الفصل السابع♥️

1.5K 90 2
                                    

الفصل السابع (عودة)
احاول الهروب منك فأعجز في كل مرة ...
..........
وضعت وتين كفها على فمها وهي ترتعش ...ماذا إن اكتشفت الجميع انها حاولت الانتحار ...ماذا سيكون رد فعلهم ...بالطبع لن يمر هذا مرور الكرام...رباه ماذا أتى به الى هنا ؟!بدأت الدموع تتجمع  في عينيها وهي تخبأ وجهها أكثر ولكنها فجأة انتفضت وهي تسمع صوت مها المبهج وهي تقول:
-ايه ده وتين انتِ هنا تعالي  .
قالتها مها التي وجدتها تقف متجمدة...رفع جود نظراته وابتسم لها بلطف تختلف تماما عن ابتساماته المغيظة بالأمس ...
بتردد اتجهت لصالة المنزل تحاول تجنب نظرات يعقوب الغاضبة ....
شكرت ربها انها غطت نصف وجهها جيداً ....
اقتربت منها مها وأمسكت كفها وهي تقول:
-ده جود يا وتين يبقى ابن اختي ...ودي يا جود تبقى مرات ابني يعقوب ...
نهض جود وابتسم وهو يقول :
-تشرفنا بيكي يا مدام  وتين ...آسف محضرتش الفرح بس كنت مسافر.....
لم ترد وتين بل أطرقت بوجهها أرضا وهي تفكر انها سيئة الحظ ....الرجل الذي انقذ حياتها هو ابن خالة يعقوب ...بالطبع سوف يخبره الحقيقة ....أغمضت عينيها بتعب وهي تستعد للانسحاب لتقول مها ؛:
-رايحة فين يا حبيبتي ؟!اقعدي افطري معانا ..
هزت رأسها بلطف وهي تقول:
-لا شكرا مليش نفس ...
ثم انسحبت بسرعة لغرفتها وهي تشعر ان قلبها سوف يخرج من صدرها ...بينما لاحقتها نظرات جود المبتسمة...ومن لاحظ هذا كان يعقوب الذي اشتعل اكثر ...
..........
مر يومين وهي بالشارع ...لا تعرف أين تذهب ...والي أين ...لا تملك حتى مال لتعود لوالدتها ....اصبحت تتسول الطعام ...وتعاني من تحرش الشباب ...حتى انها كادت أن تُغتصب بالأمس لولا ستر الله وتدخل بعض الناس ...اصبحت تنام في مدخل بناية وقد عطف عليها بعض السكان وأعطوها الطعام والغطاء ..لم تتوقع انها هي التي اعتادت ان يأتيها كل شئ دون ان تبذل أي مجهود تُعامل بتلك الطريقة ....لانها فقط استمعت لقلبها ؟!... انها تكره خالد ...تكرهه كما احبته يوما ...لقد اعطاها وعودا كثيرة وما ان اخذ ما يريده القاها كخرقة بالية...لن تسامحه ابدا ...ابدا ...
مسحت دموعها لتتأهب فجأة عندما رأت امرأة تقترب منها ...تلك السيدة التي تأففت من وجودها في مدخل البناية لانها ظنت انها سارقة ....
ابتسمت السيدة نجوى لها وقالت:
-أنتِ عارفة يا بنتي أنك مينفعش تقعدي هنا كتير ...يعني ميصحش ...انتِ بنت افرض حد من شباب العمارة عمل فيكي حاجة ...ابسط حاجة ممكن حد يخدرك وياخدوا منك أغلى ما عندك ....
أطرقت جوليا برأسها وقالت بحزن:
-طيب أعمل ايه يا هانم وأروح فين ؟!
ابتسمت السيدة بخبث وقالت:
-تعيشي معايا انا وجوزي...طبعا مش ببلاش احنا هناكلك وانتِ تنضفي البيت يعني تشتغلي خدامة ...ايه رأيك ؟!
...........

جلست على فراشها وهي ترتعش ...هل سيخبرهم بما حدث وكيف قابلها ام هل سيكتم السر ؟!ولماذا لم يخبرها انه يعرف يعقوب عندما اوصلها للقصر ما هو هدفه بالضبط ...هذا ما كان يسبب لها الحيرة ...تنهدت بتعب شديد وهي تتسطح على الفراش ولكنها انتفضت فجأة عندما فُتح الباب ...
نهضت متوترة ولكنها وجدت مها تحمل لها صينية الطعام
-متخافيش ده أنا ؟!مالك متوترة ليه ؟!
هزت وتين رأسها وقالت بخفوت:
-لا مفيش حاجة افتكرتك...
ثم صمتت لتكمل مها:
-افتكرتيني يعقوب صح ؟!لا متقلقيش هو مش هيهوب ناحية اوضتك تاني أنا امبارح اديتله اللي فيه النصيب ...
صمتت قليلا ثم قالت:
-يالا دلوقتي انا جيبتلك الفطار بنفسي اهو وهنفطر سوا ...مصدقتش كلامك أنك ملكيش نفس ...أنا فاهماكي أكيد اتكسفتي من جود ...
صمتت وتين لتقرب مها صينية الطعام من الطاولة الصغيرة التي امام الفراش وتجلس بجوار وتين وتقول:
-يالا مش هاكل لوحدي ..
ابتسمت وتين لها ثم بدأت بالأكل ....بدأت مها تتكلم معها وتقول:
-تعرفي متضايقة اووي بسبب اخلاق يعقوب اللي اتغيرت ...ابني مكانش قاسي كده بس بعد ما جوليا هربت بحس انه بقا عايز يفضي غلبه في أي حد ...ومهما اكلمه مش عاوز يفهم....
ابتسمت بحزن واكملت:
-تعرفي يا وتين ان يعقوب كان دايما بالنسبالة لابوه  احسن من خالد يعقوب هو اللي كان شايل المسؤولية عكس خالد تماما وده خلى مصطفى يجب يعقوب اكتر ...للأسف كنت بشوف ان معاملة مصطفى لخالد وحشة اووي ...عمره ما حاول يحتضنه ....حتى أنه احيانا كان بيمد أيده عليه ويحرمه من الحاجات اللي بيحبها وبيدلع يعقوب ... مصطفى حب يعقوب لانه حس انه شبهه بس مقدرش يدي خالد نفس الحب ويمكن ده اللي خلى خالد يعمل كده ...أنا احيانا مش بلوم خالد قد ما بلوم مصطفى اللى زرع الفتنة بينهم...وبلوم.نفسي اني موقفتش في وش مصطفى وممنعتهوش يظلم خالد ...عشان كدة...
صمتت قليلا ونظرت الى وتين وابتسمت :
-عشان كده أنا بوعدك اني مش هخلي يعقوب يظلمك واقف في وشه ...ده وعدي ليكي يا وتين ..و....
قطعت مها كلامها عندما ولج يعقوب للغرفة وعينيها تشتعلان بنيران الغضب ...
نهضت وتين بإرتباك .
-حضرتك ازاي تقولي انها مراتي ؟!خلاص خليتي المشوهة دي تكون مراتي ؟!!!
صرخ يعقوب بقوة في والدته....غطت وتين وجهها أكثر ...كان غاضب لا يفهم شعوره..ولكن رؤية نظرات جود.لها ضايقته ...
نهضت والدته وهي تصرخ به وتقول:
-يعقوب ...خلاص كفاية اخرس بقا !!!!
-لا مش هخرس ...ازاي تكسفيني بالشكل ده وتقولي ان دي مراتي وده مش حقيقي ...ازاي ..
تدخلت وتين وقالت والجرح في صوتها ظاهر:
-خلاص روح قوله الحقيقة ...قوله خطيبتي هربت مع اخويا عشان متفضحش عملنا المسرحية دي ...
ابتسمت مها وهي تشعر بالفخر بينما اتسعت عيني يعقوب من فرط دهشته وقال:
-انتِ ليكي عين تردي كمان ...
ثم رفع يده ليصفعها ولكنها أمسكت كفه وقالت بنبرة مرتعشة:
-مش هسمحلك تضربني تاني !!!
ثم تركت يده فاقتربت مها ووقفت امام وتين وهي تقول:
-كفاية كده.يا يعقوب روح اقعد مع ابن خالتك !!
.........
نزل يعقوب من الدرج وأتجه إلى صالة المنزل وهو يشعر انه يشتعل من الغضب ...انها تتحداه ...تتحداه هو كيف تجرؤ ؟!!!
انزعج اكثر عندما رأى جود ما زال جالساً مع والده
-تمام يا عمي متقلقش.من الحوار ده الشركة بتاعتي هتتولى الدعاية ...متقلقش من الحوار ده ...
-انا واثق فيك يا جود ....لو فاضي النهاردة نفضل.نتكلم في التفاصيل ...
-اكيد يا عمي ...بس هتغدوني ولا اروح اكل عند ليالي ...
ضحك مصطفى وقال:
-هنغديك ونعشيك وتبات معانا كمان ...
-ايه العرض  الحلو ده ...بس ليالي ممكن تتضايق ...
-يا سيدي انت معاها علطول ...خد.يوم إجازة ..او ممكن تجيبها هنا..
-لا لا انا هنبه عليهم في البيت اني هتاخر شوية بس مش هقدر ابات طبعا ...ممكن لحد ما خالتي تعملي الاكل اللي بحبه.بقا نتكلم في التفاصيل ...
ثم نظر الى يعقوب وقال:
-وتعالى معانا يا يعقوب ...بحب استفاد من خبرتك ....
ابتسم يعقوب بتكلف بينما قال جود فجأة :
-صحيح فين.خالد ...مشوفتهوش من أول ما جيت .
كاد مصطفى ان يرد الا ان صوت خالد اقتحم المكان وقال :
-وأنت كمان وحشتني يا جود!!
يتبع
#سندريلا_المنبوذة
#سولييه_نصار

سندريلا المنبوذةWhere stories live. Discover now