها ربا والدموع لا تتوقف عن الانفجا ر من عينيها بينما الاصرار يلمع بعيني جود..انتهى الأمر هو لن يدعها تد.مر حياتها بيدها
يتبع
#سندريلا_المنبوذة
#سولييه_نصار

سندريلا المنبوذةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن